رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصة كفاح.. من عامل في مصنع لخبير في تصميم وتفصيل الأزياء بالغربية

خالد العكل
خالد العكل

"بدأت رحلتي باحثًا عن توفير متطلباتي ورفع مصاريفي عن كاهل أسرتي ومساعدتهم بدخل إضافي ليساعد في مصاريف الحياة، ووجدت ضالتي في مصانع تفصيل الملابس، ليكتشف المشرفين والعمال موهبتي ويطالبوني بالاستمرار في المهنة، وبالفعل آمنت بموهبتي وقدراتي ولم انتظر الانتهاء من التعليم وتعلمت الخياطة وعشقتها وأصبحت صديقتي الأولى والأخيرة، وتحولت من مجرد هواية وعمل ثانوي لمصدر لزيادة رزقي، هي كنزي الذي وهبه الله تبارك وتعالي لي ولأنني ذقت منها رغد العيش وأصبحت السبب في تغيير مسار حياتي وزيادة دخلي بعمل يدي فجاهدت لأعلم أجيال وأجيال بالمجان وكل من يرغب تعلم هذا الفن الراقي فمرحبًا به ولن أبخل عليه بأي معلومة"، بهذة الكلمات بدأ خالد العكل، مصمم ومعلم تصميم وتفصيل الأزياء بالغربية حديثه لـ"الدستور"، مضيفًا أن فن تصميم وتفصيل وخياطة الملابس فن يجري في دمه وتدريسه هي متعة لا يضاهيها متعة بالنسبة له.

يقول "العكل" صاحب الـ٤٩ عامًا: "البداية كانت حبي وعشقي لمهنة الخياطة، وكعادة شباب القاهرة ومصر بصفة عامة من محبي العمل، كنت أعمل خلال الإجازات من المدرسة والكلية في مصانع الملابس الجاهزة، كي اتحصل على دخل مستقل لي دون تحميل كاهل أسرتي مصروفاتي الشخصية والدراسية، وأثناء فترات العمل المتباعدة وجدت نفسي وقد عشقت الخياطة ولا أستطيع أن ابتعد عنها، فتحول العمل بدلًا من موسمي إلى عمل دائم وأصبحت من الذين يصنفون كموهبة في هذا المجال وهذا زاد شغفي بها".

وتابع: "خلال فترة الجامعة حاولت تطوير نفسي والعمل على زيادة قدراتي وصقل موهبتي وتحولت من مجرد خياطة وحياكة الملابس إلى القص والتصميم وقررت تعلم التصميم والقص وكافة أشكال وأنواع الخياطة بشكل أكاديمي، وبحثت عن أماكن منح كورسات ودورات تصميم الأزياء وكل شيئ عن الملابس، ووجدت ضالتي في أحد معاهد القاهرة التي تتعاون مع أكاديميات عالمية، وكانت العقبة وقتها في ارتفاع سعر الكورس وعدم قدرتي على دفع المبلغ، ولكني عشقي للخياطة وإيماني بقدراتي وموهبتي وإصراري على تحقيق حلم لطالما حلمت به جعلني لا أتوقف، وقررت أن اقتطع كل شهر مبلغ من المال من راتبي من المصنع رغم قلته ونجحت في إقناع إدارة المعهد المانح للكورس في دفع ثمنه على دفعات شهرية".

يستطرد: "تمكنت من الحصول على الكورس وبتفوق على جميع من زاملوني فيه، وخلاله تعلمت كل شيء يخص الخياطة وأصبحت أجيد تصميم وقص وتفصيل وخياطة الملابس الحريمي والرجالي والأطفال، زاد الطلب عليّ للعمل في عدة مصانع وبعروض مالية أضعاف ما كنت أتحصل عليه، ووقتها أنهيت دراستي، وقررت أن أنشئ مكانا لنفسي (أتيليه)، ولظروف العمل حيث أنني موظف بالشباب والرياضة وأيضًا الزواج، كنت قد عدت لمسقط رأسي بمركز زفتي بمحافظة الغربية، فكان الأتيليه الخاص بي".

وأضاف العكل: "لأنني تذوقت حلاوة النجاح والتفوق قررت أن أقدم خبراتي العملية والعلمية للجميع وكما تعلمت فنون الخياطة أدشن أكاديمية لتعليم كافة فنون التفصيل كمساعدة للشباب والفتيات والسيدات المعيلات، فكلهم يستطيعون الحصول على الكورس وفتح مصدر دخل يكون سبب في رزق الله لهم، وأكون بذلك أفدت نفسي بنقل خبرتي كعمل خيري للناس وأفدت المجتمع حيث أنني شعرت أن هذا واجب عليّ نحو المجتمع وأصبحت أكاديميتي ذات سمعة جيدة خاصة في تأهيل الراغبين في العمل في هذا المجال".

تابع مصمم الأزياء: "تطور الأمر أكثر فأكثر وأصبح الموضوع بالنسبة لي خيري وخدمي أكثر واكثر خاصة بعدما تعاونت مع مركز شباب زفتى، وكونت أكاديمية داخل مركز الشباب لتعليم كافة الأعمار وبالفعل نجحنا في تخريج مجموعة من المتميزين جعلنا الله سبب في تحويل وتغيير مسار حياتهم للأفضل، وتهافتت علينا الجمعيات الأهلية لتوقيع بروتوكولات تعاون لتعليم بعض من المترددين عليها من المرأة المعيلة وخلافه من أصحاب الدخول الضعيفة كي نساعدهم في توفير فرص عمل لهم ونخصص للموهوبين دورات مكثفة كلها بالمجان لمساعدتهم وخلق جيل مصري من مصممي الأزياء الحديثة".

واختتم خبير فن الخياطة والتفصيل، حديثه لـ"الدستور"، موجهًا رسالة للشباب يطالبهم بالبحث عن عمل يحبونه والعمل فيه بكل اجتهاد وتنميته علميًا والتفوق فيه عمليًا، وقبل كل هذا الإيمان بقدرة الشاب أو الفتاة الشخصية علي تغيير الواقع والوصول للحلم مهما كان بعيدًا، لكن على الجميع السعي للبدأ وبعد ذلك الاجتهاد ومن قبل كل ذلك الاستعانة بالله والتوكل عليه، محذرًا الشباب من انتظار العمل الحكومي أو حتى الاكتفاء به.