رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف أثرت الموجة الثانية على موظفي السياحة الدينية بالشركات؟

السياحة الدينية
السياحة الدينية

لم تكد شركات السياحة الدينية تهنأ ببشرى وأمل السفر إلى السعودية من جديد، وفتح باب العمرة مرة أخرى، لتأتي الموجة الثانية من فيروس كورونا معلنة زيادة معدل انتشارها والإصابة بها، بل والوفاة بسببها أيضا، لتضع بثقلها ذلك على موظفي السياحة الدينية للشركات، بعد توقف شركاتهم عن العمل نتيجة منع السعودية مرة أخرى لاستقبال أي معتمرين، وإغلاق العمرة مؤقتا، وهو الأمر الذي كان بالفعل له أثره على هؤلاء الموظفين، وعلى مصادر دخولهم التي جفت.

في هذا التقرير نستعرض أثر غلق باب العمرة وتوقفها المؤقت بسبب فيروس "كورونا"، على العاملين بالسياحة الدينية في مصر، وعلى مصادر أرزاقهم.

محمد سمير أحد موظفي السياحة الدينية في شركة سياحة بوسط القاهرة يقول لـ"الدستور"، إن كافة موظفي السياحة الدينية تأثروا تأثرا كبيرا منذ انتشار فيروس كورونا بعد إلغاء العمرة، مع إغلاق المملكة العربية السعودية مطاراتها بسببه، "بقينا بنروح الشغل مابنعملش حاجة" يقولها موضحا أن موظف السياحة الدينية يعتمد عمله على تيسير رحلات الحج والعمرة وحجزهما، وهو الأمر الذي توقف بسبب الفيروس وبالتالي لم يجد موظفي السياحة الدينية عملا يقومون به، وهو ما جعلهم مهددين من أصحاب الشركات بالاستغناء عنهم، وهو بالفعل ما تم مع كثيرين.

تواصلنا مع أمل سيد موظفة سياحة دينية بإحدى الشركات بحي مدينة نصر، والتي قالت "كلمني صاحب الشركة، وقال لي ماتجيش تاني لغاية ما السعودية تفتح السفر"، موضحة أن تلك الكلمات كانت قاسية عليها جدا فقد قطع بها مصدر رزقها الوحيد الذي ظل هكذا طيلة عشر سنوات.

وتابعت موضحة أن صاحب الشركة تحمل العديد من الخسائر منذ بداية انتشار فيروس "كورونا"، وموجته الأولى، إلا أنه مع اشتداد الموجة الثانية، وعدم وضوح الرؤية مرة أخرى لعودة السفر إلى السعودية، قرر الاستغناء عن العديد من الموظفين، وبالتالي قطع بذلك أرزاق الكثيرين، وهي بينهم لتصرح انها حاليا تمر بضائقة مالية شديدة بسبب توقفها عن العمل وتعتمد فقط على بعض المساعدات الضئيلة من أشقائها، فهي أم لثلاث أطفال، ومطلقة لذا فهي العائل الرئيسي لهم، واختتمت أنها لا تعلم هل من الممكن في هذه الظروف التي تمر بها البلاد أن تجد عملا يوفر لها ولأطفالها فرصة العيش، إلى أن تفتح السعودية مرة أخرى أبوابها وتعود إلى عملها الذي ظلت تعمل به لمدة 10 سنوات.

من جهة أخرى، أوضح ابراهيم هلال صاحب شركة سياحة بحي الدقي، أنهم كأصحاب شركات يتمنون اليوم الذي يعود فيه السفر إلى السعودية مرة أخرى ويفتح فيه باب العمرة من جديد، ولكنهم مقدرين هذا الإغلاق ودواعيه بسبب الجائحة والموجة الثانية لكورونا مع زيادة معدل انتشار الإصابات والوفاة.

وتابع إبراهيم أنه على الرغم من ذلك يتوقع أن تشدد السعودية بعض الإجراءات الاحترازية التي تفرضها على المعتمرين فقط، مؤكدا أن ذلك يعد حقا من حقوقها من أجل الحفاظ على سلامة كافة المعتمرين والبلاد.

ولهذا قلل ابراهيم من فرص توقعه لإلغاء السعودية للعمرة، مشيرا إلى أنها من الممكن أن تكتفي بالتشديد فقط في الإجراءات الاحترازية.

أما عن تسريح بعض الموظفين بسبب التقلبات والظروف الصعبة التي تعيشها شركات السياحة الدينية نتيجة ما فرضه الفيروس من إجراءات، نفى إبراهيم تماما أن يكون قد سرح بعض الموظفين، مؤكدا أنه لا ذنب لهم فيما يحدث، وقال: "يجب ألا نتخلى عنهم نحن أصحاب الشركات في هذه الظروف الصعبة، ونتسبب في قطع أرزاقهم فهم أعمد الكيان السياحي، لذا يجب أن نتعاون جميعا حتى تنتهي تلك الأزمة بسلام بأقل قدر من الخسائر".

الأمر ذاته أكده حسن محمود أحد أصحاب شركات السياحة لافتا بأنه يعلم أن قرار عودة العمرة مرة أخرى هو قرار يحتاج إلى صبر في ظل هذه الظروف الصعبة التي يعيشها العالم بسبب "كورونا"، واسترسل موضحا أن شركات السياحة على استعداد تام لتنفيذ كافة الإجراءات التي ستفرضها السعودية ضمن الإجراءات الاحترازية من الفيروس.

الجدير بالذكر أن باسل السيسي، نائب رئيس غرفة شركات السياحة السابق وعضو الجمعية العمومية للغرفة، كان قد أكد أن رؤية تنظيم رحلات العمرة للمصريين من عدمها ستكون أكثر وضوحا للجهات المصرية خلال شهر فبراير المقبل بعد أن يظهر بشكل قوي حدود الوضع الوبائي لفيروس كورونا عالميا ومحليا.