رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إسلام حمادة: ديوان «ربع ساعة نهار» كان شهادة ميلادي كشاعر عامية (حوار)

إسلام حمادة
إسلام حمادة

أصدر إسلام حمادة ديوانه الأول ربع ساعة نهار عن دار عابر، وأصدر ديوانه الثاني "بيورثوا المأساة ببساطة" عن دار فهرس، وفاز حمادة بالعديد من الجوائز ومنها وصوله لقائمة "الأبنودي" في الدورة الأولى، والمركز الأول لمسابقة صندوق التنمية الثقافية التي يقيمها مركز طلعت حرب الثقافي، "الدستور" التقت إسلام حمادة وكان هذا الحوار..

• في ديوانك ربع ساعة نهار قلت إن الحياة تشبه ربع ساعة بالضبط، وعنونت قصائدك بالدقيقة وكان تعبيره ذاتيا.. هل قصدت هذا؟

ربع ساعة نهار بالنسبة لي هو شهادة ميلادي كشاعر عامية يمكنه الاندساس بين أبناء جيله من الشعراء، كان أكثر ما يشغل وقتي حينها أن أعبر عن نفسي وأن أقحم صوتي بين أصواتهم فجاءت التجربة على المستوى الشعري يتخللها الكثير من الشوائب، لكنها شوائب حميدة يمكن إزاحتها واستقاء ما دونها رويدا رويدا، أما عن التجربة فقد جاء الديوان في صورة ذاتية بالفعل، يحمل مشاكلي وصراخي، يحمل طاقتي ووجه حبيبتي ورقة أمي وصوت أبي الذي لم يغب، كل ما في الأمر وقتها أن فكرة جاءت على مهل تقول لي أليس كل ما مر بك من فقد وفرح وحياة تسكن في ذاكرتك؛ لا يتخطى ربع ساعة زمنية؟ لحظة فقدت فيها أبيك. لحظة ضحكت فيها ولحظة بكيت فيها ولحظة قلت فيها أحب ولحظة ضاعت حبيبتك؛ ولحظات ولحظات. قلت: نعم؛ وخرج الديوان هكذا.

• كان ديوانك الأول عبارة عن فكرة حددت القصائد بعناية.. فيما جاء "بيورثوا المأساة ببساطة" تناقش عدة أفكار.. كيف ترى هذا؟

كما قلت لك لا يمكن أن نلبسها ثوب الفكرة الواحدة فلقد تم تكييف فكرة الديوان على مجموعة من القصائد الذاتية، أما عن ديواني الثاني فهو امتدادا طبيعيا للديوان الأول ولكنه جاء كما هو دون إرهاصات، جاء بعيدا عن حمية الشباب واندفاعية التجربة الأولى، لقد قصدت ذلك وأتمنى أن يُرى بحقيقته كما خرج، من غير أضواء حوله تشد النظر.

• في دواوينك تختار تيمة الغلاف دائما رمزية.. كأنه أيضًا قصيدة من ضمن قصائد الديوان؟

الشعر هو فن التكثيف، يعتمد على الرمزية في أغلب حالاته وتعدد الرؤى للوحة الغلاف بالتأكيد ينعكس على تعدد الرؤى في المتن، بل قد يسبق الغلاف المتن ويسرب إلى القارئ رؤى كثيرة قبل اهمامه بقراءة محتوى الكتاب، وهنا يجب أن نشير إلى الدور الكبير لمصممي الأغلفة المبدعين وأخص بالذكر الصديق المدهش دائما ضياء إبراهيم، فهو من فكر ونفذ واختار؛ لقد تولى الأمر برمته، هو من خط غلافي كتابي وهو من أعلن عن ما يحملاه، بخطوط أقل ما يقال عنها أنها فاتنة مستنطقه، لقد جعل للوحات الغلاف صوتا خاصا بفنه وإخلاصه.

• فزت بالعديد من الجوائز.. في رأيك ما الذي يمكن أن تفعله الجوائز للمبدع؟

بشكل شخصي وقياسا على تجربتي. في بداية الأمر كنت أحتاج إلى من يدعمني حتى وإن كان الدعم بكلمة تقول إنني على الخطى الصحيح، فمن المنطقي أن يكون لأول جائزة مفعول السحر حيث سرت فرحتها في الروح سريان الدم في الوريد ولكن مع تكرار الأمر، أخذ في نفسي المنحى المنطقي له وهو انتظار الحافز المادي، فأصبح الحافز المادي مناطحا للمعنوي بل ويسبقه في معظم الأحيان.

• برغم انتشار جوائز الشعر لكن الشعر لازال يعاني قلة المبيعات والطلب والنشر أيضًا.. كيف ترى هذا؟

الشعر ليس سلعة سوقية تستهدف رواد معرض الكتاب، ولا يمكن أن نحمله ما لا يطيق. هو ليس أكثر من سلعة تعرف طالبيها وهم قلائل، ولا يمكن مقارنته بالروايات مثلا. وذلك بالنظر إلى الأغلبية من رواد معرض الكتاب ومقاصدهم يعتبر طبيعي جدا، أما بالنسبة للنشر فالشعراء ينقضون على دور النشر الخاصة كرياح أمشير. ففي فترة ماضية كانت الدور تعج بالدواوين الشعرية وكان أغلبها من الشباب، والآن قلت الدور التي تتكفل بطباعة الشعر ولكنها موجودة على أي حال والأهم من ذلك كله هو أننا يجب علينا الاقتناع بأن سوق النشر ما هي إلا تجارة يتربح من وراءها أصحابها، وليس من المنطقي أن نعاتب رجلا ترك ما ينقص من قوت عياله، فالشعر ليس هو من يجلب له المئات من الجماهير التي تقف في انتظار توقيع كاتب من كتاب داره.

• لكن البعض حقق نجاحًا جماهيريًا من خلال الشعر أيضًا؟

دعنا نتفق أن الحالات الاستثنائية لا يمكن اعتمادها كوحدة قياس، فبجانب الشعر النجاح الجماهيري يحتاج إلى عوامل أخرى كثيرة، تدفع أصحابها للناس دفعا، وهي عوامل قل ما تجتمع في شاعر وعندما تجتمع تصنع من هذا الشاعر نجما واعدا وبجانب قدرته على استخدام مقوماته يمكن أن يحافظ على هذه المكانة ليبقى حاضرا ألقا، ولكن ليس على كل الشعراء أن يصبحوا نجوما.

• ماذا عن عملك القادم؟

تعودت بعد أن انتهي من عمل أن يسرقني الوقت حتى أبدأ في العمل الجديد، أصبحت عادة لي وهي ليست مقتصرة على إنجاز كتاب أو ديوان شعري لكنها تقع على القصيدة أيضا، وقد استغرق شهورا بين القصيدة والأخرى، أما الآن فلا يوجد ما يمكن أن اعتبره بداية عملي القادم ولكن هناك ديوانان كنت قد بدأت في كتابتهما وأعتقد أنني على وشك أن انجز أحدهما.