رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«فاينانشيال تايمز»: مسلحو «الظل» بالعراق يعرقلون جهود أمريكا لتخفيف التوترات

جريدة الدستور

رأت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر اليوم الإثنين، أن من أسمتهم بـ"مسلحين الظل" في العراق، يعقدون ويعرقلون الجهود التي تقوم بها الإدارة الأمريكية الجديدة لتخفيف التوترات.

واستهلت الصحيفة تقريرا لها في هذا الشأن، نشرته على موقعها الإلكتروني، بالإشارة إلى الجماعة الشيعية المتشددة التي تطلق على نفسها اسم "سرايا أولياء الدم" أو "كتيبة حراس الدم"، التي اكتسبت شهرتها في العراق قبل أيام قليلة بعدما أعلن مسلحوها مسئوليتهم عن إطلاق وابل صاروخي على قاعدة عراقية تستضيف القوات الأمريكية بمدينة "أربيل" بشمال البلاد.

ونوهت بأن الهجوم الصاروخي، الذي أسفر عن مقتل مقاول مدني وجرح جندي أمريكي، أطلق شرارة أول عمل عسكري للرئيس جو بايدن، حيث أمر الطائرات المقاتلة الأمريكية بشن ضربات في سوريا ضد الميليشيات العراقية المدعومة من إيران في الأسبوع الماضي.

وأضافت أن هذا الهجوم مثل أيضا اختبارًا مبكرًا لكيفية رد إدارة بايدن على الأعمال الاستفزازية من قبل المتشددين، مع إبراز التحديات التي تواجهها واشنطن في سعيها لإعادة التواصل مع إيران بشأن اتفاقها النووي وتهدئة التوترات التي تصاعدت خلال رئاسة الرئيس السابق دونالد ترامب في المنطقة.

ورأت "فاينانشيال تايمز" أن أحد تركة الأعمال العدائية بين إدارة ترامب وإيران كان ظهور أكثر من 12 جماعة "مقاومة" سرية في العراق، مثل "حراس الدم"، والتي صعدت من هجماتها ضد الأفراد والأصول الأمريكية على مدار العام الماضي.

ويقول محللون، في هذا الشأن، إن هذا الاتجاه اكتسب زخما بعد أن اغتالت إدارة ترامب، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وأبو مهدي المهندس، وهو قائد ميليشيا عراقية بارزة، في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار بالقرب من مطار بغداد في يناير 2020.. لاسيما وأن الهدف المعلن للعديد من هذه الجماعات هو الانتقام لمقتل سليماني والمهندس- وهما بالنسبة لهم أبطال ورموز للميليشيات الشيعية في المنطقة.

وألمحت الصحيفة إلى أن هذه الجماعات أضافت طبقة جديدة من التشدد تسعى لخلق بيئة غير متوقعة بشكل أكبر في دولة هشة تستضيف 2500 جندي أمريكي وتعد مسرحا للخصومات الأمريكية والإيرانية.. وبالفعل أصبحت هذه الجماعات عاملًا معقدًا حيث يسعى بايدن إلى الابتعاد عن حملة الضغط القصوى التي شنتها إدارة ترامب ضد إيران وتقليل التوترات الإقليمية والانضمام إلى الاتفاق النووي لعام 2015 مع طهران.

وأشارت إلى أنه بالإضافة إلى شن الهجمات على المصالح الأمريكية، تتهم هذه الجماعات المسلحة الأكثر غموضًا بقتل وترهيب المتظاهرين السلميين والنشطاء والمنتقدين.

وتعليقا على ذلك، اعتبر سجاد جياد، الزميل في مؤسسة القرن للأبحاث السياسية في بغداد: " أن سبب وجود هذه الجماعات هو جر الولايات المتحدة إلى صراع".

فيما شكك محللون في وقوف إيران وراء هجوم أربيل من أجل زيادة الضغط على واشنطن قبل البدء في أي قنوات دبلوماسية جديدة، على الرغم من تأكيد وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بأنها لم تعثر على دليل بأن إيران وجهت الهجوم.

ويقول ريناد منصور، وهو محلل عراقي في مؤسسة "تشاتام هاوس"، "الناس يفترضون أن بايدن يمكن أن يأتي ويغير سياسة الولايات المتحدة تمامًا في المنطقة بين عشية وضحاها، لكنه ورث صراعًا ساخنًا للغاية وهناك أشياء مختلفة جدًا تتحرك".

وأضاف أن ظهور مجموعات سرية ذات قيادات غير شفافة يجعل من الصعب على إدارة بايدن معرفة هويتها أو أيديولوجيتها، ويعقد آمال الحكومة العراقية في متابعة إصلاح أمني هادف.