رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خالد خيرى: «قفشاتى» موهبة من الله.. لا أغضب من الانتقادات.. ومجهودى أكبر من معلق كرة القدم

خالد خيرى
خالد خيرى


«يا سلام يا وليد بإيد من حديد».. «اللى يشوط يشوط عندنا الأخطبوط».. «الطيار يتصدى باقتدار».. «وبجد بجد بنحبك يا كرة اليد».. بالتأكيد علقت فى ذهنك إحدى هذه العبارات المميزة، خلال متابعتك مباريات بطولة العالم لكرة اليد، خاصة التى يكون المنتخب الوطنى أحد طرفيها، لتحظى بمتعة تعليق غير مسبوقة، ولتسأل نفسك بشكل تلقائى: من هذا المعلق؟ إنه المعلق خالد خيرى، الذى يلفت إليه الأنظار ويكون مثار تعليقات المشاهدين، خلال تعليقه على مباريات بطولات اليد الكبرى، بصوته المميز و«قفشاته» الفريدة وخفه دمه أمام «الميكروفون». فى السطور التالية، تحاور «الدستور» خالد خيرى عن مسيرته مع التعليق، ورؤيته لدور الإعلام فى تطوير كرة اليد وزيادة شعبيتها، وتوقعاته لمنتخبنا الوطنى فى بطولة العالم التى تستضيفها مصر حاليًا.




■ كيف كانت بدايتك مع التعليق؟
- منذ صغرى تمنيت الالتحاق بكلية الإعلام، لكن بسبب ممارستى كرة اليد فى نادى النصر ثم السكة الحديد، لم أستطع التفرغ للدراسة بشكل كامل والحصول على مجموع كبير يؤهلنى لدخول كلية الإعلام، فقدمت فى الكلية الحربية، ووالدى أراد دخولى كلية الحقوق، لكن التنسيق جاء كلية الآداب، والتى التحقت بها وتحديدًا قسم «اليونانى واللاتينى». وقبيل انطلاق بطولة العالم لكرة اليد فى عام ١٩٩٨، فتحت إذاعة «الشباب والرياضة» باب اختبارات لمذيعين جدد، فتقدمت ونجحت وبدأت فى التعليق على مباريات البطولة، حتى مواجهات تحديد المراكز.
■ ما الذى حدث بعد ذلك؟
- بين عامى ١٩٩٩ و٢٠٠٠، علقت على مباريات محلية للإذاعة، ثم حصل التليفزيون المصرى على حقوق بث بطولة العالم ٢٠٠١، التى حصدنا فيها المركز الرابع، وتم اختيارى للتعليق، وأتذكر أن البعض وصفنى وقتها بأننى «معلق يخاطب الدرجة الثالثة». حرصت على تطوير قدراتى منذ ذلك الحين، وهو ما ظهر فى تعليقى على بطولة العالم ٢٠٠٣، التى سافرت من أجلها إلى البرتغال، وبطولة العالم للشباب ٢٠٠٥ فى المجر، والتى كانت «الشباب والرياضة» المصدر الوحيد لنقل أخبارها، بسبب عدم وجود بعثة إعلامية مع المنتخب، لذلك شكرنى أعضاء اتحاد اليد بعد عودتى.
■ متى بدأت مرحلة التعليق التليفزيونى؟
- فى عام ٢٠٠٨ تعاقدت معى قناة «مودرن سبورت»، للتعليق على الدورى المصرى، وبطولتى العالم للأندية، وإفريقيا للرجال، لأعمل معلقًا ومقدم برامج للمرة الأولى، وليصفنى البعض وقتها بـ«شلبوكا كرة اليد»، كتشبيه لى بالكابتن مدحت شلبى، وبعد فترة، تعاقدت معى «أون سبورت» للتعليق على بطولتى إفريقيا للأندية وكأس الأمم للمنتخبات.
■ لماذا لا نرى معلقين جددًا مميزين فى كرة اليد؟
- كرة القدم تعنى فلوس أكثر وشهرة أسرع بسبب شعبيتها الكبيرة، لذا يفضلها أغلبية المعلقين. كما أن هناك فجوة كبيرة فى الأجور بين معلق كرة القدم ونظيره فى كرة اليد، لسبب الشعبية ذاتها، على الرغم من أننى أرى أن كرة اليد تحتاج من المعلق لطاقة ٣٠٠٪ زيادة على كرة القدم، بسبب سرعة إيقاع المباراة طوال ٦٠ دقيقة. وكذلك فإن معلقى كرة اليد القدامى لا يبعثون رسالة للمعلقين الجدد تساعدهم على الاستمرار فى المجال، وتوجههم بأن يكون لكل منهم لون خاص به. وللعلم، تلقيت رسائل عديدة من متابعين عبر «السوشيال ميديا»، خلال الأيام الماضية، يطالبوننى فيها بالتعليق على مباريات كرة القدم، لكننى لا أفكر فى هذا الأمر.
■ كيف يمكن أن يسهم الإعلام فى زيادة جماهيرية كرة اليد؟
- لا بد من وضع خطة تسويق وتطوير للعبة كرة اليد من الناحية الإعلامية، عبر تقدير معلقيها ماديًا بشكل أفضل، لأن التعليق على لعبة غير مفهومة لبعض الجمهور مهمة صعبة، فأى شخص يعلم جيدًا قوانين كرة القدم، لأنها اللعبة الشعبية الأولى، لكن «اليد» لا يتابعها كثيرون، وبالتالى أنا ملزم خلال التعليق بوصف وشرح كل الحالات التحكيمية وقوانين اللعبة.
وفى هذا السياق، أوجه الشكر لمسئولى قناة «أون تايم سبورتس» على حقوق بث مونديال اليد، بعد أن حصلت من قبل على حقوق بث الدورى الأوروبى، ودورى أبطال أوروبا، لمتابعة لاعبينا المحترفين فى «القارة العجوز»، وما لا يعلمه كثيرون، أن هناك الآلاف لا ينامون من أجل إنجاح البطولة إعلاميًا.
■ هل تجهز «عبارات السجع» التى تقولها قبل المباراة؟
- لا أجهز أى عبارات قبل المباراة، فالله منحنى موهبة ارتجال «عبارات السجع» على الهواء دون أى تجهيز مسبق، وأرى أن القبول أهم من «خفة الدم»، وينبغى أن يكون المعلق لديه معلومات، ولا يقلد أى زميل آخر.
■ وماذا عن تعاملك مع الانتقادات؟
- لا أغضب منها إطلاقًا، فـ«السوشيال ميديا» مجال مفتوح، ووارد أن أتلقى إشادة من ١٠٠ شخص وانتقادًا من ٥٠، وهذا لا يغضبنى أبدًا.
■ هل تشعر بأن الأمر مختلف وأنت تعلق على مباريات دون جمهور؟
- بالطبع، فأنا أشعر بأننى أخاطب ١٠٠ مليون، بسبب عدم وجود جمهور فى الصالة، وأرى أننى أؤدى دور هذا الجمهور، لأن لاعبى منتخب مصر يشاهدون المباريات بتعليقى بعد نهايتها، وبالتالى يسمعون كل إشادة منى بهم على الهواء، ما يزيد من حماسهم.
■ ما المنتخبات التى لفتت نظرك فى البطولة.. وما توقعاتك لمنتخب مصر؟
- البطولة صعبة جدًا، خاصة من دور الـ٨، الذى أتمنى الوصول إليه، فى ظل وجود عدة منتخبات قوية، مثل أيسلندا والبرتغال اللذين أتيا لتحقيق إنجاز، إلى جانب النرويج وفرنسا، لذلك لا نستطيع توقع أين سيصل منتخب مصر فى البطولة.