رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أول جواز سفر على سفن الصيد لسيدات.. «ريم وميادة» وتحدي أمواج العادات

ريم وميادة
ريم وميادة

طموحات فاقت الحدود، فلم تقف «ميادة وريم» مكتوفتي الأيدي متخوفين من الانتقادات، بل اقتحمتا عالما صار حكرًا على الرجال لسنوات طويلة، ولكنهما أرادا تحقيق أحلامهما التي ارتبطت بالبحر لتحصلا على أول جواز سفر بحرى على سفن الصيد يمنح لفتيات في مصر، لتفتحان مجالًا جديدًا لتحقيق أحلام البنات في مجال العمل البحري.

تقول ميادة رمضان 23عامًا، إنها كانت في البداية تريد أن تلتحق بكلية الهندسة قسم صناعة السفن، ولكن وقف مجموع الثانوية العامة أمامها، وعندما قررت الالتحاق بالأكاديمية تعرفت على الكليات المختلفة بها لتختار كلية تكنولوجيا المصايد والاستزراع المائي بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بالإسكندرية، مشيرة إلى أنه مجال فريد من نوعه ولم تلتحق به فتيات كثيرات.

وأضافت لـ« الدستور» أن هذا المجال الدراسي كان تحد أمامها لتحقيق حلمها لتكون قبطان بحري على سفن الصيد وهو مجال لا يوجد منه في مصر، لافتة إلى أن مجال دراستها كان بناءً عن رغبتها أولًا وتشجيع من عائلتها، التي لها دراية بمجال الصيد، وتمتلك مراكب صيد، وهو ما شجعها للالتحاق بمجال جديد وحققت نجاحا به، وتخرجت الثانية على الدفعة.

وتابعت أن كلية المصايد والاستزراع المائي، تقدم المادة العلمية النظرية بجانب العمل العملي، والتدريب على الأجهزة الملاحية وأنواع الأسماك، والهدف منها والمخزون السمكي، مشيرة إلى أنها تخرجت بدرجة بكالوريوس علوم وثروة سمكية، واستكملت دراسات حتمية والامتحانات التأهيلية بمعهد السلامة البحرية، لتحصل على الجواز السفر البحري، لتكون أول فتاة ضابط مناوب على سفن الصيد أكبر من 24 مترًا.

وأشارت إلى أنها كانت تعمل على الوصول لحلمها، فهي فخورة بنفسها، إضافة إلى أن عائلتها فخورة بما حققته، موضحة أن هذا المجال لايقتصر على الرجال، حيث أن العمل على مراكب الصيد صعب على الفتيات، ولكنه ليس صعب أمام من لديه مثابرة لتحقيق الحلم الذي عمل للوصول إليه.

وتابعت أنه خلال التدريبات والدراسة لم تشعر أو تواجه أي صعوبات كون أنها فتاة، ورغم أن كان عام تخرجها هو عام جائحة كورونا ولكن كان الهدف أقوى من أي شيء، وذلك كان دائمًا بتشجيع الدكتور إسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية، والدكتور حاتم حنفي عميد كلية المصايد والاستزراع المائي بالأكاديمية.

ولفتت أن الكلية يتم التخرج منها للعمل في عدة مجالات منها الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، المزارع والاستزراع، أو مراكب الصيد، مشيرة بأنها تحلم بأن تنضم لكيان كبير في ذلك المجال مثل الشركة الوطنية للثروة السمكية والاحياء المائية.

ومن جانبها قالت ريم إبراهيم، 22عامًا، إنها قبل التحاقها بكلية تكنولوجيا المصايد والاستزراع المائي، كانت تريد الالتحاق بكلية عسكرية أو شرطة، ولكنها لم تتوقف في ذلك وبعد مفاصلة بين كليات الأكاديمية استقرت على الإلتحاق بكلية تكنولوجيا المصايد وذلك لما لها من احتياج في سوق العمل خلال السنوات القادمة.

وأضافت لـ« الدستور» أنها على مدار 4 سنوات دراسة لم يكن هناك صعوبة واجهتها وتخرجت الرابعة على الدفعة بامتياز مع مرتبة الشرف، حيث كانت تضم الدفعة 6 فتيات، و14 شابا، مشيرة إلى أنها لم تكتف بالحصول على البكالوريوس، وكانت الخطوة منها ومع صديقتها «ميادة» لاستكمال الدراسة ما بعد البكالوريوس، بالالتحاق بالدراسات الحتمية ودخول الامتحانات التأهيلية، للحصول على جواز السفر البحري، لافتة إلى أن المجال البحري لا تعمل فيه الفتيات بشكل كبير وهو الدافع لدخول مجال جديد تستطيع أن تتميز فيه، وهو نابع من حبها للمجال الملاحي.

وأوضحت أن المجالات التي تفتحها الكلية للدارسين تجعل الدارس أمام عدة اتجاهات في سوق العمل، من المجال البحري، أو العمل كمراقب مصايد لتقيم المخزون السمكي، أو العمل في هيئة البحث العلمي، وهو كان دور الكلية لتعريف الدارسين بمجالات العمل التي تنتظرهم وبتشجيع ودفعة من الدكتور إسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية، أكبر داعم لنا، والدكتور حاتم حنفي عميد الكلية الذي كان معنا في كل خطوة.

وأشارت إلى أن عائلتها كانت تشجعها دائمًا على الاستمرار في تحقيق طموحها، برغم أن عائلتها ليس لها علاقة بالعمل البحري، ولكن كانوا دائمًا داعمين لها في اختيارها، متمنية أن تكون المرحلة القادمة هو أن تكون قبطان على سفن الصيد، وأن أكون جزء من كيان الشركة الوطنية للثروة السمكية والاحياء المائية وهو جزء من الحلم الذي ليس له حدود.

ولفتت إلى أنه يجب النظر للفتيات في المجال البحري لأنه ليس حكرًا على الرجال فقط، مطالبة كل فتاة أن تدخل المجال التي تحلم به دون خوف من المجتمع، وأن تعمل على تحقيق حلمًا مهما كان صعبًا، فكل مجال جديد لديه فرص اقوي للتميز والنجاح.

وأكد الدكتور حاتم حنفي عميد كلية تكنولوجيا المصايد والاستزراع المائي، بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، أن دفعة هذا العام هي الدفعة الثالثة وهم أول من حصلوا على جوازات سفر بحري بالنسبة للشباب، ومن الفتيات «ميادة وريم»، مشيرًا إلى الكلية بدأت في عام 2014، وتخرجت أول دفعة في 2018، ولكن حصلنا على الاعتماد للحصول على جواز السفر البحري من هيئة السلامة هذا العام.

وأضاف أن الطلاب بعد التخرج من الكلية والحصول على درجة البكالوريوس، استكملوا دراسات حتمية، والامتحانات التأهيلية في هيئة السلامة، وذلك لإستخراج جواز السفر البحري، مشيرًا إلى أن هيئة السلامة لا تستخرج جواز السفر إلا إذا كانت الكلية معتمدة، وهي التي تتضمن تطبيق جميع المتطلبات الاتفاقية الدولية « SCWF» والتي تختص بالامان على مراكب الصيد وتنظيم الملاحة، والكوادر، ووظيفة كل رتبة، ومن ضمن الاشتراطات التي تؤهل مصر أن تكون ضمن الاتفاقية الدولية هو وجود كوادر للعمل على مراكب الصيد، وهو ما يتم من خلال كلية تكنولوجيا المصايد بتخريج كوادر، بجانب تعاون شامل بين الأكاديمية كجهة تعليمية، وهيئة السلامة لإستخراج جواز السفر، وهيئة الثروة السمكية.

وأوضح أن الثروة البشرية لمصر في هذا المجال هم هؤلاء الكوادر الذين نعمل على تنمية مهارتهم من خلال الدراسة الأكاديمية والعملية، من خلال حصول الكلية على اعتماد المجلس الأعلى للجامعات، وهيئة السلامة لإستخراج جواز السفر البحري على سفن الصيد، بجهود رئيس الأكاديمية الدكتور إسماعيل عبد الغفار.

وأشار إلى أنه لا يوجد شيء مستحيل لمن يسأل عن الفتيات يمكن أن تعمل على سفن الصيد، وهو ما يتم في جميع دول العالم، ولذلك نحن في المجتمع الشرقي نعمل على أن يكون للفتاة دور ولكن من خلال العمل في شركات لها باع في المجال ويأمن عليهم في العمل فيها، وتكون المراكب والسفن بها كوادر وكل منهم له عمله الخاص المسؤول عنه، لافتًا إلى أنه بجانب العمل بالبحر يمكن العمل في مشاريع الاستزراع السمكي، وهو ما تهتم به الدولة، ضمن المشاريع الكبرى التي دشنها الرئيس عبد الفتاح السيسي والخاصة بالثروة السمكية. اضغط