رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

للمرة الثانية.. قطر تشكو البحرين في مجلس الأمن رغم جهود المصالحة

جريدة الدستور

تواصل الدوحة استفزازها لمملكة البحرين، بينما تخطو دول الخليج نحو إنهاء الأزمة المستمرة مع قطر منذ أكثر من 3 سنوات، والعمل على إعادة اللحمة الخليجية، وذلك بعد إبلاغ قطر لمجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة عن مزاعم بشأن قيام زوارق بحرية عسكرية بحرينية باختراق مياهها الإقليمية يوم الأربعاء الموافق 25 نوفمبر 2020.

جاء ذلك في رسالة وجهتها السفيرة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، إلى السفير جيري ماتجيلا، المندوب الدائم لجنوب إفريقيا رئيس مجلس الأمن الدولي لهذا الشهر، وإلى أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة.

وزعمت الرسالة القطرية دخول الزوارق العسكرية التابعة للبحرين إلى المياه الإقليمية لدولة قطر بشكل غير قانوني وبدون تصريح، فيما طالبت الأمم المتحدة باتخاذ ما يلزم.

لم تكن هذه الرسالة الأولى التي تثير قطر من خلالها مزيدًا من التصعيد ضد دول الرباعي العربي، في الوقت الذي أعربت فيه دول المقاطعة عن نيتها لإنهاء الخلاف الناشب مع الدوحة منذ الخامس من يونيو 2017.

ففي أواخر ديسمبر الماضي، أبلغت قطر مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة عن مزاعم بشأن «خروقات جوية من قبل أربع طائرات مقاتلة بحرينية اخترقت الأجواء القطرية في يوم الأربعاء الموافق 9 ديسمبر 2020»، الأمر الذي أثار حفيظة الحكومة البحرينية، ما دفعها إلى توجيه رسالة أخرى إلى مجلس الأمن ردًا على ادعاءات قطر.

وفي 26 ديسمبر، قالت مملكة البحرين إن الادعاءات القطرية الباطلة بشأن قيام أربع طائرات مقاتلة بحرينية باختراق الأجواء القطرية يوم الأربعاء الموافق 9 ديسمبر 2020، أمر مؤسف وعار من الصحة ولا يمت للحقيقة بصلة.

ووجه المندوب الدائم لمملكة البحرين لدى الأمم المتحدة، السفير جمال فارس الرويعي، رسالة إلى كل من رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة أوضح خلالها أن «ادعاءات دولة قطر الباطلة هي، وللأسف، جزء من التحريف المستمر والمتصاعد الذي تمارسه دولة قطر بهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وبالتالي تفاقم التوترات الإقليمية، حيث توضح مثل هذه التصرفات عدم المصداقية والتناقض، وتتنافى مع مبادئ حسن الجوار التي نصت عليها المواثيق الدولية التي تدّعي دولة قطر الالتزام بها».

وشددت مملكة البحرين على أنه على الرغم من الادعاءات والاتهامات المغلوطة التي تطلقها دولة قطر جزافًا لصرف أنظار المجتمع الدولي عن سلوكها المؤسف، فإن مملكة البحرين، في التزامها الراسخ بميثاق الأمم المتحدة، ستواصل السعي جاهدةً لإيجاد حلول سلمية وفقًا للمواثيق والأعراف الدولية ومبادئ حسن الجوار، وذلك حرصًا منها على سلامة واستقرار المنطقة.

وتأتي شكوى قطر ضد مملكة البحرين- وهي الثانية من نوعها في أقل من شهر- منافية لجهود المصالحة الخليجية التي تدعو إلى التهدئة بين أطراف الأزمة الناشبة منذ أكثر من 3 سنوات، الأمر الذي قد يعيق أي اتفاق يمكن التوصل إليه بين الدوحة ودول الرباعي العربي، لاسيما قبل أيام من انعقاد القمة الخليجية المرتقبة بمدينة العلا بالمملكة العربية السعودية في الخامس من يناير الجاري.

وأكد مجلس الوزراء البحريني، في بيان سابق، أهمية التفاوض الثنائي المباشر مع دولة قطر للوصول إلى اتفاق بشأن استمرارية السماح للصيادين بالبلدين من ممارسة نشاطهم وفق ما هو متعارف عليه منذ عقود، وبما يعود بالخير على مواطني البلدين ويعزز من التعاون الخليجي.

كما جاءت شكوى قطر المقدمة في مجلس الأمن ضد مملكة البحرين، في الوقت الذي تسعى فيه الأخيرة إلى مبادرة جديدة للحد من الانتهاكات القطرية بعد اعتراضها المتكرر لزوارق البحَّارة والصيادين البحرينيين بالمياه الإقليمية في الخليج.