رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إبراهيم فرغلى: فقدت مسودات أعمالى التى كتبتها بخط اليد

إبراهيم فرغلي
إبراهيم فرغلي

قبل شهرين خصص الملحق الأدبي لصحيفة "لوفيجارو" ملفًا تمثل في نشر نوعية من الكتب باتت تحظى باهتمام القراء مؤخرا، حيث يتعلق الأمر بمخطوطات ومسودات بخط اليد، لدواوين شعرية وروايات شهيرة لكتّاب معروفين، تم طبعها في كتب كما وصلت مخطوطة.

يمنح المخطوط المسودة فرصة للقارئ لولوج العالم الإبداعي للمؤلف في حميمياته من خلال مسوداته الأولى، وتنقيحاته وملاحظاته، وخطه وإمضائه، وأحيانا الرسومات التي يضعها على الهوامش، الآن لم يعد متاحا لكتّاب معاصرين هذا النوع من النشر، لم يعد هناك أحد يكتب أعماله بخط اليد، لم تعد هناك مسودات.

استطلعت "الدستور" آراء الكتاب والمبدعين حول الأمر٬ وهل يوافق الكاتب على هذه التجربة أي نشر مسودات ومخطوطات أعماله في صورتها الأولى بخط اليد دون تنقيح أو تدخل؟ وهل مازل هناك من يكتب بخط اليد أم بغيره٬ وغيرها.

وحول هذا الأمر قال الروائي إبراهيم فرغلي: "طبعا بالنسبة للغرب الفكرة ممكنة لأسباب عديدة منها استقرار المنهج التوثيقي والأرشيفي لديهم، والاهتمام بمتاحف الكتاب وجزء أساسي منها المخطوطات، وأظن أن الجامعات وأقسام دراسات الأدب هناك مهتمة جدا بهذا الموضوع، نحن فقراء جدا في هذا الجانب، وحتى الكتاب لا أعتقد أن الكثير منهم يهتم بالمسودات، على الأقل أنا واحد من هؤلاء".

وحول إن كان يوافق على هذه التجربة، أوضح فرغلي: "طبعا أنا بدأت الكتابة بالقلم، ولسنوات طويلة، يعني كتبت بالقلم مجموعتي القصصيتين الأولين، وأولى رواياتي (كهف الفراشات)، و(ابتسامات القديسين)، آخر ما أذكره عن هذا المخطوط أنني أهديتها للأستاذة سهير فهمي لتقرأها في دفتر كبير مجلد، بينما بدأت الكتابة على الكمبيوتر مع رواية (جنية في قارورة) بسبب ضياع المخطوط الأولى لرواية (أبناء الجبلاوي)، فأعدت كتابتها من الذاكرة ولكن بعد أن كتبت ونشرت (جنية في قارورة)".

وعن إمكانية نشر المخطوط يقول "فرغلى": "من حيث المبدأ ممكن، لكن الحقيقة أنني شخصيًا فقدت مسودات أعمالي التي كتبتها بخط اليد، وفي الأعمال القصصية الأولى أيضا كنت أقوم بإرسالها للكتابة على آلة كاتبة، ولم أعد أذكر أين ذهبت المخطوطات الأصلية".

وأضاف: "النسخة الأخيرة المنقحة المكتوبة بخط اليد عادة ما كنت أسلمها للناشر، وهو يتولى عملية تنضيد النص بمعرفته ثم أراجعها، وأحيانا كنت أذهب بها أنا لمكتب تنضيد وصف الحروف وأذهب به لدار النشر لتصحيحها وطباعتها".

ويرى "فرغلى" أن مجال مقارنة المسودات بالنسخ المطبوعة كان خصبا للنقد، ولكن مع الأسف لم يتم الاهتمام به أساسا، متابعًا: "في فرنسا هناك اهتمام كبير جدا بالمسودات الأولى للكتاب، وهناك أكثر من كتاب نشر دراسات عنها، لا أعتقد أن لدينا باحثين اهتموا بالأمر، لأنهم من يعول عليهم في البحث عن تلك المسودات إن وجدت والعمل عليها".

واستكمل: "طبعا الكتابة بالقلم كانت عملية مرهقة جدا لأنني كنت أجري التعديلات في مخطوطين متواليين يتم تنقيح النسخة الثانية تماما ووضع كافة التعديلات، بحيث يتم نسخ المخطوط النهائي بلا أخطاء أو شطب، لأنني لو احتجت لتعديل سطر أو كلمة أعيد كتابة النص بالكامل".

وتابع: "وبغض النظر عن سرعة عملية الكتابة والتصحيح على الكمبيوتر، لكن أعتقد ربما عملية الكتابة باليد كان لها علاقة بتوازن إيقاع التفكير مع سرعة الكتابة، لي الآن أكثر من نحو 14 عاما أكتب باستخدام الكمبيوتر، وساء خط يدي كثيرا خلال هذه السنوات كما ألاحظ الآن حين أجرب الكتابة بالقلم، ربما أيضا لأنني كنت أكتب النسخة النهائية لمخطوطاتي بهدوء بحيث يكون الخط واضحا، وهذا كان يضمن حدا أدنى أيضا من حسن الخط، لكن بشكل عام لا أعد خطي جميلا، لكن حتى مع المخطوطات التي يتم كتابتها على الكمبيوتر إذا مررتها إلى أصدقاء، فأقوم بطباعتها وتدوين الملاحظات والتصويبات على النسخة الورقية ثم منها أصحح النص بشكله النهائي، وللأسف لا أذكر أين قد توجد أي من مخطوطات كتبي التي كتبتها بخط اليد. كثرة التنقلات بالنسبة لي كانت دائما سببا لضياع أوراقي ومخطوطاتي غالبا".