رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد يوسف: 40% إقبالًا سياحيًا بعد كورونا.. والمتوسط العالمي 10%

أحمد يوسف، الرئيس
أحمد يوسف، الرئيس التنفيذى لهيئة تنشيط السياحة

تحتفل الهيئة المصرية العامة لتنشيط السياحة بمناسبة مرور ٤٠ سنة على إنشائها فى عام ١٩٨١، بقرار من الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بهدف رفع معدلات نمو الحركة السياحية الوافدة إلى البلاد، والعمل على إزالة أى معوقات تقف دون ذلك، وتحسين صورة مصر فى الخارج.

ومع ظهور أزمة فيروس «كورونا المستجد»، والإجراءات الاحترازية التى اتخذتها دول العالم فى هذا الإطار، أصبحت الهيئة تواجه العديد من الصعاب، فكيف تحاول الترويج السياحى فى دول أغلقت حركة طيرانها وفرضت إغلاقًا شاملًا لفترة من الوقت؟

فى السطور التالية، تحاور «الدستور» أحمد يوسف، الرئيس التنفيذى لهيئة تنشيط السياحة، للحديث معه عن أبرز هذه الصعاب، وخطة العمل الحالية للهيئة، بعد إعادة فتح حركة الطيران والسياحة فى مصر وعدة دول، منذ يوليو الماضى.

■ بداية.. ما أبرز نتائج مشاركة مصر فى الملتقى السياحى الأقدم «بورصة برلين»، الذى اختتم فعالياته فى ١٢ مارس الجارى؟
- من خلال المشاركة فى «بورصة برلين»، التى نظمت هذا العام افتراضيًا بمشاركة نحو ١٢٠ دولة على مستوى العالم، بعد إلغائها فى العام الماضى، استعرضنا الخطوات التى اتخذتها الدولة لمواجهة فيروس «كورونا»، طوال الفترة الماضية، سواء الإجراءات الاحترازية داخل المنشآت السياحية والفندقية والمطارات، أو إجراءات التحفيز التى قدمناها للسائحين.
وتضمنت هذه الإعفاءات إعفاء المسافرين إلى محافظات جنوب سيناء والبحر الأحمر والأقصر وأسوان من دفع رسوم التأشيرة، حتى ٣٠ أبريل ٢٠٢١، وتخفيض أسعار وقود الطائرات بمقدار ١٥ سنتًا أمريكيًا للجالون الواحد، من ٢١ يناير حتى نهاية ٢٠٢١، إلى جانب منح المطارات فى المحافظات السياحية خصمًا بنسبة ٥٠٪ على رسوم الهبوط والإيواء، وبنسبة ٢٠٪ على رسوم المناولة الأرضية، حتى ٣٠ أبريل ٢٠٢١، وغيرها من الإجراءات الأخرى.
وعلى هامش «بورصة برلين»، عقدنا لقاءً مع منظم الرحلات الألمانى «TUI»، الذى يعد الأكبر فى السوق الألمانية، لبحث آليات تعزيز التعاون المشترك، ودفع الحركة السياحية الوافدة إلى مصر، من السوق الأوروبية عامة، والألمانية بوجه خاص.
■ هل تتوقع توافد الرحلات الألمانية إلى مصر خلال الموسم الصيفى؟
- لمست من خلال مشاركتى مع منظمى الرحلات أن هناك شغفًا كبيرًا من كل الأسواق الأوروبية، وليس الألمانية فقط، لزيارة المقاصد السياحية المصرية، لكن هذا سيتوقف على الإجراءات التى تتخذها الحكومات بالنسبة للتطعيمات الخاصة بفيروس «كورونا المستجد»، فلم يتضح أى تطعيمات سيتم اعتمادها، ومازال كثير من الحقائق غير ملموس للتعامل معه، حتى الآن.
■ ماذا عن حملة الترويج الدولية التى تعتزمون إطلاقها فى يوليو المقبل؟
- هذا الحملة ستكون طويلة المدى لمدة ٣ سنوات، وتم التعاقد مع تحالف دولى لوضع الاستراتيجية الإعلامية الخاصة بالحملة، التى سيتم تنفيذها فى الأسواق الدولية أو العربية، وتتضمن محتوى ورسالة نخاطب بهما كل دولة، والفئات العمرية التى نريد الوصول إليها، والوسيلة المناسبة لكل سوق.
وهذه الاستراتيجية ستكون بمثابة خطة عمل للهيئة، واستعنا فيها بخبراء دوليين متخصصين فى التسويق والترويج، لكى نتأكد من السير على الطريق الصحيح، ولأول مرة فى تاريخ الحملات التى ننظمها، سيتم التعاقد مع شركة مستقلة لتنفيذ الاستراتيجية، فطوال عهد هيئة التنشيط السياحى، كانت الشركة واضعة الخطة هى التى تنفذها.
وسيتوقف اختيار الأسواق المصدرة للسياحة المستهدفة من خلال هذه الحملة على عدة عوامل، من بينها الإجراءات المقبلة التى ستتخذها الحكومات لفتح حركة السياحة والسفر فى ظل جائحة «كورونا».
■ ما الذى تعمل عليه هيئة تنشيط السياحة حاليًا؟
- هناك لجنة من خبراء السياحة شكلها برئاستى الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، وتضم رئيس لجنة الحملة الدولية، و٣ ممثلين للقطاع الخاص، وخبراء فى التسويق والإعلام، لاتخاذ قرارات مثالية ومستوفاة من كل الجوانب الفنية. وقبل شهور، نشرنا فيلم «رحلة سائح فى مصر» داخل الأسواق الرئيسية المصدرة للسياحة إلينا، قبيل إعادة فتح الطيران المصرى، فى يوليو الماضى، لتعريف هذه الأسواق بالإجراءات الاحترازية التى اتخذتها وتنفذها الدولة لاستعادة الحركة السياحية.
وباستخدام كل وسائل التواصل الاجتماعى، نعمل فى الوقت الحالى على لفت انتباه السائحين إلى السياحة المصرية، ومحاولة استعادة الشعور الجيد الذى عاشوه داخل مصر فى زياراتهم السابقة، حتى نكون فى ذاكرته طوال الوقت، خاصة الدول التى منعت حكوماتها السفر، ليكون المقصد المصرى أول اختياراتهم عند عودة حركة السفر فى دولهم من جديد.
كما نتواصل بشكل دائم مع منظمى الرحلات وشركات الطيران ووسائل الإعلام الدوليين، لإخطارهم بالإجراءات التى نتخذها للتحفيز، فضلًا عن إمداد القطاع الخاص المصرى بالمعلومات عن كل سوق، من خلال الاتحاد المصرى للغرف السياحية.
■ هل خاطبتم أسواقًا محددة خلال الفترة الأخيرة لدعوتها إلى زيارة مصر؟
- تمت الموافقة على تنفيذ حملات دعائية مشتركة مع منظمى الرحلات الأجنبية، فى الدول التى استأنفت رحلات مع بداية يوليو الماضى، وعلى رأسها أوكرانيا وبيلاروسيا، وسيتم تنفيذ هذه الحملات خلال الأسابيع المقبلة، فضلًا عن الجاهزية بعدد من الخطط المتكاملة، لحين الانتهاء من وضع الاستراتيجية الإعلامية، من بينها حملة فى السوق العربية.
وانتهينا من الأدوات الترويجية الخاصة بحملة السوق العربية تلك، ومن بينها تصوير عدد من الأفلام الترويجية لنشرها فى الدول المستهدفة، على أن يتم إطلاق الحملة فى أبريل المقبل، الذى سيكون موعدًا مناسبًا إن صدقت التوقعات التى تشير إلى أن السياحة الخليجية ستبدأ مع عيد الفطر المبارك.
■ كيف ترى الحركة السياحية الوافدة إلى مصر حاليًا رغم الموجة الثانية والسلالات الجديدة من «كورونا»؟
- لولا ظروف «كورونا»، لأصبح العام المنقضى الأعلى فى معدلات السياحة المصرية، فالشهران الأولان من ٢٠٢٠ شهدا زيادة فى الحركة السياحية بنسبة ٢٥٪، مقارنة بنفس الفترة من ٢٠١٩.
ومتوسطات الأسواق الوافدة إلينا حاليًا تصل إلى ٤٠٪ شهريًا، من الأسواق الرئيسية لدينا، مثل: أوكرانيا وبيلاروسيا، وغيرهما من دول الاتحاد الروسى السابق وأوروبا الشرقية، والدول التى أعادت فتح حركة الطيران، وهذا نجاح كبير، لأن المتوسطات العالمية لعودة الأسواق بعد «كورونا» من ١٠ لـ٢٥٪ فقط.
أما الأسواق التى لم تأت وتمثل نسبة كبيرة من حركة السياحة الوافدة إلى مصر فتضم: أوروبا الغربية التى تمثل ٥٠٪ من السياحة العالمية، والسوق العربية التى تمثل ٢٥٪ من الحركة السياحية الوافدة لمصر، بسبب الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها حكوماتهم.

كيف نستغل التقارير الدولية التي تشيد بالمواقع السياحية المصرية وتصنفها من أفضل الوجهات للزيارة خلال 2021؟

بالفعل تم تسليط الضوء من عدة مؤسسات دولية ومتخصصة بالسياحة والسفر حول الاكتشافات الأثرية الجديدة واختيار مصر من قبل زوار المواقع المتخصصة للزيارة خلال العام الجارى ونقوم بتجميع هذه التقارير وإعادة عرضها على منصات التواصل الاجتماعى التابعة للوزارة والهيئة لطمأنة السائحين وزيادة ثقتهم فى المقصد المصرى لثقتهم بهذه المؤسسات الدولية.
وكافة ما نشر عن السياحة المصرية بالخارج من تقارير من تلقاء أنفسهم وليست مدفوعة الأجر وليس لنا أى علاقة بها فهم يرصدون ما نقوم به على أرض الواقع.

الهيئة دعت مؤخرا عدد من المدونيين والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعى من دول مختلفة فما هى الأسس التى يتم عليها الاختيار؟
دعوة المؤثرين والمدونيين هى من ضمن آليات الترويج التى اعتمدنا عليها خلال الفترة الماضية وقد نظمنا لهم عدد من الزيارات التعريفية بالمدن السياحية المختلفة للترويج اليها من خلال مناصتهم، فيتم الاختيار على حسب الدول التى نتعامل معها والتى شهد منها توافد سياحى خلال الفترة الماضية ولهذا دعينا مؤثرين من أوكرانيا والتشيك وغيرها كما أنه يجب أن يكون صاحب المحتوى متخصص فى السياحة والسفر وأن يكون المحتوى مناسب بعيد عن أى توجهات سياسية ويتم مراجعة محتويات المدونيين قبل دعوتهم وأن يكون لديه عدد كبير من المتابعين تفاعل قوى على منصاتهم، قد تابعت هذه انتقادات مختلفة فكل مدون لدية اكثر من حساب على المنصات المختلفة ولكن هناك منصة رئيسية له التى تحظى باكبر عدد من المتابعين، والانتقادات التى رصدت لقلة المتابعين على المنصات الغير رئيسية لهم وهذا ما أحدث اللغط فهناك اتفاق مسبق بنشر المحتوى المصور على منصاتهم التى تحظى بأكبر نسبة تفاعل وهذا ماحدث.
ماذا عن حملة رفع الوعى السياحى لدى المصريين؟
 الحملة تستهدف المصريين لتعريفهم بالسياحة المصرية وحضاراتهم التى يأتى إليها السائحين من كافة بلدان العالم لمشاهدتها وبأهمية السياحة فى الدخل القومى كما أن هناك أكثر من 5 ملايين عامل مرتبطين بقطاع السياحة وقد تم الاتفاق على تنظيم مايقرب من 43 رحلة تعريفية للمواطنيين المصريين من مختلف المحافظات فى شهر ونصف  مع مراعاة الاجراءات الاحترازية كما ان الترويج لمصر ليس هيئة ووزارة فقط فكل مواطن يستطيع الترويج ايجابيا او سلبيا عن مصر فكل ما ينشرة على وسائل التواصل الاجتماعى يؤثر على قدوم السائحين ورفع وعى الشعب سيساهم فى زيادة الحركة وهذة الحملة مستمرة ونتعامل فيها مع كافسة مؤسسات المجتمع المدنى وسيكون هناك تقرير شهرى عن ادائها كما انه فى اطار رفع وعى المصريين متعاقدين مع عدد من شبكات الإذاعة بطرح أسئلة أثرية وسياحية خلال شهر رمضان و نتبنى الجوائز برحلات سياحية بنهاية الشهر 
كما تم الاتفاق مع عدد المدونيين المصريين باعداد حملة "اكتشف مصر "وهى حملة ترويجية كبرى تساهم فى رفع الوعى السياحى والأثرى ويشارك هؤلاء المدونون متطوعين بدون أجر.
إلى أين وصل ملف المكاتب الخارجية التابعة للهيئة بالخارج؟
 فى البداية تقدم للاختبارات لشغل وظائف مديرى للمكاتب السياحية بالخارج نحو اكثر من 52 زميل بالهيئة وفقا للضوابط والاشتراطات التى اعتمدتها الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة السابقة وقد تجاوز 24 زميل فقط اختبار اللغات وسيخضعون الأسبوع المقبل الى  اختبار الحاسب الالى  ومن سينجح منهم سيعرض على  اللجنة الخماسية المشكّلة من قبل الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار وهى من خارج الهيئة باستثنائى ومن تستقر عليهم الهيئة سيتم إرسالهم إلى الأكاديمية الوطنية للتدريب لتلاقى الاختبارات ومن ينجح فى الاختبارات سيتم إرسال الأسماء إلى اللجنة العليا للمكاتب الفنية بالخارج، موضحا أن قرار السفر لم يعد بيد الوزارة وحدها فالموافقة على السفر بيد رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء كما أن الهدف الرئيس من كافة الاختبارات هو انتقاء أفضل العناصر المدربة لتمثيل مصر بالخارج.

ما هي توقعاتك للموسم السياحى الصيفى المقبل ؟
أتوقع عودة قوية للأسواق العربية وخاصة دول الخليج، ونحت مسعدون بإطلاق الحملة الدعائية لهم فور فتح الحركة السياحية إضافة إلى زيادة المعدلات الوافدة من الأسواق الرئيسية التى تعمل معنا حاليا وخاصة بعد زيادة نسبة الحاصلين على اللقاحات أما بالنسبة لدول أوربا الغربية ستكون مع أول الشتاء المقبل.
وبعد ذلك الأسواق البعيدة كالأمريكيتين والهند وهذا يتسق مع توقعات منظمة السياحة العالمية بعد انحسار كورونا.