رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«معتقدات خاطئة» تضيع جهود تنظيم الأسرة

 تنظيم الأسرة
تنظيم الأسرة

في الوقت الذي تسعى فيه الدولة إلى نشر وعي وثقافة تنظيم الأسرة في المجتمع، وذلك لما للزيادة السكانية من أخطار على كل شئون المجتمع، تقف بعض المعتقدات الخاطئة، ونقص المعلومات الصحيحة عن الاستخدام الصحيح لوسائل منع الحمل، لتضيع من تلك الجهود، متسببة بحدوث حمل غير مخطط له "غلطة"، رغم استخدام الأم للوسيلة الطبية، وبالتالي تذهب جهود الحد من الزيادة السكانية هباءً.

‏فهناك بعض الخرافات الشعبية عن وسائل تنظيم الأسرة، من بينها أن الرضاعة تمنع الحمل، وهذا ما نفت صحته الدكتورة مها الشامي، استشاري أمراض النساء والولادة، قائلة: "أحيانًا تأتي إلينا أم بعد ثلاثة أشهر من ولادتها تشكو من آلام فى البطن، وعند الكشف عليها بالسونار يكتشف الطبيب أنها حامل، وأنها كانت تعتقد أن المرأة التى تقوم بالرضاعة طبيعيًا لا تحمل، موضحة أن هذا الأمر يتكرر مع الكثيرين".

‏وتتابع أنه من بين المعتقدات الخاطئة كذلك هو قيام بعض السيدات بعد بلوغهن سن الأربعين بالامتناع عن استخدام وسائل منع الحمل، ظنًا منهن أنه لا توجد فرصة للحمل بعد هذا السن، وهو الأمر الذي معه يحدث الحمل كثيرًا، لذا نوهت الشامي بأنه يجب على كل سيدة ألا تتوقف عن استخدام وسائل منع الحمل مهما يكن عمرها طالما دورتها الشهرية مازالت مستمرة.

وأضاف الشامي كذلك أن هناك بعضًا من عوامل التهاون من قبل بعض السيدات في التعامل مع وسائل منع الحمل، تؤدي بالنهاية إلى الحمل عن دون رغبة.

وأشارت إلى أنه من بين مظاهر هذا التهاون هو عدم تناول بعض وسائل منع الحمل (الحبوب) بمواعيدها بدقة وبشكل منتظم، أو الاعتماد على فترات الأمان الشهرية قبل التبويض وبعده، وهو ما لا يمكن احتسابه بدقة بأى حال، الأمر الذي وصفته بأنه يتسبب في ضياع كافة جهود تنظيم الأسرة ما يعود بالضرر على المجتمع بشكل كامل، لذا نوهت "الشامي" بضرورة التوعية في مجال الصحة الإنجابية، والحرص من السيدات على التثقيف الطبي في هذا المجال.

من ناحية أخرى، أوضح الدكتور أحمد حسين، استشاري الطب النفسي، أن الحمل الذي يأتي دون رغبة (الغلطة) يمثل مشكلة نفسية قد تواجه الأم والطفل فيما بعد، وذلك لأنه قد تكره الأم جنينها بسبب هذا الأمر، لكونه جاء دون إرادتها ودون استعداد منها، فتصاب بالارتباك، خاصة إذا كان لديها أهداف عملية أو علمية أو طموح مهنية.

ويتابع أن هذا الأمر قد يجعلها ترفض حملها لا شعوريًا، مما يعرضها لبعض الضغوط الشعورية والعاطفية، وكذلك الإحساس بالذنب من عدم تقبلها للحمل، موضحًا أن تلك الضغوط النفسية قد تؤثر على الجنين فيما بعد وتجعله مضطربًا نفسيا هو الآخر.