رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكراه.. صلاح عيسى: مرضت بالكتابة وتجاهل اهلي علاجي

صلاح عيسى
صلاح عيسى

صلاح عيسى.. رحل في مثل هذا اليوم 25 ديسمبر 2017، تاركا ورائه وأمام جمهور القراء إرثا كبيرا في العديد من مجالات الكتابة الصحفية، منها ما تعد الوثيقة جزء رئيس في كتابته مثل كتاب ريا وسكينة والذي اعتمد في سرده على وثائق قضائية إلى جانب العديد من الملفات الصحفية التي تناولت قضية ريا وسكينة.

لم يكن هذا هو الكاتب الوحيد الذي رجع فيه صلاح عيسى إلى الوثيقة، ثمة كتابات اخرى كانت الوثيقة هى المفتاح الرئيس لكتاباته ومنها كتاب الثورة العرابية، ومن بعده في اهمية التوثيق والتدقيق يأتي كتاب "كتاب مذكرات فتوة "، ويقول عنه دكتور صابر عرب "خلال تجول الأستاذ صلاح عيسى، في بداية سبعينيات القرن الماضي على سور الأزبكية الشهير، الذي تخصص في بيع الكتب القديمة يكتشف هذا العمل الفني والأدبي الرفيع، ولم يكتف بنشره فقط بل عمل له تحقيقا علميا فريدا، وخصوصا وأن كثيرا من مفردات اللغة ومصطلحاتها قد انتهت ولم تعد قائمة حتى في الأوساط الشعبية، كما أن مفردات اللغة التي كان يستخدمها الفتوات في منازلهم وفي حياتهم الاجتماعية وعلى المقاهي - لم تعد مألوفة حتى عند الطبقات الشعبية، لذا بذل المرحوم صلاح عيسى جهدا كبيرا في تحقيق هذا الكتاب، الذي تأخر في نشره إلى بداية 2019 ".

وعن غرام صلاح عيسى وعشقه للكتابة يقول الكاتب الصحفي حمدي عبد الرحيم " عملت أنا مع الأستاذ صلاح عيسى، فرأيته يدخن ويرشف القهوة ويتشاجر معي ويلقي بالنكات، ويكتب كتابة دافئة متدفقة كأنها تملى عليه، كنت أسأله عن تفرده هذا فيرد ضاحكًا: لقد مرضت بالكتابة في طفولتي وتجاهل أهلي علاجي.

و صلاح عيسي كاتب وصحفى ومؤرخ ولد فى 4 اكتوبر عام 1939 فى قرية " بشلا " بمحافظة الدقهلية، حصل على بكالوريوس فى الخدمة الاجتماعية عام 1961 ورأس لمدة خمس سنوات عددا من الوحدات الاجتماعية بالريف المصري، بدأ حياته كاتبا للقصة القصيرة ثم اتجه عام 1962 للكتابة فى التاريخ والفكر السياسى والاجتماعى تفرغ للعمل بالصحافة منذ عام.

1972 فى جريدة الجمهورية أسس وشارك فى تأسيس وإدارة تحرير عدد من الصحف والمجلات منها، الكتاب، والثقافة الوطنية، والأهالي، واليسار، والصحفيون، ويرأس الان تحرير جريدة القاهرة، واعتقل لأول مرة بسبب آرائه السياسية عام 1966 وتكرر اعتقاله أو القبض عليه والتحقيق معه أو محاكمته فى سنوات 1968 و1972 و1975 و1977 و1979و1981، وفصل من عمله الصحفى المصرية والعربية أصدر أول كتبه الثورة العرابية عام 1979، وصدر له 20 كتابا فى التاريخ والفكر السياسى والاجتماعى والأدب.