رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سمرة الراوى ناجية القطار: ابنى هدد بذبحى.. وولاد الحلال طبطبوا علىّ (فيديو)

سمرة الراوى
سمرة الراوى

حكت السيدة سمرة الراوى، ٥٢ عامًا، ابنة محافظة قنا، الناجية من حادث تصادم قطارى سوهاج، والتى كانت مسار حديث وسائل التواصل الاجتماعى خلال الساعات الماضية، تفاصيل نجاتها من الموت المحقق، وكواليس ركوبها ذلك القطار بشكل اضطرارى، كما كشفت عن جوانب مأساوية فى حياتها المليئة بالصعاب.
قالت «سمرة» إنها عاشت حياة صعبة منذ وفاة زوجها وعانت من عقوق ولدها، الذى كان دائم الاعتداء عليها، حسب قولها، واضطرت لاقتراض ٤٠ ألف جنيه من بنك ناصر، بضمان المعاش البالغ ١٠٠٠ جنيه، من أجل تزويج ابنتها.
وروت تفاصيل أزمتها، قائلة: «زوجى متوفى منذ ١٠ سنوات، وترك لى ولدًا يشبهه فى أفعاله، حيث كان يضرب والدته، ومثله فعل نجلى الذى اعتاد على ضربى».
وكشفت عن كواليس مشادة حدثت بينها ونجلها يوم الحادث، اضطرتها لركوب ذلك القطار، قائلة: «طردنى يوم الحادث من البيت، ورفض السماح لى بأخذ متعلقاتى، وهددنى بأنه سيحرقنى وسيذبحنى لو أخذت أى شىء من أغراضى».
وتابعت: «ليس لى أخوة، أو أقارب أذهب لديهم، فقررت ركوب القطار، والذهاب للسيدة زينب، فى القاهرة، لأحكى لها عن همومى وأشتكى لها من هذه الأفعال، ولم يكن فى الحسبان أن حادثة ستقع».
وتحدثت عن لحظة التصادم بين القطارين، قائلة: «فوجئت بالقطار يقف ويهدئ من سرعته فجأة، وسمعنا صوت العويل والصراخ يتعالى من آخر عربة، ثم رأيت القطار ينقلب على جنبه والركاب والحقائب تقع فوق رأسى».
أما عن كيفية إنقاذها فقالت: «أولاد الحلال أخرجونى من تحت الحديد والحقائب، ونقلونى بسرعة إلى المستشفى، وتم تقديم لى كل الرعاية الطبية لى، والحمد لله كل إصاباتى كانت كدمات، وبعد ذلك تم إرسالى إلى دار المسنين بمدينة سوهاج، وألاقى هنا أفضل معاملة، والجميع كأنهم أولادى».
وشكرت الرئيس عبدالفتاح السيسى على اهتمامه بحالتها، قائلة: «ربنا يبارك فى عمره، وكل أولاد الحلال اللى طبطبوا علىّ ووقفوا معى وكلهم ولادى»، مضيفة: «أنا كنت طمعانة فى ولد واحد يراعينى، ولقيت الحمد لله كل الشباب الحلوين دول جنبى، ساعتها عرفت إن الدنيا لسة بخير».
وتمنت مصافحة الرئيس السيسى، والحصول على وحدة سكنية تمليك لتسكن فيها، وأن تسدد القرض الذى حصلت عليه من بنك ناصر من أجل تزويج ابنتها الوحيدة، كما طحمت إلى أن تحج إلى بيت الله، مردفة: «نفسى فى شقه تمليك أسكن فيها وأسدد القرض، وأحج بيت الله الحرام وأكون من زوار سيدنا النبى، عليه الصلاة والسلام، ونفسى أسلم على الرئيس وأقول له شكرًا على كل اللى عمله معايا».
ورفضت الأم مسامحة نجلها على ما اقترفه فى حقها، قائلة: «ابنى لو جالى مش هسامحه، ولكن ربنا يصلح حاله وكما تدين تدان، وأولاده هيكونوا زيه عشان يشوف اللى عمله معايا».
وقالت شيماء حسين، مديرة دار المسنين بمحافظة سوهاج، إنها استقبلت السيدة سمرة بدار المسنين بعد تلقى العلاج، وكانت تعانى آثارًا نفسية سيئة مما حدث لها فى القطار، ومن واقعة طرد ابنها لها، وتم التعامل معها على الفور لإزالة تلك الآثار النفسية، وتسكينها فى غرفة والاهتمام بغذائها.

نجلها يرد: لم أطردها.. وبيننا خلافات بسبب زواجها الثانى

اعترف ياسر جمال، ٣١ عامًا، نجل السيدة سمرة الراوى الناجية من حادثة قطارى سوهاج، والتى اتهمت ابنها بالعقوق، أن بينه ووالدته خلافات ومشادات متكررة منذ زمن طويل، نافيًا أن يكون قد طردها أو اعتدى عليها كما قالت أمه لبعض وسائل الإعلام.
وفجرت «سمرة» مفاجأة لوسائل الإعلام بعد نجاتها من الحادث، بأنها ركبت القطار المنكوب للسفر إلى القاهرة من أجل مجاورة السيدة زينب، بعدما طردها نجلها من منزله بإحدى قرى نجع حمادى، ما أثار تعاطف الكثيرين مع قضيتها.
وقال «ياسر» إنه لم يطرد والدته ولم يضربها أبدًا، مستشهدًا بجيرانه فى منزله بقرية الساحل التابعة لمركز نجع حمادى شمالى محافظة قنا، مضيفًا أن والدته أبلغته قبل أسبوع من الحادث برغبتها فى زيارة أختها بالقاهرة، ولم يكن يعلم أن والدته استقلت ذلك القطار وكانت إحدى ضحاياه.
وذكر أن الجيران أخبروه بالحادث وفى أثناء ذهابه للمستشفى للاطمئنان على والدته، أبلغه بعض المقربين أن والدته اتهمته بطردها وضربها خلال حديثها لوسائل الإعلام، فقرر عدم الذهاب إليها خوفًا من المساءلة القانونية.
وأكمل أنه يعمل صيادًا وفى بعض الأحيان يطلب الرزق عبر أى عمل حر، وأن الخلافات بينه ووالدته نشأت منذ صغره، بعد وفاة والده الذى ترك ٤ أبناء، وزواج أمه من رجل آخر، ما تسبب فى الكثير من الخلافات والمشادات، لدرجة أن الأم رفعت دعوى قضائية على ابنها مع تطور المشكلات بينهما.
وأشار إلى أن لديه إعاقة فى إحدى قدميه، منذ كان عمره ٦ سنوات، ولم يستطع الحصول على معاش من الدولة، رغم سعيه لذلك، فاضطر للعمل باليومية لينفق على والدته.
وأرجع الاتهامات التى كالتها له والدته، إلى ظروف الحياة الصعبة، إذ يعيشون فى منزل متهالك مكون من غرفة واحدة، قائلًا: «كنا عايشين ٦ أفراد أيام أبويا فى عشة، ومبسوطين، بس بعد ما مات بدأت المشاكل تظهر». وقال إنه تعرض للضرب والإهانة من والدته، ورغم ذلك كان دائمًا ما يقبل يديها، معبرًا عن رغبته فى أن تعود إليه، مضيفًا: «عايز أمى ترجع محدش بيعيش وحده».