رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صحيفة: نزوح لاجئي «كارين» لتايلاند يؤثر على البلدان المجاورة لميانمار

نزوح لاجئي كارين
نزوح لاجئي كارين

سلطت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم الإثنين، الضوء على أنباء فرار ما لا يقل عن 3000 شخص من ولاية «كارين» بشرق ميانمار إلى تايلاند، هربًا من الضربات الجوية المتلاحقة التي يشنها الجيش ضد المناطق التي تسيطر عليها جماعة مسلحة عرقية، وأكدت أن ذلك يمثل أكبر حركة للاجئين منذ انقلاب الأول من فبراير الذي أطاح بحكومة المستشارة أونج سان سو كي.

وقالت الصحيفة، في تعليق لها بهذا الشأن نشرته على موقعها الإلكتروني، إن هذا النزوح الجماعي عبر الحدود سيؤدي لا محالة إلى تأجيج المخاوف المتزايدة بالفعل من أن الصراع الناجم عن استيلاء الجيش على السلطة والهجمات التي يشنها ضد المدنيين يمكن أن يترك تداعيات وخيمة وغير مباشرة على البلدان المجاورة.

وأوضحت أن العديد من المنظمات غير الحكومية، من بينها اتحاد كارين الوطني، وهو جماعة معارضة للانقلاب تمثل أقلية كارين العرقية في ميانمار، أعلنت يوم أمس الأحد أن الناس عبروا نهر سالوين الفاصل بين البلدين.

وأفادت بأن قوات الجيش ألقت قنابل وأطلقت أسلحة آلية في اليوم السابق على الأراضي التي يسيطر عليها جيش التحرير الوطني لكارين، وهو الجناح العسكري للاتحاد، بعد أن سيطر على مواقع تابعة للجيش.

و"كارين" هي إحدى مجموعات الأقليات العديدة التي تعيش في مرتفعات ميانمار، وتقاتل قوات الجيش منذ عقود.. غير أن اتحاد "كارين" الوطني وقّع على اتفاقية لوقف إطلاق النار في عام 2015.. لكنه عاد إلى المشهد السياسي في البلاد وشجب الانقلاب وقدم دعمه لحركة العصيان المدني الجماهيرية المعارضة له، بما شمل السماح لمئات الأشخاص الفارين من قلب ميانمار باللجوء إلى الأراضي التي يسيطر عليها.

من جانبه، قال بادوه سو تاو ني، رئيس قسم الشئون الخارجية في اتحاد كارين الوطني، في تصريحات خاصة لـ«فاينانشيال تايمز»، إن المزيد من الهجمات العسكرية أدت إلى فرار حوالي 4000 شخص إلى الغابة، مضيفا: "إذا استمرت الضربات الجوية، فقد يجد هؤلاء النازحون طريقة لعبور الحدود والبحث عن ملجأ في تايلاند".

في الوقت نفسه، أكدت هيئة الإذاعة العامة في تايلاند أن حوالي 3000 شخص قد وصلوا إلى مقاطعة ماي هونج سون الشمالية الغربية.. وقال رئيس الوزراء، برايوت تشان أوتشا، إن حكومته تستعد لتدفق محتمل للاجئين من ميانمار لكن من غير المعلوم العدد المحتمل استقباله من اللاجئين.

يُشار إلى أن الحكومة التايلاندية لم تُدن الانقلاب، وكانت تايلاند واحدة من الدول القليلة التي أرسلت ممثلين عنها للاحتفال بيوم القوات المسلحة في ميانمار يوم أمس الأول، فيما قال ريتشارد هورسي، وهو محلل سياسي مستقل، إن "هذا النزوح هو الأول مما يمكن أن يكون تمهيدا لتدفقات أكبر بكثير للاجئين"، مضيفًا أن هناك خطرا لاندلاع "صراع أكثر خطورة".. مضيفا: "إن الأزمة الاقتصادية والأمنية في ميانمار قد تؤدي أيضًا إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان".

يذكر أيضا أن الانقلاب العسكري الذي وقع في ميانمار في شهر فبراير الماضي، بقيادة الجنرال مين أونج هلينج، تعرض لإدانة دولية واسعة النطاق، لاسيما بعدما تسبب في مقتل مئات المتظاهرين وآخرين، بمن فيهم أطفال.. حيث قتلت قوات الأمن 459 شخصا واعتقلت أكثر من 2559، وفقا لجمعية مساعدة السجناء السياسيين في ميانمار، وهي جماعة حقوقية.