رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إميل جرجس وحسن الجريتلي يقدمان شهادتهما عن الفرق ومسرح الأقاليم

حسن الجريتلي
حسن الجريتلي

قدم الفنانان اميل جرجس رائد مسرح الأقاليم، وحسن الجريتلي أيقونة المسرح المستقل شهادتين مهمتين ضمن محور ( 150 سنة مسرح )، بالمهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الثالثة عشر برئاسة الفنان القدير يوسف إسماعيل.

بدأت الشهادات بالمخرج اميل جرجس الذي يمثل جيل الستينات، وحاوره أحمد طه من مخرجي جيل التسعينات، وناقش خلالها تجربته الرائدة بداية بالديكور والفن التشكيلي ثم الإخراج منذ ستينات القرن الماضي وخاصة بدايات النشاط المسرحي بالمحافظات.

و قال اميل جرجس: تتضمن رحلتي مع المسرح عملي كرسام وكاتب ومصمم ديكور وسينوغرافيا بالإضافة لعملي كمخرج، في أقاليم مصر ومنها غلى مالطا واليمن، وأذكر أن شغفي بالمسرح بدأ في مرحلة ما قبل إنشاء الثقافة الجماهيرية والتي انتشرت خلالها ما يعرف بـ "الجامعة الشعبية" إذ كان يقيمها عمالقة هذا الزمن كطه حسين، وعي عبارة عن ورش تعليمية وفنية لتعليم الموسيقى والتمثيل والخياطة بالإضافة لمحو الأمية، كل هذا بالمدارس بعد انتهاء العام الدراسي بالقرى، وكان والدي آنذاك مدير مدارس بالقناطر الخيرية مرة وفي قليوب مرة أخرى، واحببت الانضمام لهذا النشاط بعد انشاءهم فرقة مسرحية، قمت خلالها بدور مسرحي صغير كان اول علاقتي بالمسرح.

وتابع "جرجس": وفي رحلة الدراسة كنت أحب الرسم والفن التشكيلي، فخضت امتحان القبول لكلية الفنون الجميلة بالزمالك، وذات يوم وأنا خارج من الكلية سيرا، وجدت زحاما أمام معهد الفنون المسرحية، فدخلت لاستكشاف الأمر وعلمت ان هناك قسم للديكور فتقدمت لاختبارات القبول وكان متقدما معي 350 فردا، وكانت اول دفعة لهذا القسم، الذي تخرج منه 9 أشخاص من أصل 13 نجحوا بالاختبارات، كانت لهؤلاء الـ 9 السبق في إقامة اول معرض للديكور المسرحي "السينوغرافيا"واحتوى مشاريع تخرجهم، كما كانوا هم باكورة ادارة الخدمات الفنية التي تتولى فنيات تنظيم أنشطة المسرح والسينما والمعارض، وكان مدير الادارة عزت مصطفى الفنان التشكيلي، تلك الادارة التي انتقلت فيما بعد لمكتب الوزير الحالي ليكون مقرا لنا وللمسرحيين وهو في الأصل اهداء لنا من الزعيم جمال عبد الناصر بعد تأميم القصور.

واستكمل: أما عن رحلة الفرق الإقليمية فبدأت بفرقة أسوان، عقب إقامة مسرح الاقاليم، كانت مسؤولية كبيرة أن أكلف بإقامة فرقة وحجزوا لي مكان هناك وكنت اعتقد ان هناك فرق وكانت مغامرة، وعشت معاناة مشكلة تهجير النوبيين وبناء السد العالي ونقل معبد ابو سنبل، إذ تكونت الفرقة في قصر الثقافة وكان من أعضاؤها أبو الوفا القاضي، وإبراهيم حمدي، وحجاج البايض ونشأت أباظة، وكان ابوالوفا يعمل في التربية والتعليم بالإضافة لأحمد الخليلي الذي انضم لنا بعد فرقة رضا، وكان أول عرض لي في الفرقة "وابور الطحين"، وكانت أول فرقة نوبية منذ 1967 حققت نجاح كبير وطافت مصر كلها واستمرت حتى اليوم مع فرقة محمد رضا، كما عرضنا في موقع ابو سنبل خلال نقله، وأخرجت لتلك الفرقة 4 عروض خلال عام ونصف، حتى ظهرت خلايا متطرفة قاموا بحرق قصر الثقافة لمحاربة هذا الزخف الفني في اسوان، وكان مدكور ابو العز، محافظ اسوان، قد أصر على اعادة بناء المسرح خلال 15 يوما.

أما عن شهادة المخرج حسن الجريتلي وتجربة فرقته "الورشة" التي حاوره فيها المذيع والمخرج أحمد مختار، فبدأت بمفاجاة ممن فرقته بالغناء قبل بداية الندوة ما أثار بهجة كبيرة للحضور واستمرت خلال حديثهما الذي تخلله أغاني معدة لتقديمها للحضور وللجمهور في اللقاء الفكري، ومنها دويتو "عايز أروح" ومقاطع من أوبريت "يوم القيامة".

و قال "الجريتلي" أن فرقته "الورشة" التي اكملت عامها الـ 33، وتعتبر باكورة انتشار الفرق المسرحية المستقلة، التي استمرت وأخرجت العديد من الأسماء اللامعة في عالم الفن اليوم ممن بدأوا أول مرة في الورشة خلال رحلتهم كعبلة كامل، وسيد رجب، ومحمد هنيدي، ويوسف داوود، وعلاء مرسي، واحمد كمال، ومحمود اللوزي، وذلك على الرغم من غياب الدعم المادي الذي يهدد غالبية الفرق المستقلة اليوم.

وأضاف أن تجربته شخصية قد لا تتوافر عناصرها لدى الكثيرين، إذ أن دراسته بفرنسا وعلاقاته التي امتدت من عمله مع المخرج العالمي يوسف شاهين، وحتى صلاح جاهين وغيرهم من عمالقة الفن قد دعمته كثيرا بالإضافة لدعم أسرته، ولذلك ينصح الحالمين بإقامة فرقهم الخاصة بالتفكير مليا والاستعداد للدراسة طويلا والصبر والاستمرار طالما يوجد بديل مادي يوازي هذا النشاط، ولا بد لك من علاقات جيدة بالوسط.