رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسية ألمانية تحذر من خطر الإخوان فى أوروبا

الإخوان
الإخوان

حذرت السياسية والناشطة الألمانية من أصل تركي-كردي، سيران أتيس، دول أوروبا، وبالأخص بريطانيا، من مخاطر السماح للإخوان وجماعات الإسلام السياسي الأخرى، بالاندماج في المجتمعات الأوروبية و"إنشاء دولة لها داخل الدولة"، داعية الحكومات الأوروبية إلى السير على خطى فرنسا في محاربتها التطرف والسماح فقط بالأصوات الدينية المعتدلة للعمل على أراضيها.

واعتبرت "أتيس"، في تقرير على مجلة Spiked البريطانية، أن جماعة الإخوان، مثلها مثل "داعش"، هدفها هو "إقامة دولة إسلامية من خلال العمل السياسي أو النضال المبنى على استخدام العنف، وهي أيديولوجية تفصل بين الناس على أساس الجنس، وتقسم المجتمعات على أسس دينية، وتغذي الكراهية والشك في نقاش مفتوح حول القيم المعاصرة".

وقالت أتيس: "ظلت جماعة الاخوان لسنوات طويلة تسعى لإقحام نفسها في المجال السياسي والإعلامي في المملكة المتحدة، ونتيجة لذلك، شهدت البلاد تراجعًا حادًا في عدد الأصوات الليبرالية، بعد أن أشرفت بريطانيا على زيادة كبيرة في تمويل المؤسسات الدينية والتعليمية من قبل الجمعيات الخيرية والهيئات المدعومة من تركيا وقطر".

وأضافت أنه في ديسمبر 2019 افتتح الرئيس أردوغان مسجدًا بيئيًا في كامبريدج وسط ضجة إعلامية كبيرة، لا سيما من قبل إذاعة BBC، ومع ذلك فقد ألقى في نفس الزيارة، كلمة أمام حشد من أنصار حزبه في لندن، والتقى باثنين من الأعضاء البارزين التابعين لأحد الجماعات الإسلامية المتطرفة، قائلة "هذه هي الدول التي تريد إسكاتنا".

وأعربت السياسية الألمانية البارزة عن تأييدها الشديد لخطط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في محاربة الفكر التطرفي ومراقبة أنشطة جماعات الإسلام السياسي، قائلة: "حاول ماكرون بشجاعة قيادة هذا النقاش، بالنظر بشكل خاص إلى طرق اندماج تلك الجماعات في المجتمعات الغربية وإلقاء الضوء على مخاطر السماح لهم بهذا الاندماج".

كما أشادت بموافقة الزعماء المسلمين في فرنسا مؤخرًا على الميثاق أساسي لحملة ماكرون ضد ما أسماه بـ"الانفصالية الإسلامية" يرفض العقائد الأصولية ويقبل القيم العلمانية، ووصفت تلك الخطوة بأنها أحدثت "تغييرا كبيرا في دعم الحرية الدينية وفي معالجة التطرف المبنى على الدين"، مستنكرة تقاعس السلطات في بريطانيا عن المضي قدما في تلك الخطوة، وتساءلت مستنكرة في تقريرها "أين المملكة المتحدة من كل هذا؟".

ولفتت الناشطة الألمانية إلى أنها كانت قد تعرضت شخصيا إلى الهجوم - والذي وصل إلى حد التهديد بالقتل - من قبل المتطرفين في ألمانيا في عام 2017، عندما كانت تحاول إنشاء أول مسجد "ليبرالي" في ألمانيا، وهو مسجد ابن رشد جوته في برلين، وذلك بغرض"خلق مكان للعبادة يدعو إلى تفسير الدين بشكل يعكس قيم المجتمع الغربي في الذي اعيش فيه، وحيث يتم تفسير القرآن من خلال عدسة معاصرة"، لتصبح بعدها أول سيدة تقوم بفتح مسجد وإدارته (تكون إماما له) في ألمانيا.

وذكرت "أتيس" أن مؤسسة "ديانت"، المرجعية الدينية الرئيسية في تركيا، والتي تديرها الرئاسة مباشرة، أدانت إنشاء المسجد ووصفته بأنه "يشوه الدين ويخربه"، كما اتهمت السياسية الألمانية بالإرهاب والانتماء الي منظمة إرهابية (فتح الله جولن)، مشيرة إلى أن حزب أردوغان الحاكم"العدالة والتنمية "، دائما ما يدفع بمثل هذه الاتهامات الواهية ضد المسلمين الذين يعارضون سياساته في جميع أنحاء أوروبا.

وانتقدت أتيس المجلس الإسلامي في بريطانيا (MCB) ورئيسته المنتخبة حديثا زارا محمد، نظرا لتجاهلها الحديث عن غياب الدور الحقيقي للأئمة المسلمات في المملكة المتحدة، ضمن الأدوار القيادية التي تلعبها المرأة في الإسلام.

وتابعت أن "المملكة المتحدة - موطن حوالي ثلاثة ملايين مسلم - ليست مكانًا مرحبًا به للإمامات مثلي"، لافتة انها لم تتمكن من فتح مسجد ليبرالي في لندن مثلما فعلت في ألمانيا، بالرغم من تلقيها الدعم الخفي من بعض المسلمين البريطانيين ولكن خوفهم من أن يتم استهدافهم او اضطهادهم بسبب معتقداتهم من قبل جماعات "الإسلام السياسي" يمنعهم من الإعلان عن هذا الدعم".

واختتمت الكاتبة تقريرها قائلة: "تحتاج الأصوات الدينية المعتدلة إلى التشجيع والدعم، والخطوات الشجاعة التي يتم اتخاذها في فرنسا يمكن أن تمنحنا بعض الشجاعة"، مؤكدة أن طرح مثل هذه الأسئلة هو بالتأكيد ليس معاديًا للإسلاموفوبيا الذي لطالما كان جزءًا من أجندة جماعات الإسلام السياسي.