رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أطباء يكشفون كيفية التفرقة بين الإنفلونزا والإصابة بـ«كورونا»

جريدة الدستور



منذ بداية أزمة جائحة فيروس كورونا يدور الجدل، على مواقع التواصل الاجتماعى، حول التفرقة بينه وبين دور الإنفلونزا العادية، لتشابه الأعراض بينهما، ما جعل كثيرين من المرضى يتورطون فى تناول بروتوكولات علاج «كوفيد- ١٩» دون أن يكونوا مصابين بالفيروس، ودفع آخرين يعتقدون أنهم مرضى بـ«دور برد عادى»، للتهاون حتى تفاقمت عليهم الأعراض. وفى السطور التالية، يستعرض عدد من الأطباء المتخصصين، لـ«الدستور»، الفروق بين فيروسى الإنفلونزا و«كورونا»، والأعراض التى تفصل بينهما، والتى يمكن الاستناد إليها لحسم نوع الإصابة وتوضيح أى بروتوكولات العلاج التى يجب أن يتناولها المريض. ووجه الأطباء عددًا من النصائح والتوصيات للمرضى ليستطيعوا التفرقة بين المرضين، وعدم الانجرار وراء البروتوكولات العلاجية المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى، إلى جانب الاهتمام برفع المناعة عبر تناول الوجبات الغذائية الصحية وغيرها من التفاصيل.


خالد زمزم: الاحتقان وتورم العينين والطفح الجلدى أعراض أساسية لـ«كوفيد- 19»

قال الدكتور خالد زمزم، أستاذ الأمراض الصدرية بالأكاديمية العسكرية المستشار الطبى بمجلس النواب، إن العلم والطب يفرضان على مريض الإنفلونزا العزل لمدة معينة للحفاظ على مناعته ومناعة المحتكين به، بعيدًا عن الفروق بين الفيروسين من ناحية الأعراض.
وأشار إلى أن اللغط الحادث بين دورى الإنفلونزا و«كورونا» أمر طبيعى بسبب التشابه الكبير بين الفيروسين، لكن هناك علامات يجب ملاحظتها تحسم الأمر قبل البدء فى العلاج ببروتوكول «كورونا» الشائع فى الوقت الحالى.
وأضاف أن جميع أطباء الصدر ينصحون مريض الإنفلونزا الموسمية بعزل نفسه فى الأيام الخمسة الأولى مع ملاحظة تطور الأعراض، لأنه من الممكن أن تتطور إلى التهاب رئوى وهو مرض خطير مثل «كورونا»، لافتًا إلى أن الموجة الثانية للوباء، التى نحن بصددها حاليًا، غالبًا ما ستظهر فيها أمراض معوية بجانب الفيروسية وتؤدى إلى احتقان وتورم فى العينين وطفح جلدى وهى أعراض رئيسية.
وواصل: «فقدان الشم والتذوق عرض اعتاد عليه الكثير من مرضى الجهاز التنفسى طيلة حياتهم لتأثر اللعاب والغدد الصماء بانتقال الفيروس إليها، لكن قبل التيقن من الإصابة بكورونا من عدمها، يجب على المصاب تناول مجموعة دواء البرد كاملة وعزل نفسه بشكل أساسى فى المنزل تحسبًا أن يكون مصابًا بكورونا دون أن يعلم».
وتابع زمزم: «تتكون مجموعة علاج الإنفلونزا من عقاقير بها باراستامول، ومضادات للحساسية كالكلاريتين ومضاد حيوى يمنع تكاثر البكتيريا المصاحبة للإنفلونزا وهى تشبه إلى حد كبير أدوية بروتوكول العلاج الخاصة بكورونا، ولا يشترط فيها الاريثرومايسين»، مشددًا على «أى مضاد حيوى متاح يفى بالغرض، وكذلك الزنك وڤيتامين سى لتقوية المناعة حتى قبل الإصابة».
وحذر من اتباع أى بروتوكول علاج متداول دون استشارة طبيب والخضوع لعلاجه، مبينًا أن بروتوكول علاج «كورونا» يصاحبه إجراء مسحة أو أشعة صدر وتحاليل CBC، لمعرفة إن كان مصابًا به، من عدمه.
وقال: «تعاطى أى علاج من الممكن أن يقلل نسب الأكسجين فى الدم وهو العرض الذى تسبب فى إشغال أسرة العناية المركزة وأجهزة التنفس الصناعى، ما تسبب فى زيادة الوفيات، فلا بد من أن تسير الأمور الطبية كلها تحت إشراف طبيب».

أحمد عبدالحفيظ: فقدان حاستى التذوق والشم عامل حاسم بين الاثنين
ذكر الدكتور أحمد عبدالحفيظ، أستاذ الأمراض الفيروسية بجامعة أكسفورد البريطانية، أن فيروس كورونا أقل انتشارًا من فيروس الإنفلونزا الموسمية، ورغم ذلك فهو أشد فتكًا بالمرضى، لافتًا إلى أن الفيروسين، مثل كل الفيروسات التنفسية، ينتشران عن طريق الرذاذ.
وأضاف «عبدالحفيظ» أن العدوى تنتقل إذا وصل الرذاذ إلى الشخص السليم، عن طريق التحدث معه أو العطس بالقرب منه أو لمس أسطح ملوثة، مؤكدًا ضرورة أن يعزل المصاب نفسه حتى لا ينقل العدوى بين المواطنين.
ونوه بأن أعراض كورونا والإنفلونزا الموسمية، تتضمن: الحُمَّى والسعال وضيق النفس وانسداد أو احتقان الحلق وآلام العضلات والصداع والغثيان أو القىء، موضحًا أن كل فيروس منهما يمكن أن يتسبب فى مضاعفات خطيرة، مثل الالتهاب الرئوى ومتلازمة الضائقة التنفسية الحادة وفشل الأعضاء والنوبات القلبية والتهاب القلب أو الدماغ والسكتة الدماغية والوفاة التى تعتبر واردة دومًا، والتفريق بينهما يستلزم إجراء فحص الـPCR.
وتابع: «من الممكن أن يتعافى معظم المصابين بالإنفلونزا أو من لديهم أعراض خفيفة لفيروس كورونا المستجد فى المنزل، من خلال الراحة وشرب السوائل، لكن بعض الأشخاص تتدهور حالتهم بصورة خطيرة، ويحتاجون إلى البقاء فى المُستشفى لوضعهم تحت الملاحظة وأجهزة التنفس الصناعى».
وقال إن أعراض الإصابة بكورونا تتضمن فقدان التذوق أو الشم، وتظهر الأعراض بشكل عام بعد يومين إلى ١٤ يومًا من الإصابة، بينما تظهر أعراض الإنفلونزا الموسمية عادةً بعد يوم إلى أربعة أيام من الإصابة.
وأضاف: «أصيب حتى الآن أكثر من ١٩ مليون شخص بكوفيد- ١٩ فى الولايات المتحدة، وتوفى أكثر من ٣٠٠ ألف شخص بسببه، بينما أصيب بالإنفلونزا الموسمية خلال نفس العام ٣٨ مليون شخص، وتوفى حوالى ٢٢ ألف شخص بسببها».
ونصح «عبدالحفيظ» المواطنين بالحصول على لقاح الإنفلونزا السنوى للوقاية من الإصابة بها، لافتًا إلى أن هذا اللقاح يساعد المناعة على مواجهة الفيروسات التنفسية لفترة طويلة، وهو يتوافر على شكل حقنة أو بخاخ أنفى.

كريم السويدى: قشعريرة الجسد وارتفاع الحرارة أساسيات فى الوباء
أكد الدكتور كريم السويدى، أستاذ الفيروسات بجامعة الزقازيق، أن أعراض فيروس كورونا تتشابه مع الإنفلونزا العادية، لذا فإنه يجب البقاء فى المنزل فترة من الوقت حال ظهور أى عارض.
وقال «السويدى» إن هناك بعض الاختلافات بين الفيروسين، فـ«كورونا»، منذ ظهوره مطلع العام الجارى، وهو يتمحور ويتغير بشكل لافت للنظر، وتختلف أعراضه من مريض إلى آخر، وبالتالى لا يمكن الجزم بأن الأعراض تخص كورونا أو الإنفلونزا العادية إلا بعد إجراء المسحة الطبية.
وأشار إلى أن بعض الأعراض مثل الرشح وانسداد الأنف نادر الحدوث لدى مريض كورونا، بينما هى من الأعراض الأساسية لمريض الإنفلونزا العادية، كذلك حدوث قشعريرة فى الجسد وارتفاع درجة الحرارة إلى حد الحمى هى من أعراض كورونا الرئيسية، بينما هى أعراض ثانوية فى الإنفلونزا العادية.

محمود السعداوى: المسحة تحسم الجدل بشكل كامل
شدد الدكتور محمود السعداوى، أستاذ أمراض الصدر، على أن هناك اختلافًا فى أعراض فيروس كورونا والإنفلونزا العادية، مشيرًا إلى أنه يصعب على المواطن العادى التفريق بينهما ويحتاج الأمر إلى مسحة طبية لحسم الجدل.
وأشار «السعداوى» إلى أن كلا الفيروسين يسبب ارتفاعًا فى درجات الحرارة، لكن بنسب مختلفة، وسعالًا شديدًا وإرهاقًا عامًا فى الجسد واحتقانًا فى الحلق وسيلانًا بالأنف، مضيفًا: «فى حالة كورونا يكون العطس نادرًا عكس الإنفلونزا العادية».
وذكر أن أعراض فقدان حاسة الشم والتذوق وتورم العين والطفح الجلدى تُعد من الأعراض الرئيسية لمريض فيروس كورونا، لكنها نادرة الحدوث للغاية فى الإنفلونزا العادية، إلى جانب عرضى الإسهال والإمساك يحدثان بشكل متكرر فى فيروس كورونا.


طه عبدالحميد: أعراض «البرد» تتطور ببطء وفترة حضانته أقصر
قال الدكتور طه عبدالحميد، أستاذ أمراض الصدر والحساسية بكلية الطب جامعة الأزهر، إن الإنفلونزا العادية وكورونا يصيبان الجهاز التنفسى، ويندرجان تحت بند الأمراض التنفسية، ولكن هناك اختلاف بين الفيروسين وأعراضهما وطريقة الانتشار والتدابير الاحترازية الواجب اتخاذها تجاه كل منهما.
وأوضح «عبدالحميد» أن التشابه الثانى هو طريقة الانتقال عن طريق التنفس أو الرذاذ أو طرق التواصل مع الأشخاص، وهناك اختلاف فى فترات حضانة المرض، لأن الإنفلونزا العادية فترة حضانتها أقصر من فترة حضانة كورونا، مشيرًا إلى أن الإنفلونزا العادية فترة حضانتها ٣ أيام فقط، أما «كورونا» فمن ٥ إلى ٦ أيام وقد تصل إلى ١٤ يومًا.
وفيما يخص الأعراض، قال: «هناك تشابه بين الاثنين، ولكن الأعراض فى الإنفلونزا العادية تتحور وتتطور ببطء نوعًا ما إذا ما قورنت بأعراض فيروس كورونا التى تتطور لدى الشخص المصاب بشكل أسرع والتى قد تؤدى إلى وفاته خلال أيام فى حال عدم اتباع البروتوكول الصحيح».
وتابع: «ثمة فرق آخر بينهما، وهو إمكانية علاج الإنفلونزا بالأدوية المضادة للفيروسات، وعلى العكس لا يوجد علاج لكورونا، لكن هناك محاولات لإيجاد لقاح يحمى منها بعد أشهر، مثل فايزر ومودرنا، وإلى الآن وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على مضاد فيروسى واحد فقط لمعالجة (كوفيد- ١٩)، ويعكف الباحثون حاليًا على تقييم العديد من الأدوية والعلاجات قد تساعد فى تخفيف حدة الفيروس».