رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف نجحت جمعية الطب النفسي في مساعدة مرضى الاكتئاب؟

مرضى الاكتئاب
مرضى الاكتئاب

في نهاية العام الماضي، أطلقت الجمعية المصرية للطب النفسي حملة جديدة لمساعدة مرضى الاكتئاب، مستهدفة التعريف بمرض الاكتئاب كأحد الأمراض النفسية، وتوصيفه وأعراضه، والتعرف على كيفية التعامل مع المرض والتغلب عليه.

الجمعية دشّنت صفحة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" للبدء في عمليات التوعية بكيفية التعامل مع هؤلاء الذين يصيبهم الاكتئاب، ولمزيد من المساعدة منهم قاموا بعرض مجموعة من أرقام وعناوين مستشفيات في القاهرة للمساعدة في رحلة العلاج، وهى مستشفيات حكومية وليست خاصة، من بينها مستشفيات: العباسية، مصر الجديدة المطار، الحسين التخصصي، النيل، الصحة النفسية بحلوان وغيرهم.

وكتب متخصصون تابعين للجمعية أن إحدى أسباب الاكتئاب يكون ناتج عن انخفاض مستويات الناقلات العصبية في المخ مثل السيروتونين والنورادرينالين، والتي ترتبط بمشاعر السعادة والرفاهية، وأثبتت الأبحاث الحديثة أن الناقلات العصبية ليست الوحيدة المسببة للاكتئاب، لذا لا تعمل مضادات الاكتئاب التي تعمل على زيادة مستويات السيروتونين أو النوربينفرين كعلاج مناسب لكل الحالات.

أضافوا أن هناك عوامل معينة تزيد من نسبة الإصابة بالاكتئاب المقاوم للعلاج منها: العمر، الحالة الصحية، الجنس (النساء الأكثر عرضة)، كبار السن، تعاطي المخدرات، اضطراب الأكل والنوم.

طارق عكاشة، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، يتحدث نيابة عن الجمعية يقول إن الاكتئاب مرض وليس مجرد حزن أو أي مشاعر إنسانية طبيعية عند تعرضه لأي موقف سئ مثل وفاة شخص وغيرها، وبحسب منظمة الصحة العالمية، فالاكتئاب هو أكثر مرض نفسي مؤلم.

ولفت عكاشة إلى أن أعراضه متواصلة لمدة أسبوعين، والتي تنقسم إلى أعراض فسيولوجية مثل فقدان الشهية للأكل، نقصان في الوزن، خلل في النوم أي صعوبة في استمرار النوم، وتلك الأعراض تكون في فترة النهار أكبر من الليل، قلة النشاط، ثم تأتي التغيرات النفسية مثل البطء في عملية التفكير أو التركيز، صعوبة في اتخاذ أبسط القرارات، ويتأثر السلوك أيضًا عدم الرغبة في التعامل مع الآخرين، الزهد في ممارسة الأشياء التي كانت تبعث عليهم الانبساط.

وتابع أستاذ الطب النفسي أنه يأتي بعد ذلك الأعراض الجسدية مثل الصداع، ألم في القدمين أو الظهر، قلة النوم، ألم في البطن، وغيرها من الأعراض التي قد تجعل المريض في البداية يذهب إلى طبيب أمراض الباطنة أو الصدر أو غيرهم، وفي مرحلة متقدمة يشعر المريض أنه لا أمل في شئ.

وتسعى الحملة من التعريف بالاكتئاب أن يكون لدى المصابين الشجاعة للذهاب إلى طبيب مختص وعدم الخجل من ذلك، لأنه مرض كباقي الأمراض له أعراض وتشخيص وعلاج، وتتوقف مدة العلاج حسب استجابة الشخص له وإرادته في التحسن والخروج من هالته.

تواصلنا مع محمد علي، أحد المتابعين للصفحة والمتفاعلين معها، وقال إنها قد غيرت الكثير من المفاهيم لدي عن مرض الاكتئاب ففي البداية كان يعتقد أن مجرد الحزن على أمر طارئ في حياته هو ضمن أعراض الاكتئاب، إلا أنه مع الحملة التي أطلقتها الصفحة أدرك أن ما يتعرض له ليس له علاقة بالاكتئاب كمرض، وأن الاستجابة للأطباء في تلك الحالة هو أمر ضروري، آملًا أن تستمر تلك الحملة لتتغير مفاهيم المجتمع حول المرض النفسي بشكل عام.

بالتواصل مع إدارة صفحة الحملة على "فيسبوك"، رد أحد المسؤولين قائلًا: "إن الحملة هدفها الأول هو الوعي، لذا يتم نشر حملات التوعية من خلال المنشورات التي نوردها على الصفحة"، لافتًا إلى أن الاكتئاب هو مرض كأي مرض آخر وفي حاجة إلى مراجعة واستشارة طبيب وعدم التنصل من ذلك.