رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العميد أحمد حسن: الاستعانة بأجانب لتطوير الكرة المصرية «مش عيب» (حوار)

أحمد حسن
أحمد حسن


أدار الندوة: أحمد درويش -:أعدها للنشر: دينا نبيل - شارك فيها: محمد خليفة، محمد الدكر- شيماء أبوقمر -أحمد فهمى، ريهام أسامة -يحيى عبدالرحمن

يفضل العمل فى «الجبلاية» عن القطبين.. وتركيزه سيتوجه لقطاعات الناشئين
ما حدث فى الزمالك «تصحيح» والأهم الحفاظ على فريق الكرة
سيد عبدالحفيظ لا يقارن بالراحل ثابت البطل ولا يعجبنى رده على الخصم


طالب النجم أحمد حسن، لاعب الأهلى والزمالك ومنتخب مصر السابق، بالعمل على وضع «رؤية» متكاملة لتطوير الكرة المصرية، خلال السنوات العشر المقبلة، مع إمكانية الاستعانة بخبراء أو مستشارين فنيين أجانب لذلك، بمقابل مادى، مشددًا على رفضه فكرة «العمل التطوعى»، واصفًا إياها بأنها «أكذوبة». وكشف عميد لاعبى العالم، خلال استضافته فى ندوة بمؤسسة «الدستور»، عن كواليس إنشاء نادى بيراميدز، وحقيقة أن ذلك جاء لـ«إسقاط نادى الأهلى»، مشيرًا فى الوقت ذاته إلى سر عدم استكمال تجربة قيادته الفنية للفريق. وتحدث «الصقر» عن توقعاته للمنافسة على بطولة الدورى الممتاز هذا الموسم، ورأيه فى مباراة نهائى دورى أبطال إفريقيا بين الأهلى والزمالك، فضلًا عن رؤيته لما يحدث فى نادى الزمالك بعد رحيل مجلس الإدارة السابق، وغيرها من الملفات.
■ بداية.. كيف رأيت نهائى دورى أبطال إفريقيا بين فريقين من مصر، الأهلى والزمالك؟
- تهانينا للنادى الأهلى الذى وصل للنهائى أكثر من مرة ولم ينجح فى السنوات الأخيرة، والمكسب الأكبر أن البطولة مصرية، وأعتقد أن الجميع بمختلف الانتماءات سعداء بذلك، لأن تسيد القارة الإفريقية أمر يشعرنا بالفخر. وهدفنا من البداية كان توصيل رسالة للعالم كله بأنه يوجد تنافس شريف بيننا، والجميع استجاب لذلك، سواء وسائل الإعلام، أو مسئولى المنظومة الكروية، الذين كان دورهم كبيرًا جدًا فى التهدئة ونبذ التعصب قبل المباراة، والتى جاءت بشكل يليق بمصر فى النهاية.
■ هل استحق الأهلى التتويج باللقب؟
- ليس من الضرورى أن تكون الأفضل حتى تفوز، فهناك عوامل كثيرة ترجح كفتك فى كرة القدم، مثل الدوافع والثبات الانفعالى والتعامل مع المواقف الصعبة، وهو ما توافر لدى لاعبى الأهلى، الذين لم يظهروا بالصورة التى انتظرتها جماهيره، لكنه فى النهاية فاز باللقب الأغلى، وهذا ما سيذكره التاريخ.
فى المقابل، على الرغم من أن الزمالك كان الأفضل فى الاستحواذ، لم يكن الأخطر، ولم يهدد مرمى محمد الشناوى بفرص كثيرة، والبطولات لا تأتى بالاستحواذ فقط، لكن بترجمته إلى أهداف، لأن الاستحواذ دون فاعلية هو استحواذ سلبى.
■ بحديثك عن جهود نبذ التعصب قبل المباراة.. ما رأيك فى حالة الشحن الجماهيرى والتعصب التى ظهرت بقوة رغم عدم وجود جماهير فى المدرجات؟
- الإعلام له دور كبير جدًا فى ذلك، أغلب المشجعين يتلقون معلوماتهم من وسائل الإعلام ومقدمى البرامج، وللأسف، هناك دخلاء كثيرون على الوسط الإعلامى، ما جعل الوضع سيئًا جدًا، ويتعارض مع شعار كرة القدم الدائم: «المنافسة الشريفة». فخلال الفترة الأخيرة، وجدنا إعلاميين يهدفون إلى زيادة حالة الاحتقان أو صناعة «التريند» والإثارة الإعلامية، ما يدفعهم إلى استضافة لاعب ليس له تاريخ ليهاجم النادى الأهلى ويصنع إثارة وحالة من الجدل تزيد عدد المشاهدات.
وأصبحت اللغة السائدة الآن هى الهجوم، ورأينا قناتا الأهلى والزمالك تردان على بعضهما البعض، وكل طرف يريد أن يكون الأقوى، لأن كثيرين لا يُحاسبون على ما يقولونه، لذلك الحل فى الرقابة على الإعلام.
كما ظهر ما يسمى بـ«لاعبى السوشيال ميديا»، فهناك لاعبون ينضمون لأندية كبرى لأنهم يجيدون التعامل مع هذه المواقع، على الرغم من مستوياتهم الفنية الضعيفة، وأصبح الجميع يبحث عن «التريند»، وصار اللاعب الذى يهين جماهير الخصم هو الأفضل عند جمهور ناديه.
■ كيف ترى المنافسة فى الدورى الممتاز وسط التدعيمات القوية لجميع فرق المسابقة؟
- أتمنى أن تكون هناك منافسة، فأى بطولة بدونها ليس لها طعم، والدورى الإنجليزى الأقوى فى العالم بسبب المنافسة القوية، لذا نأمل رؤية جميع الفرق تنافس، وألا ينهى الأهلى البطولة من الدور الأول مثل الموسم الماضى، فحينها سيكون الأمر غير ممتع.
وأرى أن الزمالك فريق مكتمل لا يحتاج لإبرام صفقات، وأن بيراميدز هو الأقوى هذا الموسم فيما يخص التدعيمات، ولو امتلك لاعبوه الدوافع وروح البطولة سيظهر الفريق بشكل مختلف عن الموسم الماضى، أما إذا سار على سطر وترك آخر فسينهى المسابقة فى المركز الثالث مثل الموسم الماضى، لكنه سيحتاج إلى بعض الوقت للانسجام، خاصة أن كثرة النجوم لفريق ليست له قاعدة جماهيرية خطر عليه، وعدم وجود ضغوط يجعله خارج المنافسة.
■ ما الفرق التى تتوقع أن تكون فى المربع الذهبى خلال الموسم الجديد؟
- أهلى وزمالك وبيراميدز بالتأكيد، ومعها سيراميكا كيلوباترا حال أجادت إدارة الفريق السيطرة على لاعبيه، وعلى الرغم من أن بيراميدز الأقوى فى الصفقات، يخضع الأمر لعدة عوامل أخرى، مثل الدوافع والإصرار وروح البطولة، فالزمالك-مثلًا- كان يخوض جميع المباريات الكبيرة بأداء مميز، ثم يخسر أمام الفرق الصغيرة، وهو ما أضاع منه النقاط فى الموسم المنقضى، بينما ميزة الأهلى أنه عندما يكون أداؤه غير جيد يستطيع الفوز، بسبب امتلاك لاعبيه الدوافع.
■ مَن ترشح ليكون هداف الدورى هذا الموسم؟
- مصطفى محمد لو كان فى كامل تركيزه سيكون هدافًا للدورى.
■ هل يستطيع «راموس» تخطى إنجازك فى «عمادة لاعبى العالم»؟
- البعض فى مصر لا يدرك حجم عبارة «عميد لاعبى العالم»، التى حملتها بعد ١٨٤ مباراة دولية مع منتخب مصر، على مدار ١٨ سنة متواصلة، وهو أمر ليس بالسهل، ويعتقد البعض أنه «لقب شرفى»، ولا يدركون أنه يأتى بعد سنوات من التعب والجهد. وبالنسبة لـ«راموس» أرى أن شخصيته تؤهله لتخطى إنجازى، فهو لاعب قوى ويركز جدًا فى الملعب، ولديه دوافع للوصول إلى هذا اللقب.
■ اتحاد الكرة والأهلى والزمالك.. أى مكان توافق على شغل منصب به؟
- الأهلى بالتأكيد مؤسسة كبيرة تتميز بالانضباط، وتمتلك سياسة محددة يسير عليها الجميع مهما تغير الأشخاص، ومع ذلك، أفضل العمل فى اتحاد الكرة، لأننى أريد تطوير الكرة المصرية، وإفادة المنظومة بأكلمها، وليس ناديًا بعينه. وأتمنى يومًا ما العمل فى تطوير قطاعات الناشئين، لأننى أرى أن جميع البطولات التى حصل عليها المنتخب كانت بمحض الصدفة، لاعبون لديهم خبرات جيدة أحرزوا بطولات، لكن الأمر لم يكن بتخطيط من النشء. ينبغى التحضير وإعداد رؤية لـ١٠ سنوات مقبلة، ووضع خطة لبناء أجيال متعاقبة، ففكرة التخطيط فى الكرة المصرية لسنوات ليست موجودة، ولا توجد صناعة كرة القدم هنا، وليس من العيب الاستعانة بخبراء أجانب أو مستشارين فنيين لتنفيذ ذلك، بمقابل مادى، فأنا أرفض فكرة العمل التطوعى، لأنه «أكذوبة» من وجهة نظرى.
■ ما الذى يمنع توليك منصب فى اتحاد الكرة؟
- لا أجيد لعبة الانتخابات والجمعيات العمومية، فالنجاح فى انتخابات اتحاد الكرة ليست له علاقة بالشعبية والتاريخ، ومن ينجح لا بد أن يجيد لعبة الانتخابات، والدليل أن وائل جمعة فشل فى انتخابات اتحاد الكرة بعد ترشحه فور اعتزاله.
■ كيف تُقيّم تجربتك مع بيراميدز؟
- فى البداية اجتمع معنا المستشار تركى آل الشيخ وأبدى رغبته فى صنع فريق كرة، مع توفير كل الإمكانيات المالية، فوضعنا استراتيجية واضحة، تتمثل فى بناء فريق جيد خلال السنة الأولى، ثم المنافسة فى الثانية، وصولاًَ إلى تحقيق بطولة فى الثالثة. وبالفعل قمنا بتكوين فريق جيد، ونافسنا حتى أول ٥ أسابيع، ثم حدثت بعض الخلافات، وانتقلت ملكية النادى إلى السيد سالم الشمسى. وعندما جاء الجانب الإماراتى، قررنا منحهم فرصة للعمل وفق استراتيجية جديدة، كما أن بعض السياسات لم تكن مقبولة بالنسبة لى، مثل التعاقد مع إسلام عيسى بـ٣٥ مليون جنيه، وهو مبلغ مبالغ فيه، خاصة مع عدم وجود منافسة مع أى أندية أخرى على ضم اللاعب، لذلك فضلت الرحيل، لأنى وجدت أمورًا جعلتنى أشعر بأننى لن أعمل بـ«ارتياحية»، علمًا بأن عقدى كان لمدة موسم واحد، وبشكل عام، استفدت جدًا من تلك التجربة.
■ ما رأيك فى مقولة إن بيراميدز تم إنشاؤه لإسقاط الأهلى؟
- فكرة غير صحيحة تمامًا، وما لا يعلمه كثيرون أن المستشار تركى آل الشيخ كان يفكر فى الاستحواذ على نادٍ، وهو لا يزال على علاقة جيدة مع الأهلى ورئيسًا شرفيًا له، وخلال جلسة جمعتنا به قال: «أرغب فى إنشاء نادٍ ودعمه بصفقات، بجانب دعمى للأهلى»، وعدلى القيعى، مستشار التعاقدات فى «القلعة الحمراء» يعلم ذلك جيدًا. وبالنسبة لى كنت وقتها بعيدًا تمامًا عن الأهلى، فلم أترك منصبًا فى الأهلى من أجل بيراميدز، لذا لا أعلم سر الهجوم على، أو تصدير فكرة أن إنشاء بيراميدز جاء بهدف إسقاط الأهلى.
■ لماذا لم تكتمل تجربة توليك منصب المدير الفنى لفريق بيراميدز؟
- هادى خشبة طرح الفكرة بالفعل، فى ظل أنى جمعت الفريق وعلاقتى جيدة بلاعبيه، لكن حسام البدرى، رئيس إدارة الكرة فى بيراميدز وقتها، رفض ذلك، حتى لا تكون هناك «هزة» فى الفريق، على الرغم من أننى كنت متحمسًا جدًا لفكرة أن أكون مديرًا فنيًا للفريق.
■ ما الفارق بين بيراميدز وتجربتك الجديدة فى نادى «ZED»؟
- فى نادى «ZED» نعمل على قطاع الناشئين، ونضع أسسًا للاستثمار فى اللاعبين الصغار، أما بيراميدز فكان هدفه التعاقد مع فريق محترف متكامل لتحقيق بطولات سريعًا، لذا فإن استراتيجية الناديين مختلفة تمامًا.
■ هل من الممكن رؤيتك فى انتخابات الأهلى مستقبلًا؟
- لن أترشح فى انتخابات الأهلى، ليس رفضًا للعمل فيه بالطبع، لكن فكرة خوض الانتخابات غير مطروحة، للأسباب التى ذكرتها سابقًا، وأهمها عدم إجادتى لـ«لعبة الانتخابات».
■ ما رأيك فى مقارنة سيد عبدالحفيظ بالراحل ثابت البطل؟
- لا أحب المقارنات، سيد عبدالحفيظ يعمل بشكل جيد، لكن يؤخذ عليه دخوله فى مسألة الرد على الخصم، وهذا لا يليق بمدير الكرة فى الأهلى. هو يسير بنجاحات، لكنه لا يقارن بـ«ثابت البطل» وليس امتدادًا له.
■ مَن الأنسب لقيادة الزمالك فى الفترة المقبلة؟
- جمهور الزمالك متخوف بعد رحيل المجلس السابق، وبالطبع ستكون هناك «هزة» فى البداية، ولجنة إدارة النادى ستحتاج وقتًا لترتيب الأوضاع، وأتمنى تكاتف أبناء الزمالك للحفاظ على فريق الكرة، الذى تم بناؤه، بمعاونة ومساندة الدولة، ولا نرغب دائمًا فى تسمية ما حدث للزمالك بـ«المؤامرة»، لكن كان هناك خطأً وتم تصحيحه.
■ كيف ترى منتخب مصر مع حسام البدرى؟
- بعيدًا عن البداية المتعثرة فى تصفيات كأس أمم إفريقيا، طمأن الفوز فى توجو الجماهير، والمنتخب يمتلك لاعبين جيدين، أساسيين وصفًا ثانيًا، لكن الأهم كيفية إدارة هذه المواهب بشكل جيد. و«البدرى» يُصدّر لنفسه بعض الأزمات، مثل شارة القيادة، واختيارات بعض اللاعبين، والتقليل من مستوى آخرين، مثال لذلك استبعاد أحمد فتحى رغم الاحتياج له، بسبب اعتراضه على سحب شارة القيادة منه، ماذا لو لم يظهر بديله أحمد توفيق بشكل جيد؟ كيف سيكون الموقف وقتها؟ أيضًا «البدرى» ضم رمضان صبحى وهو لا يشارك منذ عام. كان من الأفضل ضم لاعبين فى نفس مركزه يشاركون مع فرقهم. كما أنه لا يكون موفقًا فى الرد على الانتقادات أحيانًا. وأتمنى تصحيح بعض الأخطاء التى حدثت فى الفترة السابقة، واستغلال الأجندات الدولية، وأن يفكر الجميع فى المنافسة على لقب أمم إفريقيا، وليس التأهل للبطولة فقط، فهذه قيمة مصر.
■ هل ترى أن منتخب مصر يفتقد لـ«قائد»؟
- فى أمم إفريقيا ٢٠١٩ افتقدنا الشخصيات القيادية، فعلى عكس جيلى الذى امتلك شخصيات قيادية فى الملعب وخارجه تتحمل الضغوط، لا يتوافر هذا فى الجيل الحالى، لذلك طلبت وجود «فتحى».
■ لماذا لم يطرح اسمك فى الجهاز الفنى للمنتخب؟
- اسمى كان مطروحًا، والسبب فى عدم وجودى هو رغبة «البدرى» فى عدم وجود نفس «مجموعة بيراميدز»، حتى لا يقال إنه فُرضت أسماء على اتحاد الكرة، الذى فرض ٨٠٪ من الجهاز المعاون على «البدرى».