رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد القصبي يكتب: بهية لاتفرق بين عبد المنعم رياض وعوض عبد الشافي!

جريدة الدستور

عوض عبد الشافي.هل تعرفونه ؟
جندي بسيط تشكل ربما من خلية واحدة.. من طمي النيل.

عقب هزيمة يونيو 67 توقفت رادراته عن رصد أي شيء إلا أقدام الصهاينة القذرة وهي تلوث رمال سيناء..تطوع في سلاح الصاعقة.. وكان من الموجات الأولى التي عبرت القناة..واستشهد..

وأنا أعيد قراءة روايتي (هذيان على قبرها ) عقب كتابتها عام 1989 فوجئت باسمه..بحكايته بين صفحاتي..حدث الشيء ذاته في روايتي ( السيدة ) عقب كتابتها عام 2001..ولا أجد لهذا تفسيرا منطقيا!

الآن ونحن نحتفل بعيد الشهيد يلح اسم عوض عبد الشافي على جهازي العصبي سؤالا موجعا:ماذا تبقى منه بعد 48 عاما من استشهاده في حرب أكتوبر المجيدة ؟ فقط.. اسم رباعي في دفاتر المعاشات.. إن لم يكن قد بهت مع وفاة الأب والأم.. دون ذلك ربما تلاشى من فوق جدران ذاكرة حتى الأقارب والجيران في قريته المعصرة مركز بلقاس !

مثل عوض عبد الشافي عشرات الآلاف من شهدائنا..من قواتنا المسلحة..من الشرطة..من المدنيين..هؤلاء الذين ضحوا بحياتهم دفاعا عن هذا البلد ضد الحملة الفرنسية..ضد الاحتلال الانجليزي..ضد الكيان الصهيوني الذي تم زرعه في قلب الأمة.. ضد الإرهاب.. ضد تجار المخدرات واللصوص..

كل هؤلاء جديرون بحضور نافذ وخالد في الذاكرة.. وليس مجرد اسم رباعي في دفاتر بأرشيف.

أناشد إدارة التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع..العلاقات العامة بوزارة الداخلية..وزارة التنمية المحلية..جهاز التنسيق الحضاري..أناشدهم جميعا العمل معا من خلال مشروع قومي لإطلاق اسم عوض عبد الشافي..كل عوض عبد الشافي على شوارع مدننا..قرانا.. مدارسنا.. مستشفياتنا..

وأظنه مشروعا مغايرا لكل مشاريعنا القومية..تكاليفه ملاليم..لكن جدواه.. دلالاته..تفوق ربما مشروعا بحجم السد العالي.. بحجم مفاعلات الضبعة !

ليكن رسالة إلى العالم.. أن بهية - إن تعلق الأمر بالتضحية- لاتفرق بين ابنها القائد العظيم عبد المنعم رياض وابنها الجندي البسيط عوض عبد الشافي.