رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكاية صورة.. قصة تمثال نهضة مصر بميدان رمسيس قبل نقله

تمثال نهضة مصر
تمثال نهضة مصر

يتزامن العام الجاري الموشك على نهايته بمئوية تمثال نهضة مصر٬ للفنان الكبير محمود مختار٬ والذي نحته "مختار" في صالون الفنون بباريس، هذا التمثال الذي استغرقت رحلة إقامته ثمان سنوات، بين عرض نموذجه المصغر لأول مرة في مايو 1920 وإزاحة الستار عنه في مايو 1928 بميدان باب الحديد٬ رمسيس الآن.

وفي هذه الصورة التي توضح وجود التمثال في الميدان يرجع تاريخها إلى العام 1950 قبل أن ينتقل بعدها بخمسة أعوام٬ تحديدًا في العام 1955 إلى مدخل شارع الجامعة في محافظة الجيزة.

ويكشف وزير الثقافة الأسبق د. عماد أبوغازي الوثائق التي رافقت رحلة تشييد التمثال، وأهم ما فيها رسالة الشحات إبراهيم الكيلاني الفاعل بسكك حديد الزقازيق وأرسلها لجريدة الأخبار، التي تبنت في عشرينيات القرن الماضي حملة اكتتاب شعبي لإقامة تمثال نهضة مصر لرائد النحت المصري الحديث محمود مختار.

تقول الرسالة: "إنني رجل فقير جدا اشتغل بهندسة السكك الحديدية الأميرية بوظيفة فاعل ويوميتي 70 مليما، متزوج بيتيمة الأب وأم زوجتي تبيع ترمسا ولي شغف بقراءة الصحف من عهد النهضة المصرية الأخير، بينما كنت جالسا أقرا جريدتكم الغراء بكيت بكاء شديدا، فسألتني زوجتي عن سبب بكائي، فأخبرتها عن التبرع لتمثال نهضة مصر ولم يكن معي نقود أتبرع بها خلاف 200 مليم، فقالت زوجتي إنها تتبرع بمائة مليم أيضا وقالت أمها مثلها وكذلك فعل أخوها وعمره 15 سنة، أما أختها البالغة من العمر 13 سنة فقالت إنها لا تملك إلا 50 مليما فتبرعت بها، ولي طفل عمره سنة ونصف كانت أمه وفرت له 50 مليما فأحضرتها فأصبح المجموع 600 مليم، أرجوكم أن تتقبلوا منا هذا المبلغ القليل لتوصيله إلى أمين صندوق تمثال نهضة مصر، وتتوسطوا في قبوله ونكون لكم من الشاكرين، هذا وإني أدعو جميع زملائي العمال للتبرع للتمثال".

كما تحول موقع التمثال إلى عنوان بريدي للمراسلات، فكانت الخطابات البريدية ترد إلى مختار من مصر وخارجها على عنوان "دار تمثال نهضة مصر"؛ وكان التمثال مكانًا لاجتماع الناس من مختلف الطبقات لالتقاط صورهم أمامه.