رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«جدتى».. كتاب جديد يرصد «مذابح الأرمن»

جدتى
جدتى

صدر حديثًا عن دار الفارابي للنشر٬ كتاب بعنوان «جدتي..مذكرات أرمنية – تركية» من تأليف فتحية جتين، ومن ترجمة كيفورك خاتون وانيس، والتي تشير في مقدمتها للكتاب إلى أن هناك الكثير مما كُتب ولم يكُتب عن المآسي الاجتماعية التي خلفتها المجازر التي تعرض لها أرمن الدولة العثمانية في بداية القرن الماضي.

لكن ما يميز المأساة التي يعرضها هذا الكتاب هو إكراه الطفلة «هيرانوش» على العيش بالقرب من مكان المذابح التي شهدتها بأم عينها، التي أودت بحياة معظم سكان قريتها والقرى المحيطة، فضلًا عن تغيير اسمها إلى «سهر» وحرمانها من إعلان هويتها الحقيقية.

لكن مع ذلك لم تكن هيرانوش «سهر» تشتكي من ذلك بقدر شوقها إلى لقاء من تبقى من أهلها الذين اكتشفت، بعد أكثر من عشر سنوات، بأنهم قد وصلوا إلى حلب، لكنها مُنعت من مجرد زيارتهم؛ ورحلت عن عمر يناهز الـ 95 من دون أن تتمكن من لقاء أحد منهم.

أما المعاناة الكبرى التي لم يلحظها أحد فهي أنها تحمّلت بمفردها هذه الآلام، التي تعجز الجبال عن حملها، لمدة 60 عامًا، إذ إنها لم تجرؤ بالبوح عنها إلا بعد بلوغها سن الشيخوخة وإدراكها أن العمر يسير إلى محطته الأخيرة، فشاركت جزءًا من هذه الحمولة مع حفيدتها، فتحية جتين، لعلها تستطيع العثورعلى من تبقى من أهلها واللقاء بهم قبل أن يباغتها الأجل.

ولدت فتحية جتين في مدينة مادين التابعة لمحافظة إليزه في تركيا في عام 1948؛ وقد حصلت على دبلوم إعداد المدرسين وعلى إجازة في الحقوق من جامعة أنقرة، تعرضت للاعتقال والسجن لمدة 3 سنوات في 1980، فتحية محامية وناشطة معروفة على المستوى الدولي في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان منذ أكثر من 30 عامًا، كما أنها المحامية الأساسية في قضية الصحفي الأرمني–التركي هرانت دينك الذي تم اغتياله في 2007.

وهي أيضًا مسؤولة المكتب القانوني لمؤسسة هرانت دينك الثقافية أمام المحاكم التركية ومحكمة حقوق الإنسان الأوروبية، تلقت عددًا لا يحصى من التهديدات بالقتل، وضعت إثرها تحت حماية أمنية مشددة في تركيا منذ خريف 2011، وبسبب تزايد الخطر على حياتها، نصحها أصدقاؤها بمغادرة البلاد ولو موقتًا، فغادرت إلى برلين في بداية 2012، ظلت زميلة زائرة في منظمة القلم العالمية ضمن برنامج كتّاب في المنفى، ومن ثم عادت إلى تركيا.