رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إنفاق260 مليون يورو.. ورقة بحثية تكشف مخطط «الإخوان» للتوغل فى أوروبا

الإخوان
الإخوان

أعد مركز بروكسل الدولي للبحوث والدراسات، ورقة بحثية بعنوان "الإسلاموية والإخوان في إطار اجتماعي أوروبي جديد"، رصد فيها كيف سعت جماعة الإخوان الإرهابية على الانتشار إقليميا ودوليا، وكيف امتد نشاطها إلى أوروبا، وخصوصا في بريطانيا وبلجيكا وهولندا، وتغلغلت في المجتمعات الإسلامية في القارة، من أجل الحصول على الدعم المادي واللوجيستي، موضحا ماهية الأدوات التي استخدمتها لفرض تأثيرها بالخارج.

وكشفت الورقة البحثية، التي نشرت في فبراير الجاري، أن الاخوان أنفقوا بالفعل أكثر من 260 مليون يورو في أوروبا على المشاريع والعمليات اللوجستية والإعلامية، مشيرًا إلى أن التركيز الحالي للجماعة ينصب على تعيين وتدريب أعضاء جدد لديهم إمكانية لتطوير الهيكل التشغيلي المحلي لها؛ بهدف مواصلة عملياتها الإرهابية والتحضير للمرحلة التالية من خطتها.

وأضافت أن الجماعة تستخدم أوروبا في الوقت الحالي كمركز لعملياتها اللوجستية والإعلامية، بعد أن تحول مركزها المالي بشكل متزايد إلى إسطنبول والبلقان والمملكة المتحدة وأيرلندا، فيما أصبحت بروكسل مركزا للتعبئة الإخوانية لتطوير اللوجستيات الخاصة بالحشد وتعبئة الموارد وتوظيفها في الترويج لأفكارهم التطرفية.

وسلطت الدراسة الضوء على تاريخ ظهور جماعة الإخوان وكيفية تطور أيديولوجيتهم، التي تأثرت في البداية بسيد قطب، كبديل إسلامي ضد الأيديولوجيات الجديدة التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية، مثل الاشتراكية والشيوعية والرأسمالية والليبرالية، والتي تعتبرها الجماعة غير متوافقة مع الإسلام.

وذكرت أنه "بالنظر إلى التاريخ المصري، نجد أن الجماعة نجحت في التكيف بشكل جيد مع السياسات والإجراءات التقييدية التي اتخذتها الحكومات المصرية المتتابعة ضدهم بهدف الحد من نفوذها وعملياتها ومعارضتها، وقامت بتوظيفها في زيادة درجة تطرفها وتشددها الديني، حتى أصبح العنف والتطرف سمات أساسية لهم".

ولفتت الورقة إلى أنه على الرغم من طابع السرية الذي يميز معظم أنشطة الجماعة، إلا أن التنظيم تمكن من الحصول على تأثير هائل في العالم العربي من خلال مشاركتهم في العمل السياسي، واستخدامه كوسيلة للضغط على جماعات الإسلام السياسي الأخرى بالعالم العربي، جنبا إلى جنب مع المجتمعات الإسلامية في جميع أنحاء العالم، موضحة أن الاخوان يسعون لاستخدام العمل السياسي كستار لممارسة أنشطتهم التطرفية والحصول على المزيد من الدعم والتعبئة.

وتابعت أن الجماعة بذلت الكثير من الجهد للاستيلاء على السلطة السياسية في مصر خلال الانتخابات، على مر مختلف الأنظمة، مشيرة إلى ان الجماعة الإرهابية تمكنت من خلال شعارها "الإسلام هو الحل" من جذب الدعم الضمني من قبل جزء كبير من العالم الإسلامي.

وواصلت "حيث قام الإخوان بتنصيب أنفسهم على أنهم رجال الصحوة الإسلامية، من خلال الترويج للإسلام السياسي باعتباره الطريق لحل القضايا الاقتصادية والاجتماعية العالمية التي تشهدها مصر، مستخدما في ذلك مزاعم تعرضهم للقمع والاضطهاد من قبل الأنظمة الأخرى، لتعزيز أفكارهم والخروج بها خارج حدود البلاد لتحقيق هدفهم الأكبر الأ وهو استعادة الخلافة الاسلامية".

وحذرت الورقة البحثية في خاتمتها من تزايد خطر جماعة الإخوان في أوروبا واصفا إياها بأنها "واحدة من أكبر الحركات الإسلامية وأكثرها انتشارا في العالم، بالنظر إلى عملياتها وأنشطتها المتزايدة في القارة"، مشيرة إلى أن "النمط نمط الواضح للجماعة الآن هو إنه على الرغم من روايتها المزعومة عن اللاعنف ودعم الديمقراطية".

وبيَّنت "إلا أن الجماعة لا تزال قاعدتها وأفكارها الأساسية مستوحاة في الغالب من أفكار الإرهابي سيد قطب، التي ما زالت مؤثرة جدًا حتى يومنا هذا على جماعة الإخوان والجماعات والأفراد المتطرفين الآخرين"، مؤكدة أن تلك الأيديولوجية تتعارض مع القيمة الأوروبية العلمانية والديمقراطية والعالمية، بالإضافة إلى القيم الحقوقية الأخرى.