رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحثة أمريكية تحذر من خطورة «الجهاز العسكرى السرى للإخوان»

جريدة الدستور

حذرت الكاتبة والباحثة الأمريكية "سينثيا فرحات" من خطورة الوجه الحقيقي لجماعة "الإخوان" وأيديولوجيتهم المتمثلة في العنف والتطرف على المجتمع الغربي، داعية الحكومة الأمريكية إلى تصنيفها جماعة إرهابية.

وذكرت فرحات، الباحثة بمنتدى الشرق الأوسط "ميدل إيست فورم"، خلال ندوة عبر الإنترنت عقدتها المؤسسة البحثية الأمريكية مؤخرًا، أن الإخوان ليست مجرد جماعة إرهابية ضمن جماعات الإسلام السياسي المتطرفة، بل هي عبارة عن "جهاز عسكري سري" مكلف بنشر العنف والإرهاب في العالم، متخفية تحت واجهة سياسية تستخدم مفاهيم إصلاحية لإخفاء أنشطتها التخربيبة.

وأضافت أن الإخوان تمتلك جهازًا سريًا يدافع عن التنظيم وأفراده وأفكاره الإرهابية، ويتواصل أعضاء الجهاز مع بعضهم البعض باستخدام لغة خاصة مشفرة، ومهمة هذا الجهاز هي تدريب مجموعة مختارة من أفراد الجماعة من الشباب باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي للقيام بمهام خاصة والتدريب على العمليات العسكرية تحت ذريعة "الجهاد".

وأضافت أن الجماعة اعتمدت في ذلك على الأذرع غير العنيفة ظاهريًا لدعم هذا الجهاز السري، مشيرة إلى أن الجماعة تسعى ألا تدعو إلى العنف بشكل صريح، وإخفاء حقيقتها تحت شعارات وعبارات ليبرالية راسخة في العقل الغربي وأنشطة سياسية تبدو حميدة من أجل كسب التعاطف وتجنيد الناس لصفوفها في أوروبا.

وخلال حديثها في الندوة، لفتت الباحثة الأمريكية إلى أنها بصدد إصدار كتاب بعنوان "الجهاز السري: صناعة الموت للإخوان المسلمين" لفضح حقيقة الإخوان وأهدافها الخبيثة وكشف المزيد عن جهازها السري والتهديد الذي يشكله على الغرب.

وبينت "فرحات" إنه على عكس ادعاءات المدافعين عن الإخوان، فإن الجهاز السري للجماعة لا يزال يعمل حتى الآن باعتباره "مشروعًا إجراميًا دوليًا معقدًا"، يهدف إلى تجنيد الجيل القادم، وخصوصًا الشباب والمراهقين منهم- في ما يعرف بـ"الخلايا الكشفية"- من خلال تدريبهم على المهارات القتالية وإعدادهم جسديًا بشكل يؤهلهم لـ"التدريب الجهادي".

ووفقًا لما وثقته الكاتبة الأمريكية في كتابها، تقوم اللجان الإلكترونية المعينة من قبل الإخوان والمكلفة بتلك المهمة، بتدريب أتباعها تحت سن الثلاثين على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر أجندة الجماعة المتطرفة وتجنيد أعضاء وإرهابيين جدد".

وأوضحت "فرحات" أن الإخوان كانت تعمل كجماعة إرهابية منذ بداية تأسيسها في القاهرة عام 1928 على يد حسن البنا، ولكن اتخذت الجماعة" طبيعة أكثر تعقيدًا" عندما تم ربطها بالأنشطة السياسية في مصر ودول أخرى لاحقًا بهدف تعزيز أفكارها التطرفية وأهدافها المنطوية على العنف، واصفة الاخوان بأنها "جهاز عسكري سري ذو واجهة سياسية أكثر من كونها جماعة سياسية بجهاز إرهابي".

وتابعت أن جماعة الاخوان لديها صلات وثيقة بالعديد من الجماعات الإرهابية والجهادية المسلحة المعاصرة كداعش والقاعدة، قائلة: إنه على الرغم من أن الأسلحة العنيفة لجماعة الإخوان تُمنح عادةً أسماء مختلفة، فإنه ليس من الصعب تتبع هذه الصلة، فالقاعدة مثلًا "أسسها أعضاء نشطون في جماعة الإخوان"، مضيفة أنها جمعت أدلة على أن "أسامة بن لادن ظل عضوًا في جماعة الإخوان حتى يوم وفاته"، كما عُرف زعيم داعش الراحل أبو بكر البغدادي بأنه أيضًا "عضو سابق في جماعة الإخوان".

وتعليقًا على النقاط التي أبرزتها المحللة السياسية خلال الندوة البحثية، علق منتدى الشرق الأوسط في تقريره (الذي أعدته مارلين ستيرن منسقة الاتصالات بالمنتدى) بالتأكيد أن هدف" فرحات" من تأليف كتابها السابق ذكره هو تقديم دليل قاطع على وجود علاقة وثيقة ودائمة بين الإخوان والجماعات المتطرفة والإرهابية، إلى جانب إعطاء الحكومة الأمريكية وخبراء ومسئولي مكافحة الإرهاب "الذخيرة" لتصنيف الإخوان جماعة إرهابية.

بالإضافة إلى ذلك، تأمل "فرحات" في تمكين القارئ الغربي من "تحديد أنماط السلوك التي ستساعد في مواجهة تهديد الإخوان وفك شفرة لغتهم السرية التي تستخدمها لإخفاء أنشطتها التخربيبة".

وقالت الباحثة إن الكلمات والعبارات التي يستخدمها الإخوان في كثير من الأحيان "لا تعني ما تعتقد أنها تعنيه"، محذرة الجمهور الغربي من "الوقوع في فخ ربط تعريفاتنا بهذه الكلمات في حين أنها غالبًا ما تعني العكس"، فعلى سبيل المثال، كلمة "الحرية"- بكل ارتباطاتها الليبرالية- تعني لدى الإخوان عكس ما قد تعنيه لدى الجمهور الغربي بشكل قاطع.

وفي نهاية حديثها، دعت" فرحات" المجتمعات الغربية إلى ضرورة" فهم علاقة جماعات الإسلام السياسي والجماعات المتطرفة بالتاريخ"، مشيرة إلى أن تلك التيارات تسعى إلى" استعادة أيام مجدها الماضية وتعلم الدروس التكتيكية من خلال دراسة التاريخ (مثل تاريخ الأحزاب الشيوعية والنازية) لشن "حرب سرية" ضد الديمقراطيات الغربية.

واختتمت قائلة: "بينما يقول الغربيون: (أولئك الذين لا يتعلمون من التاريخ محكوم عليهم بتكراره)، قد يقول الإسلاميون (أولئك الذين لا يتعلمون من التاريخ لا يمكنهم تكراره بدقة).