رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبوالغيط.. قائد مدرسة المواقف الحكيمة الرافض لسياسة الإخوان

أبوالغيط
أبوالغيط

يوصف السفير أحمد أبوالغيط، الأمين العام للجامعة العربية، بأنه صاحب المواقف الواضحة والمدافع دائمًا عن وطنه بالخارج والرافض للتدخل في شئونه، والداعم لوحدة الصف العربي في كل أوقات حياته الدبلوماسية المليئة بالزخم والحكمة، وكانت فترة إدارته الأولى خلال منصبه واعية وحكيمة، خاصة أنها شهدت مرحلة مليئة بالتحديات شهدتها المنطقة العربية.

واتسمت مواقف أبوالغيط بالصرامة حينما كان يشغل منصب وزير الخارجية المصري، فيما يتعلق بمحاولات الإدارات الأمريكية بالتدخل في الشئون الداخلية لمصر، ومن أبرز تصريحاته التي جاءت ردًا على المطالبات الأمريكية للنظام المصري بتطبيق إصلاحات فورية، ما قاله "من أن ذلك يعني فرض الإرادة الأمريكية على مصر"، ولوح بأن القوات المسلحة المصرية قد تضطر إلى التدخل في حال حدوث فوضى لاستعادة زمام الأمور.

كما كانت مواقف أبوالغيط واضحة أيضا عندما رد على المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، علي خامنئي بشأن ثورة يناير، وصرح وقتها بأن كلام خامنئي يكشف عن مكنون ما يجري في صدر النظام الإيراني من أحقاد تجاه مصر ومواقفها السياسية.

وحذر أيضًا في أثناء توليه منصب وزير الخارجية المصري طهران من التدخل في الشأن الداخلي لدول الخليج والعراق ولبنان، وحذر خلال تلك الفترة من استخدام طهران البلاد العربية كأوراق في تنافسها مع القوى الغربية.

وخلال توليه منصبه بالجامعة العربية، كان يميل أبوالغيط لتوخي الحيطة والحذر وانتقاء الكلمات بعناية زائدة، إلا أن استفزازات إيران في المنطقة العربية جعلته يتخذ موقفًا أكثر صرامة تجاه طهران.

وكان لأبوالغيط موقف واضح من الإخوان وضرورة محاربة الإرهاب واقتلاع جذوره من الدول العربية، وبدا من مذكراته التي كتبها بنفسه منذ عدة سنوات، أن جماعة الإخوان في مصر كانت جزءًا لا يتجزأ من اللعبة الأمريكية في مصر، وكانت العصا والجزرة في الوقت ذاته.

وأشاد به المحللون، الذين أكدوا أن أبوالغيط يعد مكسبًا للجامعة العربية، كون الرجل يمتلك علاقات حكيمة وهادئة ومتعددة الأطراف مع الجميع تؤهله لإدارة المواقف العربية باتزان ودون صدام مع أحد، فضلًا عن أن أبو الغيط يتمتع بوجهة نظر لا تخيب تجاه الكثير من القضايا العربية.

وبنظرة سريعة على خبرات أبوالغيط ومنشئه، فقد ولد في مصر الجديدة، وحصل على بكالوريوس تجارة من جامعة عين شمس عام 1964، والتحق بوزارة الخارجية المصرية منذ عام 1965، ليبدأ مشواره السياسي وبات يتدرج فى المناصب السياسية حتى منصبه الآن أمينًا عامًا لجامعة الدول العربية.

وعمل كملحق دبلوماسى بسفارة مصر فى قبرص منذ عام 1968 وحتى عام 1972، ومنذ عام 1972 ولمدة عامين شغل منصب عضو بمكتب مستشار رئيس الجمهورية للأمن القومى.

وفى عام 1974 شغل منصب سكرتير ثان وسكرتير أول بوفد مصر لدى الأمم المتحدة، وفى عام 1979 كان سكرتيرًا أول بمكتب وزير الخارجية، ليصبح فى 1980 مستشارًا سياسيًا بالسفارة المصرية فى موسكو.

كما شغل منصب سفير مصر لدى إيطاليا ومقدونيا وسان مارينو، وممثل مصر لدى منظمة الأغذية والزراعة في روما، فى الفترة من 1992 وحتى 1996، كما شغل منصب مندوب مصر لدى الأمم المتحدة عام 1999.

وشغل أبو الغيط منصب وزير خارجية مصر منذ يوليو 2004 حتى مارس 2011، حيث استمر في منصبه لفترة وجيزة بعد اندلاع ثورة 25 يناير وتنحي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وشغل أبو الغيط منصب أمين عام جامعة الدول العربية عام 2016 خلفًا لنبيل العربى.

ويعد أحمد أبوالغيط هو الأمين العام الثامن لجامعة الدول العربية والسابع مصريًا الذي تولى هذا المنصب منذ تأسيس جامعة الدول العربية عام 1945، حيث أصرت مصر على أن من يتولى منصب أمين الجامعة العربية يكون مصريًا، وبذلك شغل مصريون منصب الأمين العام باستثناء التونسي الشاذلي القليبي، الذي شغل المنصب عام 1979 بعد نقل مقر الجامعة إلى تونس بعد اتفاقات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، ولكن عادت الجامعة العربية إلى القاهرة عام 1990.