مستشار المفتى: ليس للإسلام حاجة فى كثرة النسل المؤدى للجهل

قال الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، إنه لا شك أنه لا غنى عن الإنجاب من أجل بقاء الجنس البشري؛ ومن مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ النسل، مع اعتبار أنها تهدف إلى مجتمع أفرادُه أقوياء بدنيًّا وخُلقيًّا وعلميًّا؛ وبذلك تتحقق مقاصد الشريعة؛ فليس للإسلام حاجة في كثرة النسل إن كان يؤدي ذلك إلى الجهل والفقر والمرض وعدم الرعاية، وقد ورد في كلام الصحابة رضي الله عنهم التحذير من كثرة الأطفال خاصة عند عدم توفر وسائل التربية الصالحة لهم.

وأضاف نجم لـ"الدستور"، أن المجتمعات توصلت في تطورها إلى عدة وسائل وإجراءات من شأنها تباعُد مدد الحمل أو إيقافه لمدة معينة من الزمن حتى تتحسن ظروف الأسرة ومستواها المعيشي، أو من أجل المحافظة على صحة الأم وحياتها من أضرار كثرة الحمل وتكرار الولادة والرضاع، ومن ثَمَّ يتمكنان من رعاية أبنائهما رعاية متكاملة بدون مشقة، وهو ما يُعرَف في عصرنا بـ"تنظيم النسل" الذي صار من ضرورات هذا العصر.

وأكد أن تنظيم النسل صار طريقًا لا محيد عنه؛ ووسيلة طبيةً لا يعارضها الشرعُ؛ بل يتفق معها؛ لأن الواقع والمشاهدة تدل على أن سبب شُح الموارد هي الزيادة السكانية، ولا سبيل لحل هذه المشكلة إلا بتنظيم النسل لإحداث التوازن بين موارد الأرض وعدد السكان.

وشدد نجم على ضرورة عدم الإنصات إلى المزاعم التي تقول بأن تنظيم النسل يتعارض مع الإيمان بالقضاء والقدر؛ لأن تنظيم النسل في الحقيقة ما هو إلا طريقة لمباشرة الأسباب التي أمرنا الله تعالى بالأخذ بها لتنظيم حياتنا، وما علينا إلا مباشرة الأسباب مع الإيمان بأن كل شيء بيد الله فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.