رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

موسم كتابة الأرشيف.. من الصحافة إلى الرواية

معرض القاهرة الدولي
معرض القاهرة الدولي للكتاب

اقتربت فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، والذي من المقرر انعقاده في الأربعاء 30 6 2021 وتستمر إقامته حتى الخميس 15 7 2021 بزيادة أربعة أيام عن المعتاد.

ويشارك العديد من الكتاب مصريين وعرب بمنتجهم في مجالات الإبداع، إلا أن من الملحوظ أن ثمة كتابات عديدة أعلن عنها أصحابها تحمل طابع أرشيفي، ومنها من خرجت معلنة انها أرشيفية مثل كتاب "حكايات من الأرشيف " للكاتب الصحفي طاهر عبد الرحمن، وكتاب "الشعب يبدي رأيه في كل ما حدث" للكاتب الصحفي والسينارست محمد الشماع، وكتاب "موسوعة تراث مصري" للكاتب أيمن عثمان بجزئية الأول والثاني، وكتاب "ماخفي.. مصر بين فاروق وناصر في الصحافة الأمريكية" لأسامة حمدي وغيرهم.

إلى جانب العديد من الكتب التى حملت عناوينها أسماء فنانين وكتاب، وجاء محتواها يزيد عن أكثر من 90 في المائة من الأرشيف، واستعادة ما هو مكتوب بالفعل، وتوثيقه والتأكيد عليه ومثال ذلك كتاب "محمد عبد المطلب.. سلطان الغناء" للكاتب الصحفي محب جميل.

من جانبه يلفت الكاتب الصحفي طاهر عبد الرحمن "أن الأمر ليس بهذه السهولة، أو حتى يعني استسهال من الكاتب، الكتابة في هذه المنطقة تحديدا عملية مضنية وصعبة بدءا من الفرز والاختيار".

ويضيف "دائما كنت بسأل لماذا أنا غارق في الأرشيف؟! والإجابة دائما هي إن فيه قضايا وحوادث كتيرة لم تنته لمجرد إنها حدثت من زمان، إلى جانب أن الأرشيف بيبين شكل المجتمع وظروفه، وكل هذه عوامل شكلت الحاضر ليس فقط في القضايا الثقافية والأدبية وحتى السياسية، ثمة قضايا أخرى منها القضايا الجنائية".

وأوضح طاهر عبد الرحمن أن اللجوء للأرشيف واستعادته ناتج من تهميش تاريخنا والذي ظل منسي ومجهول، وما يحدث بمثابة محاولة لتصحيح بعض المعلومات التاريخية، مثلا قضية الفنانة ثريا فخري والشائعات التى وصفتها بعميلة "للموساد"، والحقيقة عكس ما بيتقال ويتم تداوله على السوشيال ميديا".

وذهب الكاتب الصحفي محب جميل إلى أن الاعتماد واللجوء للأرشيف ضرورة حتمية في الكتابة المتعلقة برصيد وإعادة إنتاج سيرة لشخص ما، وأمام شخصيات مثل "محمد عبدالمطلب وفتحية أحمد، وصالح عبد الحي"، كان الأرشيف بطل لهذه الكتابات خاصة أننا بصدد كتابة مغايرة هدفها في الأساس هو تدقيق المعلومة وتوثيقها لتقديم سيرة متكاملة، ليس فقط بالرجوع إلى ما كتب عنهم والحوارات التى أجريت معهم عبر الوسائل الإعلامية المختلفة من صحافة وإذاعة وتلفزيون، بل الأمر يتجاوز هذا بتوثيق كل ما قدموه في مشوارهم الفني وتوثيقة ومن قبل تدقيقه.

ويضيف هذا الأمر يتطلب جهد ورؤية لمن نكتب عنه، الأمر يتجاوز الرؤية الضيقة بوصفه استعادة ماكتب عنهم، ما اعنيه أننا بالكتابة عنهم نستعيد بعض من حقوقهم المنسية، ونكشف للاجيال الجديدة قيمة ومعنى وأثر ما قدموه في كافة المجالات.

ومن جانبه أشار الكاتب الروائي علي حسن صاحب رواية "أنا مي زيادة" والصادرة عن مركز إنسان للنشر والتوزيع إلى أن لرواية الصادقة؛ مرآة تعكس على صفحتها صورة المجتمع والبيئة بأدق تفاصيلها، خصائص هذا المجتمع ومميزاته، فضائله ونقائصه، ونستشعر تأثير البيئة على هؤلاء الناس. لهذا يستطيع القارئ أن يعيش داخل هذه البيئة ويتخيل المجتمع وأفراده من خلال هذه الروايات، ويتعرف الباحث كذلك من خلالها على ملامح هذا المجتمع.

وأكد علي حسن أن "الصدق الذي قصدته، هو قدرة الأديب على الغوص في هذا المجتمع والنبش في مفرداته ومقوماته والرجوع إلى المراجع المتمثله في الجرائد والمجلات وأفلام السنيما التي تصور هذا العصر".

وتابع: ولقد اعتمدت في روايتي "أنا مي زيادة" على الكثير من المراجع التي تناولت بالبحث والدراسة حياة الأديبة "مي زيادة"، ولأن "مي" أديبة فذة واستثنائية، فقد جعلتني لا أكتفي بها، وإنما اطلعت على عشرات المراجع والسير الذاتية والغيرية التي تناولت الكثير من الشخصيات العظيمة التي هامت حولها، وأثرت وتأثرت بشخصيتها الفذة".

وأضاف"أثناء كتابة هذه الرواية والتي استغرق الإعداد لها ثلاث سنوات ونصف، هالني ما اكتشفته من حقائق، وتوقفت كذلك أمام حجم التزوير والتلفيق، والسرقات الأدبية، بل الكذب وإطلاق الشائعات التي مع الوقت صارت حقائق، يرددها القراء والمثقفون على حد سواء.

وختم على حسن، قائلا: "استطيع أن أزعم بأن هذه الرواية تمثل ٩٥٪ من حياة "مي زيادة" والباقي ما هو إلا تخييل لا يسلب الرواية الصدق أو الحقيقة والتأريخ الأدبي، تلك الرواية أقدمها للراحلة العظيمة إنصافًا لها بعد تسعين عامًا من الظلم والكذب والتلفيق في حياتها وبعد مماتها".