رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كاتب ألمانى يكشف كيف كان السادات ملهما لـ كارتر

السادات
السادات

في كتاب "السادات..شميت - حوار الأزمات" لكارل جوزيف كوشيل، وترجمة دكتور محمود عبد الله النزلاوي، يؤكد الكاتب أن رحلة هيلموت شميت، المستشار الاألماني الأسبق، مع الرئيس الراحل أنور السادات، لم تُنس حيث سلمه فيها المصري المسلم إرثه.

ويقول المؤلف فى كتابه: "إذا لم تكن الدول وساستها المدفعون بالمصالح، بل وغالبا ما أعمتهم المصالح، المتصفون بالغوغائية وبث الكراهية، إذا لم يكن هؤلاء قادرين على السلام فإن هذا السلام يجب أن يأتي من ممثلي الأديان ويجب عليهم نشره بين الناس".

يصور المؤلف كارل جوزيف كوشيل السادات ممثلا للدين الإسلامي بوصفه صاحب إرث ثقافي ودينى يدعم وجهة نظره في تحقيق السلام بمفهومه الواسع، ويشير إلى أن السادات "فتح أعين هيلموت شميت على حقيقة أن هذا ليس بالضرورة مجرد تمن، وأن الأديان التوحيدية الإبراهيمية العظيمة الثلاثة لديها بالفعل أرضية مشتركة من حيث مصدر كتبها المقدسة".

ويلفت إلى أن أرث السادات الديني لعب دورا مهما في كامب ديفيد، لأن الأشخاص الرئيسيين الثلاثة كان للدين دور مهم عندهم، "جيمي كارتر"، المعمد المسيحي المتدين والواعظ العامي، ثم اليهودى الأرثوذكسي "مناحم بيجن"، و"السادات" الملتزم بالقرآن.

ويضيف المؤلف: لا سيما أن اليهودي الأرثوذكسي كان يستنمد سياسته الإقليمية من التوراة مباشرة ومن "إرادة الله" الكامنة فيها وقد شهد كارتر هذا بشكل واضح.

ويلفت المؤلف إلى أن السادات كان مختلفا ويشهد على ذلك "جيمي كارتر"، و"وهيلموت شيمت"، ذلك لأن السادات تحدث في مناقشاته حول الصراعات الدينية في "كامب ديفيد" عن "أخوة العرب واليهود" لأنهم أبناء إبراهيم، وكانت هذه الإشارة إلى الأبوة التى دفعت كارتر إلى إعادة قراءة القصة التوراتية القديمة لـ"إبراهيم" وأحفاده، وللنظر في قصتهم للمرة الأولى من منظور يهودي ومسيحى وعربي.

ويشير إلى أن لقاء السادات بكارتر في كامب ديفيد "دفعه إلى دراسة القرآن للمرة الأولى قبل المؤتمر، ولم يكن الأمر مع "هيلموت شميت" مختلفا.

يقول كارتر حرفيا: "كان السادات رجلا شديد التدين مثل بيجن، وفي محل إقامتنا الخاصة وخلال جولاتنا الصباحية المبكرة في كامب ديفيد، كان السادات يناقش معتقداته الإسلامية الخاصة، وكان سعيدًا بالإجابة عن أسئلتي الكثيرة، كنت قد درست القرآن لفترة وجيزة استعدادا للمناقشات حول السلام في الشرق الأوسط، مما جعل محادثاتي مع السادات أكثر فائدة، لكنه كان يعرف الكثير عن اليهودية والمسيحية أكثر مما كنت أعرف أنا عن دينه".