رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«زمن العرافات»..هل اتجه المصريون للتنجيم بسبب كورونا؟

التنجيم
التنجيم

انتحار، زواج، طلاق، نجاح، فشل، كوارث، أقوال وتنبؤات لعدد من العرافات وخبراء الفلك، اللاتي تحرص وسائل الإعلام على استضافتهن مع بداية كل عام، لتتهافت الناس من أجل الإطلاع على تلك التنبؤات، لهفة وشغفًا لقراءة الغيب، ومن ثم التفاؤل أو التشاؤم، ويضاف مؤخرًا إلى هذه الوسائل التي يدعى عن طريقها قراءة الغيب، ما يسمى بأوراق التاروت، والتي أصبح لها خبرائها وجمهورها أيضًا.

ولعل اهتمام العالم بالعرافات هذا العام أكثر من غيره يرجع إلى أقوال العرافة البلغارية "بابا فانجا" التي اشتهرت باسم العرافة العمياء، امرأة عجوز من بلغاريا وُلدت فاقدة البصر، ورُغم وفاتها عام 1997، إلا أنها سجلت توقعاتها حتى عام 2030، واعتبر العالم هذه العرافة قديسة خارقة، بعد أن تحقق عدد من توقعاتها على مدار السنوات السابقة، من عمليات إرهابية وكوارث طبيعية.

سلسلة من الأحداث توقعتها العرافة العمياء، تحققت حتى بعد وفاتها لعل أخطرها أحداث 11 سبتمبر عام 2001، كذلك كارثة تسونامي الذي ضرب اليابان في 2004، بالإضافة إلى وصول دونالد ترامب للرئاسة الأمريكية، كما كان التوقع الأكثر جدلًا مؤخرًا هو انتشار فيروس كورونا والتي قالت عنه: "مرض خطير سيكتسح العالم عام 2020".

ومؤخرًا نشرت بعض توقعات العرافة البلغارية عن عام 2021 مثل نهاية قارة أوروبا، اغتيال الرئيس الروس، إصابة ترامب بمرض غامض، فهل أصبح العالم يعتمد حاليًا بعد ظهور كورونا على العرافات، وهل الوباء قراءة الطالع المتحكم في اتجاهات وعواطف الأشخاص؟، "الدستور" ستجيب في التقرير التالي:

سميرة ابراهيم 36 عامًا، تقول: "أؤمن بالأبراج، أرى أنها علم، ولا يتنافى ذلك مع إيماني بقضاء الله وقدره، موضحة أنها تؤمن أكثر بالصفات التي يتسم بها كل برج، والتي يشرحها علماء الفلك، أما التوقعات اليومية فهي تقرأها وتطلع عليها من باب التسلية، كذلك قراءات أوراق التاروت التي تتابعها مؤخرًا من خلال بعض الفيديوهات على الإنترنت.

جدير بالذكر أن أوراق التاروت مجموعة من الصور الرمزية التي لها دلالات يستخدمها العراف ليقرأ منها قصة حياة الشخص المستهدف، يقرأ طالعه (حسب ما يزعم) اعتمادًا على ما تأتي به الأوراق وطريقة ترتيبها، ويرى البعض أن دراسة التاروت يزيد من غموضه لاختلاف الآراء في تحديد معاني رموزه ولاختلاف طرق العمل به.

كما أن أوراق التاروت مؤلفة من 78 ورقة منها واحدًا وعشرين ورقة رابحة وورقة خاصة تُدعى "المهرج يمثل كل منها جانبًا من تجارب الانسان في العالم المحيط به واتصاله وتفاعله مع بيئته، وكل ورقة تحمل صورة رمزية ورقم، للرقم معان فى علم الارقام أما الصور فلها معان وتفسيرات خاصة مستمدة من علم التنجيم (أو الفلك كما يفضل أن يسميه العرافون)، وتنقسم إلى مجموعتين، الأولى تضم 56 ورقة وتسمى السر الاصغر، والثانية تضم 22 ورقة وتسمى السر الأعظم، ولهذه الأوراق ترتيب معين يمكن للملمين بالتاروت أن يجدوا فيها قصة كاملة، ويختلف البعض في نشأتها فيما كانت صينية أو هندية.

وأعربت مها سمير تعمل في إحدى شركات التأمين عن دهشتها من اهتمام كثيرين بالاستماع لما يتنبأ به خبراء الأبراج وبعض "العرافات"، مضيفة أنه أصبح يٌسلط عليهم بشكل كبير، وتأخذ توقعاتهم قدرًا كبيرًا من الاهتمام غير المفهوم، مؤكدة أن تلك التوقعات "كذب المنجمون بعينه".

وتساءلت: هل يعلم الغيب إلا الله؟، وتجيب: "بيمشوا ورا كلامهم كتير والعكس بيحصل".

وأكدت فاطمة فهمي أنها تؤمن بالأبراج الفلكية، بل تتفاءل وتتشاءم حسب توقعات برجها من خلال إطلاعها عليه عبر الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي، وسمعت أن عقاب الإطلاع على هذه التنبؤات، يحرم الشخص لمدة 40 يومًا من ثواب الصلاة، ومنذ ذلك الوقت قررت قطع تلك العادة بشكل نهائى.

وقال الشيخ أحمد عبدالرحمن إمام وخطيب مسجد الفردوس ببنها: لا يعلم الغيب إلا الله وحده عز وجل، وأقاويل الأبراج ما هي إلا خرافات، لا ينبغي للمسلم أن يصدقها أو يؤمن بها.

وأضاف أن العقيدة الإسلامية الصحيحة أقرت أنه لا يعلم الغيب إلا الله فهوعالم الغيب والشهادة، مستشهدا بقوله تعالى: "إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما فى الأرحام، وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأى أرض تموت".

وأشار إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم حذر من الذهاب إلى العرافين، فقال من ذهب إلى من يدعى علم الغيب فصدقه فقد كفر بما أنزل على "محمد".

واستطرد الشيخ: يكفى أن الله قال لرسوله فى القرآن "قل لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء"، مما يدل على عدم جدوى اللهث وراء العرافات اللاتي إذا كن يعلمن السوء لكن دفعوه عن الشخص، بل وعن أنفسهم كذلك.