رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التوبيخ لمن خرجوا من التاريخ


خرج الإخوان من الحكم بعد أن طردهم شعب مصر شر طردة، فى 30 يونيو 2013، ومنذ هذا الخروج الكبير يرتكبون الجرائم التى ستخرجهم من التاريخ، فما يحدثه الإخوان من تخريب مصر وإحراق ثرواتها المادية وتشويه جدرانها بالكتابات المسيئة للجيش والشرطة،

فلا ينم هذاعن جهلهم بل وخيانتهم، والذى زاد الطين بلة حرقهم لعلم مصر الذى حمله الثوار تعبيرا عن انتمائهم لبلدهم العظيم. هل بعد هذا نعتبرهم مصريين؟شربوا من ماء النيل وأكلوا من زرعه ومشوا على شاطئه فى ليالى الصيف ليتمتعوا بجماله، لقد فقد الإخوان الإحساس بكل شىء، الإحساس بالجمال فلديهم قدرة فائقة على تشويه كل شىء سواء بالقول أو الفعل. إنهم يواصلون الهدر لمقدرات الوطن فهم التتار الجديد، هذه الفرقة المارقة لا تنظر إلا لأبعد من أطراف أصابعها أن ضيق الأفق والتعصب الأعمى جعلهم لا يفلحون فى إدارة دولة بحجم مصر وحضارتها العريقة أن تربيتهم على السمع والطاعة جعلهم جهلة، فهم لم يثقفوا أنفسهم بقراءة تاريخ مصر الضارب فى القدم، لذلك لا يعرفون عنها إلا ما يعرفه الهنود الحمر عن مصر. ويذكرنا هذا بعض الفرق المارقة التى أضرت بالإسلام والمسلمين، فقد اشتمل الإسلام منذ أوائل التاريخ الهجرى على اثنتين وسبعين فرقة تعددت مذاهبها وظهر الاختلاف بينها، ولم يكن هذا الاختلاف رحمة كما يقال بل كان نقمة على الإسلام فنتيجة لهذه الاختلافات المذهبية والتعصب الأعمى بدأ القتال الدامى بينها. فالخوارج الذين ظهروا عام 657م وقتلوا على بن أبى طالب، اعتقدوا أن الإسلام لايتم إلا بالجهاد والقتل وخاضوا المعارك فى شكل حرب العصابات، ولكن الذى فاق هؤلاء هم القرامطة الذين أقضوا مضجع العالم الإسلامى فى كل بلد حلوا به، وبثوا الرعب فى القلوب ببلاد العراق والشام والحجاز بما ارتكبوه من قتل ونهب وسلب، بل بلغ تجبرهم أنهم كانوا يهاجمون حجاج بيت الله ويقتلونهم ويغرقونهم فى بئر زمزم وينهبون ستائر الكعبة ويهدمونها ويسرقون الحجر الأسود وينقلونه لعاصمتهم «هجر» بالبحرين. واحتفظوا به حوالى اثنين وعشرين عاما، وهذه الفرقة نشأت فى البحرين عام 978م وهى حركة هدامة وصاحب قيامها العدوان على المقدسات والممتلكات وحل الخراب أينما حلوا، كان زعيم هذه الفرقة يدعى «حمدان قرمط» ويلقب بقرمط لقصر قامته وساقيه، واعتمدت حركته على التنظيم السرى العسكرى وكان ظاهرها التشيع «لآل البيت» ولكن حقيقتها ليس الإسلام بل هدم الإسلام وأهم مبادئهم كانت استخدام العنف لتحقيق أهدافهم ودامت هذه الحركة قرابة قرن وتلاشت الأحلام الكبيسة للقرامطة وعصفت بها رياح التاريخ وعادوا للظلام. وهذه هى النهاية الطبيعية لأى جماعة متعصبة تسلك الأساليب العنيفة لتحقيق أهدافها غير النبيلة وتعتقد أن الغاية تبرر الوسيلة.

■ عضو اتحاد المؤرخين العرب