رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد «طفلة المعادي».. حكايات تحرش جنسي بالأطفال من داخل عيادات نفسية

 تحرش جنسي بالأطفال
تحرش جنسي بالأطفال

انتهاكات جسدية جسيمة يتعرض لها الأطفال بشكل مبالغ فيه، سواء داخل منازلهم أو أماكن التعليم الخاصة والعامة، من أشخاص فقدوا جميع القيم الإنسانية والدينية، وتمادوا في أفعالهم الدنيئة، التي انحطت لمستوى لا يستوعبه عقل بشري.

قبل ساعات قليلة، انتفض رواد السوشيال ميديا وأعلنوا عن غضبهم العارم تجاه الشخص الذي تحرش بطفلة صغيرة داخل منزل بمنطقة المعادي، ورصدت كاميرات المراقبة جريمته ليُفضح أمام الجميع في أقل من 24 ساعة، حتى ألقت الجهات الأمنية القبض عليه بعد هروبه.

لم تكن "طفلة المعادي" هي الضحية الوحيدة لحالات التحرش الجنسي بالأطفال، فهناك المئات الذين لم يجدوا من ينقذهم بعد، لذا تواصلت "الدستور" في السطور التالية مع عيادات التأهيل النفسي للأطفال الذين وقعوا ضحية للتحرش الجنسي، لرصد ما يحدث في هذه الظاهرة، وكيفية التغلب عليها.

في عام 2001، أجريت دراسة طبية على ٩٤٢ حالة فى أمريكا، وكشفت أن ٤٦٪ من الرجال المثليين تعرضوا للاعتداء الجنسى خلال مرحلة الطفولة، فى مقابل ٧٪ فقط للرجال ذوى السلوك الطبيعى، أما عن النساء، فبلغت النسبة ٢٢٪ لمن تعرضن لاعتداء جنسى فى الطفولة، مقابل ١٪ فقط من النساء ذوات السلوك الجنسى الطبيعى.

وبالحديث مع الدكتورة جهاد، استشاري تعديل السلوك في إحدى العيادات النفسية بمدينة طلخا، إن العمل داخل العيادة مختص بشكل كبير في علاج الأزمات النفسية التي يتعرض لها ضحايا التحرش من الأطفال، موجهة نصيحتها: "لازم الأطفال يصارحوا أهلهم بأي مشكلة تحصلهم".

وأضافت في حديثها لـ"الدستور"، أن العمل في العيادة يتضمن تحذير الأطفال من نزع ملابسهم أمام الغرباء أو الدخول معهم لأماكن مغلقة، أما في حالة إجبارهم على ذلك، يجب الصراخ بصوت عالٍ حتى يلفتوا الأنظار لمن حولهم.

تروي الطبيبة قصة طفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة كانت قد تعرضت للتحرش الجنسي من قبل، وساهمت في علاجها بشكل كبير، قائلة: "بعد تعرضها للتحرش من رجل كبير، بدأت الطفلة تقلد اللي حصل فيها مع اخواتها في البيت"، ومن هنا اكتشف ذويها حقيقة الأمر، وسرعان ما توجهوا إلى العيادة النفسية لتبدأ الطفلة رحلة علاجها، التى استغرقت عدة أسابيع لتعود إلى طبيعتها مجددًا.

وفي عيادة أخرى بمحافظة الغربية، روت الدكتورة ريهام سعيد، قصة إحدى الحالات اللاتى تعرضن للتحرش الجنسي أثناء ذهابها للمدرسة: "كانت تستقل الحافلة التي تنقلها للمدرسة، وفوجئت أثناء جلوسها على مقعدها بطالب آخر فى المرحلة الإعدادية، بدأ في الاقتراب منها بشكل ملفت مستغلًا عدم انتباه الآخرين، ثم وضع يديه تجاه جسد الفتاة، بعض المناطق الحساسة بها.

"الصمت كان سيد الموقف في تلك اللحظة، فالطفلة البريئة لم تعلم التصرف الصحيح الذي يجب أن تفعله في ذلك الشأن، ما جعل الأخر يتمادى فى أفعاله المنحطة، وبعد مرور أيام قليلة، تعرضت الطفلة لموقف شبيه، لكن هذه المرة كان من قبل أستاذها في المدرسة، الذي استغل انفراده بها، وأقنعها بنزع ملابسها ليشاهد ما أسفلها ملابسها"، تقول الطبيبة.

فُضح أمر الجناة بسبب رد فعل بسيط يجب أن تفعله كل طفلة تتعرض لتحرش جنسي، وهو أن الطفلة قررت حكي ما حدث لها يومًا ما لذويها، لتتجه الأم سريعًا إلى المدرسة وتقدم شكوى ضد الشخصين اللذين ارتكبا تلك الأفعال المجرمة بطفلتها الصغيرة.