رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قلق تل أبيب.. هل هناك أزمة بين نتنياهو وبايدن؟

بايدن ونتنياهو
بايدن ونتنياهو

قبل سنوات قال الرئيس الأمريكي جو بايدن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما شغل منصب نائب الرئيس خلال ولاية الرئيس الأسبق باراك أوباما: "أنا لا أتفق مع أي كلمة تقولها لكنني أحبك". لكن يبدو أن بايدن كرئيس للولايات المتحدة الآن يحاول أن يعلم نتنياهو كيف سيكون هذا الحب.

إذا كان هناك توتر بين القيادة الإسرائيلية والأمريكية، فلن يعرف أحد ذلك، فالرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير خارجيته أنطوني بلينكين يريان أن جزءا كبيرا من الحفاظ على العلاقات مع إسرائيل يتمثل فى مناقشة الخلافات السياسية خلف الأبواب المغلقة.

لكن بدون أن يعلن الطرفان، هناك عدة مؤشرات على بداية غير دافئة من قبل الرئيس الأمريكي نحو نتنياهو.

المؤشر الأول: منذ أن دخل "بايدن" البيت الأبيض قبل 25 يوماً لم يتحدث إلى بنيامين نتنياهو، رغم محادثاته مع عدد من الدول الأوروبية.

نتنياهو كان يتباهى، بأنه من أوائل القادة الذي اتصل بهم الرئيس الأمريكي السابق، ترامب، عقب توليه مقاليد السلطة، قبل 4 سنوات، ولكنّه الآن ينتظر بفارغ الصبر، اتصالا من الرئيس الجديد جو بايدن.

فيما طالب السفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة، داني دانون، من الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، الاتصال ببنيامين نتنياهو، أسوة بغيره، على ما جرت العادة بعد تنصيب إدارة أمريكية جديدة. وجاءت مطالبة دانون عبر تغريدة على حسابه الرسمي بموقع توتير، الأسبوع الماضي.

المكالمة ليست أول لافتة تثير قلق إسرائيل، الأسبوع الماضي كانت هناك بادرة اعتراض على قرار الاعتراف الأمريكي بالسيادة على هضبة الجولان، هذا في الوقت الذي تسارع فيه الإدارة الجديدة نحو عقد اتفاق نووي مع إيران.

هناك عدة تفسيرات لتلك المؤشرات، أولها أنه ربما عدم اتصال بايدن بنتنياهو قد لا يكون متعمّدًا، بيد أن بايدن يركز الآن على قضايا أخرى، فيما لا تحتل إسرائيل أو الشرق الأوسط أولوياته الحالية.

التفسير الثاني، هو أن بايدن يريد أن يعرف نتنياهو أن حقبة ترامب والاهتمام الأمريكي بدون حدود بإسرائيل قد انتهت، وأن مرحلة جديدة ستبدأ.

التفسير الثالث وهو أنه ربما لا يرغب بايدن في منح نتنياهو ميزة انتخابيّة عشية الانتخابات الإسرائيليّة المقررة في مارس المقبل، خاصة أن بايدن يعرف نتنياهو جيداً ويعرف أنه سيستغل المكالمة في الترويج لحملته الانتخابية.