رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير يُحذر من خطورة تغلغل «الإخوان» في المؤسسات الرسمية بألمانيا

جريدة الدستور

حذر تقرير لصحيفة "دي فيلت" الألمانية من خطورة تغلغل جماعة "الإخوان" في المؤسسات الرسمية في ألمانيا، داعيا الحكومة إلى ضرورة الانتباه لهذا الخطر والسعي إلى منع الجمعيات المرتبطة بتيار الإسلام السياسي من العمل في إطار مؤسسات الدولة.

ووفقا للصحيفة، عينت ولاية برلين أحد أهم القيادات الإخوانية في ألمانيا، ويدعى محمد حجاج، عضوا في "لجنة مكافحة العنصرية ضد المسلمين" وهي لجنة حكومية أسستها ولاية برلين وبدأت عملها في 26 فبراير الماضي.

وأوضحت الصحيفة أن حجاج هو المدير الإداري لجمعية "إنسان" المعروف ارتباطها بالإخوان، كما أنه شغل العديد من المناصب القيادية في جمعيات تصنفها هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية" بأنها على صلة بالجماعة الإرهابية.

وكشف تقرير "دي فيلت" عن أن جميعة انسان، التي أسست في 2002، كانت قد تلقت أموالا كثيرة من المؤسسات الاتحادية الألمانية، ومؤسسات ولاية برلين، لسنوات طويلة، وذلك رغم ارتباط الجمعية الوثيق بالإخوان، حيث تلقت جمعية إنسان مليونا و375 ألف يورو من الحكومة الألمانية في السنوات الأخيرة.

وأضاف التقرير أنه إلى جانب حجاج، تشغل عضوية اللجنة أيضا رئيسة "جمعية انسان" ليديا نوفل، والتي جري تعيينها مؤخرا في المجلس الاستشاري لمعهد الدراسات الإسلامية في جامعة هومبولت العريقة في برلين.

وتابعت أن حجاج ونوفل يشغلان مجموعة من المناصب الأخرى، فكلاهما ينتمي إلى اللجنة التنفيذية للمجلس المركزي للمسلمين، الذي تلاحقه اتهامات بالخضوع لإرادة الإخوان في برلين، وكلاهما أيضا عضو في مجموعة عمل الحزب الديمقراطي المسيحي.

كما أن القيادية في جمعية إنسان، نينا موهي، باتت عضوة في مجموعة الخبراء ضد العداء للمسلمين التي أسستها وزارة الداخلية الألمانية في سبتمبر الماضي، بحسب التقرير.

ووفقا لسجل الجمعيات في منطقة شارلونتبورغ في برلين، يشغل حجاج أيضا منصب نائب رئيس مركز طيبة الثقافي، والتي تصنفها هيئة حماية الدستور الألمانية في تقاريرها بأن لديها صلات بالإخوان ومنظمة المجتمع الإسلامي، أهم منظمة للإخوان في الأراضي الألمانية.

من جهتها، كشفت الخبيرة في شؤون التنظيمات الإسلامية، سيجريد هيرمان مارشال، في تصريحات ل"دي فيلت" عن أن جمعية انسان أقامت شبكة كبيرة من العلاقات في السنوات الأخيرة، مضيفة "ليديا نوفل تعمل كوسيط بين المؤسسات الألمانية وشبكة الإخوان".

كما كشفت دراسة سابقة لمركز الاتحاد للتدريب السياسي، عن أن مركز طيبة يروج لكتابات الأب الروحي للإخوان يوسف القرضاوي، ويقوم بنشر أفكار الجماعة المتطرفة.

ونقلت الصحيفة عن كارستن فريك، الخبير الألماني الذي راقب جمعية إنسان لفترة طويلة، قوله إنه "لأمر مثير للعجب مدى نجاح إنسان في ممارسة الضغوط، وتوسع تمويل الدولة لها".

وأضاف: "لا ينبغي للحكومة الألمانية أن تتعامل مع مجموعة ضغط من أوساط الإسلام السياسي"، متسائلا "لماذا يسمح لهذه الجمعية بالعمل في إطار مؤسسات الدولة؟"

ولفتت الصحيفة إلى أن محمد حجاج كان محور مقابلة مع "دويتش فيليه" الألمانية في 2010 حول ما يوصف بـ"المبادرة الألمانية لكسر حصار غزة"، مضيفة انه بسؤال حجاج في وقت لاحق إن كان يشارك في هذه المبادرة، رد بالنفي، لكنه أكد أن مجموعة من طلابه تابعوا أخبارها في وسائل الإعلام.
وتابعت دي فيلت: ينفي حجاج شغله منصب رئيس للمكتب السياسي للجالية الفلسطينية في ألمانيا، رغم أنه تحدث في الإعلام بهذه الصفة، كما أنه رفض الاجابة عن إن كان هو من أجرى الحديث مع دويتشه فيليه عن المبادرة.

ومن المقرر أن تضع "لجنة مكافحة العنصرية ضد المسلمين" توصياتها الخاصة بتطوير الاستجابة للحوادث العنصرية ضد المسلمين، وكيفية الوقاية منها بحلول ربيع عام 2022.

جدير بالذكر أن هيئة حماية الدستور كانت أدركت جمعية انسان ضمن "الجمعيات القريبة من الإخوان" في الفترة بين عامي 2007 و2009.

وتلقى مشروع جمعية إنسان عن "مناهضة التمييز والإسلاموفوبيا" الذي يعد جزءا من برنامج ولاية برلين لدعم الديمقراطية، تمويلا حكوميا ألمانيا بلغ نصف مليون يورو في الفترة بين 2010 و2020، ومن المقرر أن يتلقى المشروع نفسه 116 ألف يورو من الأموال الحكومية في 2021، بحسب "دي فيلت".