لبنان: زحام شديد على محطات البنزين لنقص الوقود وارتفاع أسعار المحروقات

شهدت محطات بيع المحروقات في عموم لبنان زحاما شديدا لتعبئة المركبات بالبنزين في ظل نقص الوقود الحاد الذي تعانيه البلاد، في حين تواصل الارتفاع الأسبوعي في أسعار بيع جميع المحروقات، بعدما قررت الحكومة اللبنانية اعتماد سياسة رفع الدعم تدريجيا عنها بسبب النقص الكبير في احتياطات مصرف لبنان المركزي من الدولار الأمريكي.

واستمر التوقف عن العمل في العديد من محطات الوقود، لا سيما في الجنوب اللبناني ومحافظة البقاع وعدد من مناطق الشمال اللبناني، في ضوء نفاد مخزونها بالكامل من الوقود، في حين شوهدت طوابير طويلة من السيارات والمركبات تصطف لعشرات الأمتار بغية الحصول على الوقود في المحطات التي لا يزال لديها مخزون من الوقود.

كان الجيش اللبناني قد بادر للتدخل للمساهمة في حل أزمة النقص الخانقة في البنزين التي تعاني منها بشكل خاص مناطق الجنوب اللبناني، وأعلن توفيره 2 مليون و100 ألف لتر من احتياطي مخزونه من المحروقات، وتوزيعها على المحطات في الجنوب لتوفير احتياجات المواطنين.

ولجأت محطات البنزين في العاصمة بيروت ومحافظة جبل لبنان إلى تقليص الكميات المباعة وتراوحت ما بين 5 لترات إلى 20 لترا بحد أقصى، كما قامت محطات أخرى بالبيع وفق سياسة التسعير، عبر تحديد الكميات المباعة لكل سيارة بقيمة 10 آلاف ليرة إلى 20 ألف ليرة (متوسط بيع صفيحة الـ20 لترا يبلغ 38 ألف ليرة لبنانية).

ووضع عدد من المحطات منذ الصباح شرائط بلاستيكية حول المضخات في إشارة إلى عدم توافر الوقود لديها، الأمر الذي أثار حالة من التذمر لدى المواطنين اللبنانيين الراغبين في تعبئة سياراتهم، واعتبر البعض منهم أن المحطات تمتنع عمدا عن تزويدهم بالبنزين رغم توافره لديهم، انتظارا لإعلان الأسعار الجديدة من قبل وزارة الطاقة والتي تُعلن صباح يوم الأربعاء أسبوعيا.

من جانبه، قال ممثل موزعي المحروقات في لبنان فادي أبوشقرا إن المستوردين تبلغوا جدول الأسعار الجديد والذي تضمن ارتفاعا كبيرا وغير مسبوق في أسعار بيع المحروقات، حيث بلغ سعر صفيحة المازوت (الديزل) 27700 ليرة بزيادة قدرها 3300 ليرة، في حين بلغ سعر صفيحة بنزين (95) 38900 ليرة بزيادة قدرها 4100 ليرة، بينما بلغ سعر صفيحة بنزين (95) 40 ألف ليرة بزيادة قدرها 4200 ليرة.

ويبلغ سعر صرف الدولار الأمريكي في لبنان 1500 ليرة وفق السعر المحدد من قبل مصرف لبنان المركزي وهو السعر الذي أصبح يقتصر توفيره على دعم المحروقات والدواء والقمح، كما توجد منصة رديفة أنشأها البنك المركزي ويبلغ سعر الصرف بها 3900 ليرة، في حين يبلغ سعر الصرف في السوق الموازية (السوداء) نحو 14 ألف ليرة للدولار الواحد.

وأشار أبو شقرا - في تصريح له - إلى أن هذه الزيادة الكبيرة في أسعار بيع المحروقات مرجعها الارتفاع الكبير في سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الليرة اللبنانية، وبعدما اتخذت الدولة قرارها برفع الدعم التدريجي عن أسعار بيع المحروقات.

وأكد أن الشاحنات التي تقوم بنقل الوقود من المنشآت النفطية إلى محطات البنزين، جاهزة للتحرك فور تبلغ المستوردين رسميا من وزارة الطاقة بالأسعار الجديدة لبيع المحروقات.