رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سمير الفيل: أشعر بالألفة والدفء عند الكتابة بخط اليد

سمير الفيل
سمير الفيل

قبل شهرين خصص الملحق الأدبي لصحيفة «لوفيجارو» ملف تمثل في نشر نوعية من الكتب باتت تحظى باهتمام القراء مؤخرًا، يتعلق الأمر بمخطوطات ومسودات بخط اليد، لدواوين شعرية وروايات شهيرة لكتّاب معروفين، تم طبعها في كتب كما وصلت مخطوطًا للناشر؛ هكذا يمنح المخطوط المسودة فرصة للقارئ لولوج العالم الإبداعي للمؤلف في حميمياته من خلال مسوداته الأولى، من خلال تنقيحاته وملاحظاته، وخطه وإمضائه، وأحيانًا الرسومات التي يضعها على الهوامش، الآن لم يعد متاحًا لكتّاب معاصرين هذا النوع من النشر، لم يعد هناك أحد يكتب أعماله بخط اليد، لم تعد هناك مسودات.

«الدستور» استطلعت آراء الكتاب والمبدعين حول الأمر٬ وهل يوافق الكاتب علي هذه التجربة، أي نشر مسودات ومخطوطات أعماله في صورتها الأولي بخط اليد دون تنقيح أو تدخل؟، وهل مازل هناك من يكتب بخط اليد أم بغيره؟.

وفي هذا الصدد، قال القاص سمير الفيل: «قبل العام 2001 كنت أكتب أغلب أعمالي على ورق أبيض بالقلم الرصاص غالبًا، ثم بالقلم الجاف في أحيان نادرة، كان صوت احتكاك القلم على صفحة الورقة يمنحني شعورًا بالسعادة خاصة أنني بعد اكتمال النص أقوم بتصويبه بخط مخالف وليكن الأحمر، مع وضع ملاحظات في الهوامش موجهة لذاتي حتى أراجع عبارة قلقة، أو أعيد التصرف في كلمة أراها غريبة عن السياق، وكانت هذه "الشخبطات" مثار بهجة لي، فهي تضعني أمام تجربة الكتابة عبر عدة مراحل لنتوقف عند علامات فارقة في التعامل مع الورق وهو عنصر أساسي للكتاب القدامى، وأنا منهم».

وأضاف: «في مساء الإثنين 12 يناير 2009، قمت بالعودة للورق، فكتبت عددًا من النصوص في ليلة واحدة، أتذكر أن البرد كان قارسًا، ومارست عادة الشخبطة مرة أو مرتين قبل أن أنقل القصص إلى مساحة الشاشة الزرقاء، وقد قارنت فيما بعد بين الكتابة الأولى بما تحمله من أخطاء يتم تصويبها في زمن لاحق وما يتم نشره في ملف"وورد"، النصوص نشرت في كتاب "الأبواب"، وحملت عنوان "منامات الدمام"، وهي المدينة التي قضيت فيها أربع سنوات، حيث ابتعثت للتدريس غير أنني عملت بالصحافة في نفس الوقت».

وتابع: «عناوين تلك الباقة القصصية جاءت على هذا النحو: خليج، الثمن، الضب٬ حضور، الحبهان، شلال، العتمة، النار، النسر، القرش، العملية، كبسة، الجرة، الجسر، طيران، القارب، المكيدة، أصابع العازف، الكلاب، الذهب».

وأكد: «بالطبع لم أعد أكتب بخط اليد سوى عبر تجارب محدودة، كأن أكتب في مقهى أو في باحة مستشفى أو على منضدة قرب شاطئ رأس البر، أجدني موزعًا بين حميمية الإمساك بالورقة والقلم، وبين سهولة المحو والإثبات في التعامل مع الكمبيوتر، غير أنني بشكل شخصي تمكنت من عقد اتفاق سري مع لوحة المفاتيح والفارة كي تقدم لي تلك الأجهزة الملساء بعض الخصوصية ».

واختتم: «هناك نقطة أظنها مهمة في مجال البحث، فقد كنت في زيارة لمكتب الدكتور محمد نجيب التلاوي العميد الأسبق لكلية آداب المنيا، ووجدت نسخة من كتابه «نحت الرواية»، وكان بالفعل يتتبع مخطوطات روايات لعدد من الكتاب منهم: "صنع الله إبراهيم، وعبده جبير، وآخرين"، أتصور أننا فقدنا هذا الجانب، فالتقنيات الحديثة ليست خيرًا مطلقًا».