رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبير أمنى: دعم أردوغان للإخوان أضر باقتصاد وسمعة بلاده

أردوغان
أردوغان

قال المحلل والخبير بالأمن القومي ومكافحة الإرهاب، عجمال سهيل، أن سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخارجية، المتمثلة في طموحاته العدوانية ودعمه لجماعة "الإخوان" الإرهابية، أوقعت تركيا في عزلة كبيرة وسط حلفائها الأوروبيين كما أنها اضرت كثيرا باقتصاد البلاد.

وأضاف سهيل، في تقرير على موقع "مودرن دبلوماسي" الأوروبي المتخصص في تناول ملفات السياسة الدولية، أن أنقرة تشهد وضعا اقتصاديا سيئا للغاية نهايته الفقر والكساد، حيث فقدت الليرة التركية قيمتها وارتفعت معدلات التضخم من 8% إلى 17% على مدار عام 2020، بحسب بيانات المعهد الوطني للإحصاء "Tüik".

وأشار "سهيل"، العضو بالحزب الديمقراطي المسيحي الألماني "CDU"، إلى أن المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها أنقرة ليست فقط بسبب السياسات النقدية والإجراءات المالية التي اتخذتها الحكومة على مدار سنوات طويلة، بل إن سياسات أردوغان الخارجية ومقامراته العسكرية، فضلا عن سياسته الداخلية ذات الدوافع السياسية، كان لها تأثير كبير في الركود الاقتصادي الذي تشهده البلاد الآن.

وتابع أن معدلات التضخم في البلاد زادت بنسبة 14.6% منذ عام 2020 حتى وصلت إلى 17.84٪ مقارنة بعام 2019، مما تسبب في زيادة نسب البطالة وفقدان الأتراك اعتمادهم على الليرة ولجوئهم إلى شراء العملات الأجنبية أو الذهب، ما أدى إلى ضعف فرص الاستثمار في البلاد وتقليل الإنفاق المالي وتدفق رأس المال، مشيرا إلى أن هذا الوضع مصيره في النهاية هو الفقر والكساد العام.

وأوضح المحلل الأمني أن سياسات أردوغان الإمبريالية ومغامراته الخارجية أثارت أيضا ردود فعل عنيفة وغاضبة بين معظم دول الأتحاد الأوروبي، سعت على إثرها إلى النأي بنفسها عن تركيا، واتجاهها لفرض عقوبات عليها بسبب ممارساتها العدائية في شرق البحر المتوسط، كما أن استحواذ تركيا على نظام الصواريخ S-400 من روسيا لم يثر غضب حليفتها التقليدية الولايات المتحدة فحسب، بل أزعج أيضًا حلفاءها داخل حلف الناتو.

ونوه "سهيل" إلى أن الدعم المالي والعسكري الذي تقدمه أنقرة للجماعات الإرهابية والمتطرفة، وأبرزها جماعة الإخوان، فضلا عن تدريبها وإرسالها للمرتزقة والجنود المسلحين والدفع بهم للتدخل في نزاعات المنطقة، أدى بدوره إلى نتائج عكسية، وخلق "شرخًا عميقا" بين أنقرة والرياض وحلفائها، تطورت إلى شعور أردوغان بعزلة سياسية وعسكرية واقتصادية في جميع أنحاء البلاد.

واختتم الخبير الأمني تقريره "الاقتصاد التركي المتدهور لا يستطيع تحمل عبء حلم الإمبراطورية العثمانية الجديدة والأصولية الإسلامية القومية، وكذلك الإرهاب العابر للحدود الذي يسعى أردوغان لنشره في العالم".