رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جماعة إسلامية متطرفة تسيطر على بلدة في شمال موزمبيق

جماعة إسلامية متطرفة
جماعة إسلامية متطرفة

شنت جماعة إسلامية متطرفة هجوما مسلحا على بلدة بالما في شمال شرق موزمبيق، ما أجبر السكان على الفرار إلى الغابات المحيطة، في حين لجأ عمال وموظفو منشآت الغاز وموظفون حكوميون وأجانب إلي فندق "أمارولا بالما"، قبل أن يتم محاصرته من قبل الإرهابيين.

ووفقا لما كشفته مصادر عسكرية لصحيفة "تليجراف" البريطانية، فأن العشرات من العمال الأجانب والمغتربين من جنسيات مختلفة لقوا حتفهم أول أمس السبت في كمين أثناء محاولتهم الهروب من الفندق الذي كان يأوي حوالي 200 شخص منذ يومين.

وأشارت المصادر إلى أن من بين عشرات الأجانب الذين قتلوا في الحصار دموي لبلدة بالما كان وافدا بريطانا على الأقل، فيما تم إجلاء أربعة بريطانيين آخرين بطائرة هليكوبتر حيث اندلع جهاديون معروفون بقطع الرؤوس الوحشي في المدينة الواقعة في شمال شرق موزمبيق على مسافة عشرة كيلومترات فقط من مشروع الغاز العملاق الذي تقوده مجموعة "توتال" الفرنسية حيث تم توظيف العديد من العمالة الوافدة.

وذكرت التليجراف أن الجثث لا تزال مقطوعة الرأس مبعثرة في أنحاء بالما، بحسب تقارير محلية، حيث اندلع القتال بين المتطرفين وقوات الأمن منذ يوم الأربعاء. وقالت مصادر أمنية إنه بعد إجلاء المرتزقة آخر الأجانب، سيطر المسلحون على البلدة بأكملها.

وقامت الجماعات المتطرفة بقطع رؤوس أطفال لا تتجاوز أعمارهم 11 سنة في الأسابيع الأخيرة مع اشتداد التمرد الوحشي في جميع أنحاء مقاطعة كابو ديلجادو الشمالية.

وأضافت أنه منذ أكتوبر 2017، لقي ما لا يقل عن 2400 شخص مصرعهم، بينما أُجبر حوالي 700000 على الفرار. وأذهلت الهجمات الوحشية عمال الإغاثة في المنطقة.

ونقلت الصحيفة عن ليونال ديك، الذي يدير مجموعة ديك الاستشارية، وهي شركة أمنية خاصة في جنوب إفريقيا تعمل مع حكومة موزمبيق، قوله إن جهود الإنقاذ جارية مع نقل ما لا يقل عن 20 شخصًا إلى بر الأمان في طائرات هليكوبتر قبل الكمين. ومن لم يحاولوا الفرار في القافلة المؤلفة من 17 سيارة يوم الجمعة تم نقلهم من مكان الحادث على متن قوارب.

وأوضح ان من بين القتلى في الهجوم أب لثلاثة أطفال. وقالت ميريل نوكس (59 عاما) إن ابنها أدريان نيل البالغ من العمر 41 عاما أصيب برصاصة في القافلة بعد انتظار أيام حتى يتم إنقاذه.
وتابع لصحيفة التليجراف: "لقد حاولوا الفرار وأصيبوا بالرصاص في سيارة وهم في طريقهم للخروج".

فيما قالت جايدي ألكسندر، 29 عامًا، للصحيفة البريطانية، إن والدها من جنوب إفريقيا، وهو شرطي سابق، كان من بين المفقودين، مشيرة إلى إنه كان متوجهًا إلى الحدود مع تنزانيا، على بعد 430 ميلًا، قبل أن يختفي.

وقالت وهي تصف محاولته الفرار: "لقد رأى مسدسًا في إحدى المركبات المهجورة التابعة لحكومة موزمبيق وأخذها".

ولفتت التليجراف إلى أن بالما هي مركز لوجستي وقاعدة للعديد من الشركات الدولية التي تتطلع للاستفادة من أحد أكبر اكتشافات الغاز في عقد من الزمان.

وجاء الهجوم الإرهابي على المدينة، والذي بدأ الأربعاء الماضي، بعد ساعات فقط من إعلان شركة توتال إس إي استئناف العمل في موقعها بعد إيقافها لأسباب أمنية.

وبينت أن مسؤولون في وزارة الخارجية ووزارة الدفاع وحكومة المقاطعة في موزمبيق لم يردوا على المكالمات الهاتفية وأغلقوا هواتفهم يوم السبت، فيما قالت الشرطة الوطنية إنها تقيم الوضع دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وقالت حكومة موزمبيق إن قوات الأمن تعمل على إعادة النظام في بالما، بعد أن تعرضت لهجوم من ثلاثة محاور يوم الأربعاء، فيما لم يتضح عدد الأشخاص الذين بقوا في الفندق وعدد المفقودين بعد الكمين الذي تعرض له العمال الأجانب السبت.

وقالت سيندي كوك، من جنوب إفريقيا، إن ربيبها فرانسوا فان نيكيرك البالغ من العمر 21 عامًا يعيش في بالما، مشيرة إلى أنها تحاول بشكل محموم الحصول على معلومات عنه لكن دون جدوى قائلة "إنه أمر مخيف. لا توجد مزحة. إنهم (المتمردون) لا يرحمون ولا يرحمون.

وقالت وزارة الخارجية البرتغالية إن أحد مواطنيها أصيب في الهجوم على بالما لكنها لم تحدد ملابساته. وقالت الوزارة في رسالة بالبريد الإلكتروني إنه تم إنقاذ الشخص منذ ذلك الحين، وأن سفارتها في مابوتو تعمل على تحديد مواطنين برتغاليين آخرين يحتاجون إلى الدعم.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية: "إن المفوضية العليا في مابوتو على اتصال مباشر مع السلطات في كابو ديلجادو لطلب المزيد من المعلومات بشكل عاجل حول هذه التقارير".