رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل تسير الدول الأوروبية على خطى فرنسا ضد «الذئاب الرمادية» التركية؟

الذئاب الرمادية
الذئاب الرمادية

بدأ الاهتمام بـ«الذئاب الرمادية» التركية، على الساحة الدولية كونها أحد أبرز النقاط الخلافية بين تركيا ودول الاتحاد الأوروبي، لاسيما بعد الاتفاق على فرض العقوبات الأوروبية والأمريكية على أنقرة خلال قمة بروكسل الأخيرة، وعقب أن حظر فرنسا لتلك المنظمة وتصنيفها إرهابية، أصبح السؤال ملحًا «هل ستحذو دول أوروبا حذو باريس وتحظر تلك الجماعة؟».

ووصف تقرير لصحيفة «ويكلي بليتز» الآسيوية، نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على إنه يمثل «تهديدا للأمن الأوروبي»، في ظل استخدامه لعملائه ووكلائه من «الذئاب الرمادية» كأداة لنشر التطرف والعنف في دول أوروبا، لافتة إلى أن المشرعين في العديد من الدول الأوروبية يأملون في اتباع النهج الفرنسي، واتخاذ إجراءات بحظرها ومنع انتشارها.د

وذكر التقرير، أن البرلمان الألماني، وافق الشهر الماضي على اقتراح قدمه الأحزاب اليسارية، يدعو الحكومة إلى حظر الذئاب الرمادية، في إطار مراقبة أنشطة الحركة التطرفية في ألمانيا عن كثب، ومحاولة التصدي لها بحزم، مشيرًا إلى أن مئات جرائم القتل، ليس فقط في تركيا، بل في ألمانيا وغيرها من دول أوروبا المسئول عنها هذه الجماعة.

وأوضحت الصحيفة، أن التوترات تتصاعد بين دول الاتحاد الأوروبي وتركيا تصاعدت بعدما شنت «الذئاب الرمادية»، وهى جماعة تركية متطرفة أعمال عنف في فرنسا والنمسا وألمانيا لدعم أجندة أردوغان السياسية ومساعدته لإحياء وهم «العثمانية الجديدة»، لافتة إلى أن تلك الجماعة تستهدف معارضي أردوغان والأقليات في دول العالم الأوروبي.

وأضافت أن الهجمات التي شنتها تلك الجماعة التركية المتطرفة على مواطنين فرنسيين وأرمن في ليون في أواخر أكتوبر الماضي؛ كانت بمثابة «القشة» الأخيرة للسلطات الفرنسية في مواجهة الخطر المتزايد لأحد أذرع النظام التركي التي التي تتوغل في أوروبا لنشر الفوضى والعنف.

وأشار إلى تصريحات وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين في إعلانه لقرار حظر «الذئاب الرمادية»، حيث أكد أنها «تحرض على التمييز والكراهية» ومتورطة في العديد من أعمال العنف في البلاد، خصوصا ضد الآرمن، مضيفًا أن تلك الجماعة على علاقة وثيقة بحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا وتقدم «مزيجًا غريبًا من الطموحات الإمبراطورية التركية مع التقاليد الإسلامية».

وقالت الصحيفة في نهاية تقريرها «من غير الواضح لماذا انتظرت أوروبا طويلًا لمواجهة الذئاب الرمادية التركية بالنظر إلى التاريخ الدموي للجماعة، خصوصًا، وأن نظام أردوغان أصبح نظر إليه على أنه تهديد للأمن الأوروبي، وقد يواجه عقوبات في المستقبل القريب، فهل تبدو دول الاتحاد الأوروبي مستعدة للتحرك ضدها؟».