رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحث أمريكي: عداء تركيا لمصر يؤثر سلبًا على علاقة أنقرة بواشنطن

اردوغان
اردوغان

قال نيكولاس دانفورث، الباحث الأمريكي بالمؤسسة اليونانية للسياسة الأوروبية والخارجية "ELIAMEP" ومقرها أثينا، إنه من الصعب إصلاح العلاقات المتوترة بين مصر وتركيا أو إنهاء النزاع السياسي بين البلدين.

وأضاف أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ستقف ضد تركيا في النزاعات الإقليمية في الشرق الأوسط، مؤكدا أن عداء أنقرة لمصر سيؤثر بالسلب على علاقة الأولي بواشنطن.

ولفت دانفورث، في حوار مع رئيس تحرير موقع "أحوال تركية" يافوز بايدر، إلى إنه من غير المرجح أن تتحسن علاقات تركيا المتصدعة مع مصر، بغض النظر عمن في السلطة، وأرجع السبب إلى تزايد الاختلافات الجيوسياسية والأيديولوجية بين البلدين، فضلا عن دعم تركيا لجماعة الإخوان، حتى أصبحت البلاد ملاذًا آمنًا لعناصر الجماعة الإرهابية، منذ أن تم الإطاحة بحكمها في 2013.

ولفت دانفورث إلى أن العلاقة بين مصر وتركيا تدهورت أكثر بعد الانقلاب المزعوم في تركيا في عام 2016، فضلا عن معارضة مصر لسياسيات تركيا في شرق البحر المتوسط وتوقيعها اتفاقا حدوديا مع خصمها البحري اليونان، كما اقتربت مصر أيضًا من فرنسا واليونان، اللتين عارضتا بشدة سياسات أردوغان في ليبيا وشرق البحر المتوسط.

ويرى الباحث أن العلاقة المصرية- التركية ستصبح أكثر تعقيدا بوصول جو بايدن إلى السلطة في أمريكا، مؤكدا أن الولايات المتحدة انحازت في كثير من الأحيان ضد تركيا في النزاعات الإقليمية، وأن عداء أنقرة لمصر لن يفيد أردوغان وسيؤدى إلى تدهور علاقته بواشنطن، لافتا إلى إنه على الرغم إنه كانت هناك حالة من اللامبالاة الأمريكية تجاه تركيا تحت إدارة ترامب، إلا أن الولايات المتحدة كانت تتودد إلى مصر والسيسي أكثر، وتبنت سياسات ووجهات نظر تعارضت مع المصالح التركية في المنطقة، حيث ظهر ذلك على سبيل المثال، عندما رفعت واشنطن العام الماضي حظر توريد الأسلحة إلى قبرص واتهمت تركيا بتقويض الناتو من خلال نزاعاتها الإقليمية مع اليونان.

وقال دانفورث: "إحدى المشاكل التي تواجه العلاقات الأمريكية التركية هي أنه مهما كانت القضايا الثنائية، فإن تركيا، بسبب صراعها مع مصر، وضعت نفسها في موقع معادي لجميع شركاء أمريكا وحلفائها في الشرق الأوسط".

وشكك الباحث في نهاية حواره، في نية أردوغان إصلاح علاقته مع مصر في ظل مبادرات تركيا الإيجابية ومغازلتها لمصر في الفترة الأخيرة، واصفا اهتمام تركيا الحقيقي بإصلاح العلاقات مع القاهرة مجرد " شائعات".

واختتم قائلا "لن تكون الكلمات كافية للتغلب على المستويات العميقة من انعدام الثقة بين تركيا ومصر ومن المرجح أن يستمر حالة عدم الثقة هذه حتى لو جاءت حكومات جديدة إلى السلطة، وحتى لو قرر أردوغان دفن الأحقاد فسيكون من الصعب إنهاء هذا النزاع".