رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ردًا على روسيا.. واشنطن تكثف طلعات قاذفاتها الاستراتيجية في المنطقة القطبية

جريدة الدستور

كثفت القوات الأمريكية من حضورها واستعراضها لقوتها الجوية الضاربة في منطقة القطب الشمالي، بإجرائها استعراضًا جويًا جديدًا شاركت فيه قاذفات القنابل الاستراتيجية الثقيلة من طراز "بي 2" الشبحية و"بي 1 بي لانسر"، وهو الاستعراض الجوي الثاني من نوعه في أقل من ثلاثة أسابيع، وذلك ردًا على تصعيد روسيا التي زادت من حضورها العسكري في المنطقة.

وأعلن سلاح الجو الأمريكي أن قاذفتين استراتيجيتين من طراز "بي- 2" الشبحية انضمت إلى مثيلتيهما من طراز "بي- 1 بي" لأداء مهمة جوية، في 16 مارس الجاري، على سواحل أيسلندا، التي وصفتها القوات الجوية بأنها بمنزلة "تكامل بعيد المدى في الشمال الأعلى".

وأقلعت القاذفتان الاستراتيجيتان "بي- 1" من "قاعدة أولاند الجوية" النرويجية، بينما قدمت القاذفتان "بي- 2" من مقرهما في الولايات المتحدة.

وشدد نائب قائد القوات الجوية الأميركية في أوروبا، الليفتنانت جنرال ستيفين باشام، على أهمية المهمة الجوية التي نُفذت، قائلًا: "إن مهام عمل القاذفات جوهرية للحفاظ على مستوى تنافسيتنا العالمية، ولا يمكننا تجاهل مدى أهمية منح طواقم الطيران الفرصة للتدريب في بيئات عمل فريدة".

قاذفات "بي- 2" الاستراتيجية الثقيلة الشبحية هي أغلى طائرة قتالية تدخل الخدمة في أي مكان على وجه الأرض، وتبلغ تكاليفها التقديرية نحو ملياري دولار لكل طائرة، وقد دخلت الخدمة في القوات الجوية الأمريكية في عام 1997، لكنها عانت صعوبات ملحوظة في أدائها تتعلق بهشاشتها، ومتطلبات الصيانة الباهظة، وارتباك في أجهزة الاستشعار.

وتقول مجلة "ميليتري ووتش" إن القاذفة "بي- 2"، على الرغم من قدرتها على القيام بمهام طويلة المدى تسمح لها بالانطلاق من قواعد الولايات المتحدة، لتصل إلى أهداف على مستوى العالم في رحلات جوية تمتد إلى أكثر من 20 ساعة، فإنه لا يمكن نشرها خارج الأراضي الأمريكية لفترات طويلة وممتدة، نظرًا لأنها تحتاج إلى حظائر طائرات خاصة مكيفة الهواء.

ولأن تكاليفها التشغيلية مرتفعة للغاية، إذ تصل إلى 130 ألف دولار لكل ساعة طيران، الأمر الذي يعكس متطلبات الصيانة التي تحتاجها تلك النوعية من الطائرات، فإنها تعد من الأصول الجوية باهظة التكاليف، غير أنها تتمتع في المقابل بقدرات تخفي فريدة، علاوة على قدرتها على حمل حمولة كبيرة جدا من الأسلحة الموجهة التي تشمل رءوس التفجير الضخمة والقنابل العملاقة المخترقة للحصون مثل قنابل GBU-57، التي تتمتع بقدرة اختراق كبيرة للحصون والخرسانات المسلحة.

وزاد اهتمام الولايات المتحدة بمنطقة القطب الشمالي، وسعت في الفترات الأخيرة إلى تكثيف حضورها وطلعاتها الجوية في تلك المنطقة في أعقاب التصعيد الذي أظهرته روسيا بزيادة حضورها العسكري في المنطقة بشكل لافت، إذ نشرت منظومات دفاع جوي متطورة من طرازات "إس- 400"، و"تور"، و"بانتسير"، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل قامت موسكو بنشر بعض أهم مقاتلاتها الهجومية في المنطقة، وحرصت على نشر أثقل نوعيتين في سلاح الجو الروسي، "سو- 34" والاعتراضية الثقيلة "ميج- 31"، في مواقع متقدمة بداخل قواعد جوية روسية جرى تطويرها وتوسيعها في الدائرة القطبية.

وتشير المجلة إلى أن طائرات "الميج- 31"، التي نشرتها روسيا لتأمين المنطقة القطبية، لم تشمل مقاتلات "ميج- 31 إم بي" الاعتراضية طويلة المدى التي تنفذ هجمات جو جو فحسب، بل ضمت أيضا مقاتلات هجومية من طراز "ميج- 31 كيه" المزودة بصواريخ باليستية فائقة السرعة.

كانت قاذفات القنابل الاستراتيجية الثقيلة من طراز "بي- 1 بي لانسر" نفذت أولى مهامها في منطقة القطب الشمالي في 26 فبراير الماضي منطلقة من "قاعدة أولاند" الجوية النرويجية، وشاركت في الطلعات الجوية مقاتلات "إف- 35" التابعة لسلاح الجو النرويجي، وجاء ذلك في أعقاب نشر واشنطن لـ200 من الجنود، إضافة إلى وجود مؤقت لسرب مقاتلات استراتيجية سريعة في "قاعدة أورلاند الجوية" في النرويج.