روشتة طبية.. كيف يصمد مصابي كورونا أمام الاكتئاب النفسي؟
منذ شهرين تقريبًا أصيب محمد السيد، الرجل الستيني، بفيروس كورونا المستجد ولكنه لم يدر في البداية أنها أعراض "كوفيد-19"، تحكي نُهى ابنته "كان يعاني من المغص والإسهال والترجيع بشكل مستمر ولم ترتفع درجة حرارته أبدًا فلم نتخيل أنها كورونا وظل يتردد على عدة أطباء ولكن دون جدوى".
وقالت نُهى إنه في النهاية تم تشخصيه بكورونا بعد إجراء الأشعة المقطعية والتحايل المختلفة، مضيفة: "تفاجئنا بإصابتنا أنا وأختي كذلك بالفيروس".
وتابعت أنه خلال رحلة تعافي والدها والتي استلزمت الدخول إلى الرعاية المركزة لاستقرار حالته وحتى عودته إلى المنزل مرة أخرى أصيب بأعراض اكتئابية شديدة، مضيفة: "كان يبكي بشدة ويتذكر أخي الذي توفي منذ عامين ويتحدث أنه سيذهب إليه ولن يتركه وحيدًا، رغم أنه تماثل للشفاء وأصبحت حالته مستقرة، إلا أنه ظل في هذه الحالة ولم ندر لماذا وصلت به الحال إلى هذا الأمر".
كان عدة أطباء حذروا بالفعل من ظهور أعراض اكتئابية على مرضى فيروس كورونا المستجد أو المتعافين منه، مؤكدين ضرورة تقديم الدعم النفسي لهم حتى يتخطوا هذه الأزمة دون الدخول في مراحل اكتئابية تصل بيهم إلى صعوبات لا يمكن علاجها.
ومن هذا المنطلق تحدثت "الدستور" مع أطباء لتوضيح كيف يمكن تقديم الدعم النفسي لمرضى كورونا والمتعافين منه لتخطي الأزمة.
- لا يجب التعامل على أنه منبوذ
قال الدكتور محمد عبد الخالق، رئيس قسم المخ والأعصاب والطب النفسي بمستشفى كفر الشيخ، إن المصابين بفيروس كورونا المستجد أو المتعافين منه وظهر عليهم علامات اكتئابية واضحة لابد لهم أن يستشيروا الطبيب النفسي بصورة مباشرة لوصف العلاج المناسب له، مضيفا أن الفيروس أمر جديد علينا جميعًا وعلى العالم كله، والاعتماد على مضادات الاكتئاب أمر مهم للخروج من هذه الأزمة.
وأوضح عبدالخالق، أن التوجه للطبيب النفسي هو أسلم حل في هذه الحالة ولا يجب الاعتماد على وصفات الصيدلي فقط بل التوجه للمتخصصين للخروج الأمان، لأن الأعراض النفسية الاكتئابية تختلف من مريض لآخر ويختلف معها العلاج المناسب لها.
وأضاف أن أكثر ما يؤثر على المريض سلبًا هو إحساسه أنه شخص مُعدي وهو أمر بالغ الخطورة "يحس أن به مرض شاذ" ويتوارى من إخبار أنه مصاب بفيروس كورونا حتى لا يتعرض للنبذ، وفي هذه الحالة يأتي دور المجتمع لتقديم الدعم النفسي لمريض كورونا، متابعا: "أخذ الاحتياطات اللازمة وارتداء الكمامة وإتخاذ المسافة الآمنة لضمان سلامتهم وسلامة الطرف الآخر أمر لابد منه ولكن دون إيصال احساس للمريض أنه منبوذ".
- ممارسة الأنشطة لقضاء الوقت أثناء العزل
فيما قال الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي، إن الجمعية الأمريكية للطب النفسي لاحظت أنه مع انتشار الحالات المصابة بفيروس كورونا في الفترة الأخيرة أنها تدخل في مرحلة اكتئاب شديد، بدرجات مختلفة منها ذات درجة ضعيفة وأخر بدرجة متوسطة وهناك الأكثر حدة والتي تصل بالمريض إلى الانتحار، لذا كان من ضمن بروتوكول العلاج لكورونا مضادات الاكتئاب وتم أخذ موافقة من منظمة FDA عليها.
وأوضح فرويز، أنه يجب توفير الدعم النفسي للمريض من خلال الحديث معه من وراء العازل الموجود فيه أو من خلال الهاتف المحمول فالحديث معه بصورة مستمرة وعدم تجاهله عامل مهم في تخطيه لهذه الأزمة، كذلك توفير سُبل الراحة له وتوفير كتب أو أكلات أو موسيقى تكون مفضلة له.