رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

علاء عبدالعزيز: الكتابة على الأوراق لها مذاق آخر

علاء عبد العزيز
علاء عبد العزيز

قبل شهرين خصص الملحق الأدبي لصحيفة "لوفيجارو" ملفًا تمثل في نشر نوعية من الكتب باتت تحظى باهتمام القراء مؤخرًا، يتعلق الأمر بمخطوطات ومسودات بخط اليد، لدواوين شعرية وروايات شهيرة لكتّاب معروفين، تم طبعها في كتب كما وصلت مخطوطًا للناشر؛ هكذا يمنح المخطوط المسودة فرصة للقارئ لولوج العالم الإبداعي للمؤلف في حميمياته من خلال مسوداته الأولى، من خلال تنقيحاته وملاحظاته، وخطه وإمضائه، وأحيانًا الرسومات التي يضعها على الهوامش. الآن لم يعد متاحًا لكتّاب معاصرين هذا النوع من النشر، لم يعد هناك أحد يكتب أعماله بخط اليد، لم تعد هناك مسودات.

"الدستور" استطلعت آراء الكتاب والمبدعين حول الأمر٬ وهل يوافق الكاتب علي هذه التجربة أي نشر مسودات ومخطوطات أعماله في صورتها الأولي بخط اليد دون تنقيح أو تدخل؟ وهل ما زال هناك من يكتب بخط اليد أم بغيره؟ وغيرها.

وحول هذا الأمر قال الروائي علاء عبدالعزيز: لديّ مسودة رواية كاملة بخط اليد كتبتها في 2015.. أما بالنسبة لرأيي في ما تفعله الــ"لو فيجارو"، فالعالم الآن يحن إلي القديم البكر الذي لا يحتاج إلي تعرض الكاتب إلي موجات كهربائية ومغناطيسية تصيبه وتقلل من إبداعه إذا هجر الكتابة اليدوية إلي الكتابة الإلكترونية علي اللاب مباشرة..

فالكتابه علي الأوراق لها مذاق آخر لدي المبدع الذي يراقص الأوراق بقلمه٬ وعند التعانق تولد لحظات الإبداع. أحيانًا تقفز إلي ذهن الكاتب فكرة وهو يتأهب للنوم واحتفاظه بالقلم والأوراق بجانب سريره لا يكلفه شيئًا ليستطيع تسجيل فكرته في الحال دون التعرض لمزيد من الموجات الكهرومغناطيسية أو إحداث جلبة تحضير اللاب للكتابة فتطير فكرته وتتبخر.

عمومًا الكتابة الآن مثل وجبات زمانها الجاهزة لا تحتاج كثيرًا إلي فن طهي الكاتب الذي تجبره الأدوات الحديثة علي طلب إبداعات "الدليفري" الجاهزة والتي يطلبها الجميع فتتشابه الكتابات ولا توجد تفردات مختلفة يشار إليها بالبنان. والمشكلة هنا لا تكمن في قدرة الكاتب في مراجعة نفسه وكتاباته علي الأوراق وصور مخطوطاته، ولكن في شغل "الدليفري" المتوفر له علي النت والحصول عليه دون أي عناء يتكبده الكاتب لحظة الإبداع٬ وإن كان يمكن للكاتب أن يعدل ويرتب أفكاره ويمحو ويكتب ما يريده علي الكمبيوتر.