رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد انتحار مصاب.. كيف توفر مستشفيات العزل الراحة النفسية للمرضى؟

مستشفيات العزل
مستشفيات العزل

منذ بداية انتشار جائحة كورونا في العالم في يناير من العام الماضي، حذر الأطباء النفسيين من التأثير السلبي للإصابة على المرضى والأطقم الطبية، وقدمت الأطقم الطبية الدعم النفسي للمرضى، معتبرين أنه جزء مهم من رحلة التعافي.

ولكن لم يتحمل بعض المرضى الآثار النفسية للإصابة، وسجلت مصر بعض حالات الانتحار، مما دفع الأمانة العامة للصحة النفسية للتواصل مع مستشفيات العزل والتأكيد عليهم لدعم الأطباء النفسيين.

"الدستور" تعرض في السطور التالية كيف دعمت مستشفيات العزل الصحة النفسية للمصابين.

لم يكن توفير العلاج المناسب لمصابي كورونا هو الهدف الوحيد الذي تسعى مستشفيات العزل لتطبيقه، ولكن الحفاظ على نفسية المرضى كان الأهم وهذا ما كانت تفعله مستشفى إسنا التي تم تخصصيها لعلاج مصابي كورونا منذ مارس الماضي.

وقال السيد شحات رئيس هيئة التمريض بالمستشفى: "هدفنا الأول في التعامل مع المرضى هو تنفيذ كامل رغباتهم وتوفير كل ما يحتاجون له من أكل وشرب وترفيه، حتى نخفف عنهم أوجاعهم ونرفع من روحهم المعنوية".

وتابع: "التمريض يتواجد باستمرار مع الحالات المصابة فنعمل 24 ساعة على تلبية احتياجاتهم وإعطائهم الأدوية في أوقاتها المحددة، موضحًا: "في بداية تحويل المستشفى إلى عزل صحي كان أغلب المرضى من الأجانب وكنا نلبي لهم كافة احتياجاتهم، قائلًا: "إحدى المرضى الأجانب طلبت مني خط تليفون مصري لتتواصل مع أهلها في الخارج وتطمئنهم على صحتها، وبالفعل لبيت لها رغبتها، وعندما حاولت دفع ثمن الخط لم أوافق، وعندما غادرت المستشفى إلى بلدها أرسلت لنا رسالة شكر على حسن التعامل معها".

انتحار مصابي كورونا
وقعت عدة حوادث انتحار لمصابي كورونا الذين لم يتحملوا الضغط النفسي للإصابة كان آخرها أمس عندما ألقى عامل بنفسه من الطابق الثاني بمستشفى حميات أشمون، بعد تأكد إصابته بالفيروس، وكانت هذه هي الحادثة الثانية في نفس الشهر، بعد أن ألقى مواطن 59 سنة، مقيم بقرية سنتماى دائرة مركز ميت غمر، ومصابا بكورونا بنفسه من نافذة غرفة بمستشفى ميت غمر العام في بداية يناير الجاري، مما أدى إلى إصابته بكسر في عظام الجمجمة ووفاته في الحال، وفي مايو الماضي ألقى مصاب بكورونا بنفسه من شباك غرفته في مستشفى الصدر بالعباسية.

وكثفت الأمانة العامة للصحة النفسية تحركاتها لعدم تكرار الواقعة، وتم التواصل مع جميع مستشفيات العزل على مستوى الجمهورية والتأكيد عليهم بسرعة التواصل مع الطبيب النفسي المتواجد بالمحافظة للمرور واستدعائه في أي وقت حالة وجود شكوك في السلامة النفسية لأي من المصابين، وتم توزيع قائمة بأرقام الأطباء النفسيين على مديري المستشفيات لتيسير التوصل فيما بينهم.

وتقديم الدعم النفسي لثلاث فئات (حالات الإصابة بفيروس كورونا، الفرق العلاجية، فئات المجتمع المختلفة)، وتم التواصل المباشر مع مديري مستشفيات الحجر الصحي للوقوف على احتياجات الفرق العلاجية للدعم النفسي وأيضا مجموعة من الرسائل ومقاطع الفيديو التوعوية على صفحة الفيس بوك الخاصة بالأمانة العامة للصحة النفسية علاج الإدمان.

متعافي: حالتي النفسية كانت هدف الأطباء الأول
قال جمعة حسين متعافي من فيروس كورونا إن الحفاظ على حالته النفسية طوال فترة تواجده في مستشفى العزل كان الهدف الأول للأطباء هناك، وأوضح: "دخلت المستشفى وحالتي النفسية أسوأ من وضعي الصحي، ولكنني من الوهلة الأولى وجدت حفاوة في الاستقبال والتعامل بود شديد من قبل جميع الأطباء والممرضين.

وتابع: "شاهدت هذه المعاملة الرائعة ارتحت نفسيًا، وشعرت أن كل الوجع الذي أشعر به لم يعد موجودًا، موضحا طوال فترة إقامتي بالمستشفى شعرت بأنني وسط أسرتي.

وعن أفضل المواقف التي حصلت معه قال: "مديرة المستشفى قامت بزيارتي وتشجيعي وحثي على الطعام حتى أنهض لأسرتي".

مبادرة الأطباء النفسيين للدعم
في إبريل الماضي، دشن أطباء نفسيون مبادرة افتراضية لتقديم دعم نفسي لأطباء مستشفيات الحجر الصحي والحميات، للتخفيف من آلام وإرهاق عمليات مواجهة الفيروس. عبر جلسات علاجية تقدم أون لاين بواسطة أطباء نفسيين متطوعين.

وتهدف المبادرة إلى تقديم جميع أشكال الدعم النفسي لمن يحتاجه من الأطباء وأطقم التمريض الذين يعملون في مستشفيات العزل الصحي والحميات وجميع المستشفيات والمنشآت الصحية التي تتعامل مع حالات فيروس كورونا المستجد عبر التواصل المباشر على موقع المبادرة الدعم النفسي للطواقم الطبية، الذي تم تدشينه خصيصًا لهذا الأمر.

ولطمأنة الأطباء الذين يحتاجون إلى دعم نفسي، نُشرت قائمة بأسماء الأطباء والاختصاصيين النفسيين المتطوعين في البرنامج، ومؤهلاتهم العلمية وملخص سيرهم المهنية، والمواعيد التي خصصوها من وقتهم لتلقي اتصالات زملائهم الذين يحتاجون إلى استشارات نفسية أو جلسات علاج، ويختار طالب الخدمة اسم الطبيب الذي يود التواصل معه من القوائم المنشورة على الموقع الإلكتروني أو صفحة المبادرة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ويتواصل معه مباشرة، وتستغرق جلسة العلاج 45 دقيقة، عبر خاصية الفيديو بالموقع الإلكتروني.