«ملكة الليل».. ألقاب أنجيلا ميركل بعد 15 عامًا من الحكم
بكل شغف وحكمة وصبر وحب للمهنة استكملت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التى تبلغ من العمر 66 عامًا، 15 عامًا متواصلة بالسلطة، حيث وصفها الإعلام بالمرأة الحديدية وصنفتها مجلة «فوربس»الأمريكية بالسيدة الأقوى في العالم، ليس لأنها أول امرأة تحكم جمهورية ألمانية الاتحادية بل أنها صنعت التاريخ، واتخذت اجراءات قوية وقرارات جعلت ألمانيا ضمن الدول التى تحتل الريادة.
اتخذت قرارات قوية مثل إلغاء التجنيد الإجباري، استقبال مليون لاجئ، في أزمة اللاجئين في عام 2015، وإنهاء اعتماد بلادها على الطاقة النووية، ومن المعروف أنها تدرس الشخصيات قبل الجلوس معهم، وتجمع كافة المعلومات الخاصة بهم، كما إنها تتبع الأسلوب العلمي في التفكير فهي استاذة الفيزياء ودائمًا ما تربط السبب بالنتيجة، وتتساءل قبل اتخاذ القرارات ماذا يحدث لو فضلت هذا الخيار على ذلك؟.
تمتلك ميركل رحلة صعود سياسية استثنائية بدأت من توليها وزيرة البيئة عام 1997، ومن ثم انتخابها في عام 1998،أمين عام للحزب الديمقراطي المسيحي، قبل أن تتولى رئاسة الحزب بعد أربع سنوات فقط من هذا التاريخ.
وعام 2005 استطاعت ميركل الحاصلة على دكتوراة في الفيزياء أن تنهي سيطرة الاشتراكيين على الحكومة، بعد أن هزمت الحزب الاشتراكي الديمقراطي "يسار وسط" برئاسة المستشار آنذاك جيرهارد شرودر، وأصبحت أول مستشارة في تاريخ البلاد.
ملكة الليل والموسيقى واستمرارًا لقوة ميركل حصدت على لقب «ملكة الليل» لأنها تستطيع أن تعمل في وقت متأخر من الليل دون تأثير صحتها الذهنية والعقلية، كما أنها تعقد الاجتماعات في المساء أيضًا، كما تعشق أنجيلا الموسيقى الكلاسيكية كما أنها من عادتها الذهاب للأوبرا، كما تتعامل مع الجاليات العربية بكل احترام، حيث أطلق السوريون عليها «ماما ميركل» بقرارها فتح الأبواب لمليون لاجئ لدخول البلاد معظمهم من سوريا والعراق.
أزمة كورونا على الرغم من أنها في ديسمبر 2018 أنهت رحلتها مع السياسة بنهاية الفترة التشريعية الحالية في خريف 2021، إلا أنها قامت بكل ما بها من مجهود للوقوف بجانب الدولة في أحلك الظروف وهى انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد -19"، وكانت ألمانيا من بين الدول التى استطاعت بقدر كبير السيطرة على الأزمة حتى هذه اللحظة.
نهاية الرحلة
وتنتهي ولاية ميركل الحالية خريف 2021 لذا تحلم المستشارة الألمانية برحلة تقاعد في كافة أنحاء الولايات المتحدة برفقة زوجها دون ايا اجراءات رسمية ولا حراسات ولا لقاءات عمل ليلية وذلك وفقًا لما قاله توماس دي ميزيير الذي رافق ميركل لمدة 22 عامًا بالحزب الديمقراطي المسيحي.
