رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

برومات البوتاسيوم.. لماذا حظرت «التموين» استخدامها في المخابز؟

المخابز
المخابز

"برومات البوتاسيوم" ربما هو مصطلح كيمائي لن نعرفه بسهولة، لكن إذا عرفناه على أنه محسن للخبز أو الكيك يتم وضعه على العجين، للتسريع من عملية اختمار المنتج، وأيضًا لتقويته وإظهاره بشكل أكثر تماسكًا، سيصل المعنى بشكل أكبر للقارئ، الذي بعد سنوات من استخدامه اكتشف أنه إحدى المواد المتسببة في مرض السرطان على المدى الطويل، ما كانت نتيجته أن أعلنت وزارة التموين والتجارة الداخلية حظر استخدامه في كل أنواع المخابز.

ونشرت الجريدة الرسمية، هذا القرار بسبب آثارها الصحية الضارة، ومعاقبة مستخدميها ممن يخالفون القرار الجديد؛ ما جعل الكثير من علامات الاستفهام توضع أمام أعيننا فلماذا لم يتم إطلاق هذا التحذير منذ عشرات السنين، رغم أن فوائده الضارة معلومة منذ سنوات.

ـ استشاري جهاز هضمي: نعتبرها "القاتل الصامت"
يقول الدكتور محمود الجرايحي، استشارى أمراض الجهاز الهضمي، إن برومات البوتاسيوم نطلق عليها اسم "القاتل الصامت" لأنها مادة مسرطنة فقط تجعل من طعم الوجبات السريعة مذاق جذاب، وهي تصيب الجهاز الهضمي والغدة الدرقية، ناصحًا بالعودة إلى منتجات الطبيعة والخبز البلدي الذي يحتوي على "الردة" لأنه الأفضل صحيًا.

وأشار "الجرايحي"، في حديثه، إلى أن هذه المادة كانت شائعة في أنحاء العالم، إلى أن حل العام 1990، حيث اكتشفت اليابان أنها تتسبب في العديد من الأمراض على رأسها سرطان الغدة الدرقية والجهاز الهضمي والبروستاتا، مختتمًا بـ: "لا يغرنكم أشكال وألوان الأطعمة الزاهية".

أستاذ زراعة: انتظام استخدامها يسبب هشاشة عظام وحصوات الكلى
وأكدت على كلماته الدكتورة علياء زكي‎، أستاذ بكلية الزراعة، أن تلك المادة شديدة الضرر، مشيرة إلى أن استخدامها بشكل منتظم يؤدي إلى خلل التوازن بين الكالسيوم والفلورايد ويخل بامتصاص الكالسيوم والفسفور فيتسرب من العظام ويترسب في الكلى والمثانة، متسببًا في هشاشة العظام ومن الممكن أن يتسبب في حصوات التي يكون مرضى الكلى هم الأكثر ضررًا بها.

وتابعت "زكي"، في حديثها، أنها أيضًا تعيق امتصاص بعض الفيتامينات والمعادن، ما يسبب خلل في نسبة الكوليسترول في الدم.

في منتصف فبراير الماضي، حظرت الحكومة المصرية استخدام مادة برومات البوتاسيوم في إنتاج المخبوزات، لآثارها الصحية الضارة، ونشرت الجريدة الرسمية قرار وزارة التموين والتجارة الداخلية رقم 31 لسنة 2021، ونص القرار على معاقبة مستخدميها ممن يخالفون القرار الجديد، وفقًا لما نصت عليه المادة 5 من قانون رقم 281 لعام 1994، على أن يتم ضبط المادة وإعدامها.

وفي الوقت نفسه، نفى المركز الإعلامي لمجلس الوزراء في بيان صدر في 18 فبراير الماضي، استخدام برومات البوتاسيوم في إنتاج الخبز البلدي، وذلك ردًا على ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نقلًا عن وزارة التموين والتجارة الداخلية.

ـ برومات البوتاسيوم محظورة في العالم منذ 1987
وتم تصنيف مادة برومات البوتاسيوم على أنها مادة مسرطنة من خلال الوكالة الدولية للبحوث على السرطان IRAC عام 1987، وفي إنجلترا تم حظرها عام 1990، وفي الصين كان تاريخ حظرها عام 2005، أما في الهند فقد تم حظرها عام 2016، وفي عدة دول منها اليابان وإسبانيا والدنمارك تم حظرها من قائمة إضافات الطعام المسموحة، وفي الولايات المتحدة الأمريكية لم يتم حظرها ما عدا ولاية كاليفورنيا التي وضعت "برومات البوتاسيوم" في قائمة التحذيرات، والمنتجات التي يُشترط أن تحمل تحذيرًا صحيًّا على ملصقاتها.

ـ حماية المستهلك: يجب معرفة مكونات المنتج قبل شرائه
وفي تصريحات لها، شددت سعاد الديب، رئيس الاتحاد النوعي لجمعيات حماية المستهلك، على ضرورة تمسك المستهلك بحقه في معرفة مكونات المنتج، وعدم الاتجاه للشراء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لأنها في الأغلب تكون مجهولة المصدر أو سلع مهربة أو أوشكت صلاحيتها على الانتهاء، وتهدر حق المستهلك في الاسترجاع لعدم وجود فاتورة ضريبية تضمن حق المستهلك.