رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ناصر عراق: نجيب محفوظ رائد الرواية المصرية والعربية

ناصر عراق
ناصر عراق

في إطار الاحتفاء بذكرى ميلاد صاحب نوبل "نجيب محفوظ" المولود في 11 ديسمبرمن عام 1911، وأول كاتب عربي تحصل على جائزة نوبل في مجال الأدب عام 1988،.

جاء سؤالنا للكاتب الصحفي والروائي ناصر عراق حول مايردده بعض الكتاب والنقاد من أفكار تشير في مجملها بتجاوز إبداع وكتابات نجيب محفوظ تحت دعاوى ومبررات منها كلاسكيتها، وأن التوقف عند ما أنجزه محفوظ لن يضيف للرواية ولا القصة العربية شيء عن ذلك يجيبنا "في ظني أن التاريخ لا يتوقف عن إنجاب العباقرة بين الحين والآخر وفي المجالات كافة، هؤلاء العباقرة يمتلكون قدرات خارقة على بقاء إنجازهم مؤثرًا وملهمًا من قرن إلى آخر.

ويلفت إلى أن "حتى هذه اللحظة مازالت أفكار ماركس ودارون وفرويد تلهم الدارسين والباحثين الذين جاءوا بعدهم، وفي مجال الإبداع، يحتل شكسبير ودوستويفسكي مكانة مرموقة لم ينفلت من أسرها كُتّاب المسرح والرواية، وفي مصر يرتفع عبدالوهاب وأم كلثوم إلى ذرى لم يصل إليها أحد بعد، وفي الشعر يظل المتنبي وشوقي علامتين فارقتين في الشعر العربي بامتداد ألف عام، إذ يقبل على قراءة قصائدهما الناس فتغمرهم النشوة والسرور. بهذا المنطق يحق لنا الحديث عن عبقرية نجيب محفوظ، فالرجل أنجز مهمتين نادرًا ما يحققهما رجل واحد، وهما: إنه رائد أصيل لفن الرواية المصرية والعربية الكلاسيكية "المحافظة"، وهو في الوقت نفسه مجدد عظيم لهذا الفن، وهذا أمر شاق على النفس والعقل: أن تكون رائدًا، أي محافظا، وفي الوقت نفسه تتمرد على ما أنجزته من إبداع في أجندة الفن "المحافظ"، لتغزو عوالم حديثة مدججًا بشغف لا حدود له لتطوير كتاباتك."

ويشير ناصر عراق إلى أن "من يطالع روايات محفوظ الأولى (الروايات التاريخية القاهرة الجديدة خان الخليلي زقاق المدق السراب بداية ونهاية الثلاثية) يكتشف بيسر أنه أمام روائي عملاق يتقن فن كتابة الرواية الكلاسيكية إتقانا، تلك الرواية التي وضع أسسها جبابرة القرن التاسع عشر في أوروبا أمثال تشارلز ديكنز وإميل زولا وفيكتور هوجو ودوستويفسكي وتولستوي. ومن يسعد بقراءة أعمال محفوظ التالية مثل (اللص والكلاب الطريق الشحاذ ثرثرة فوق النيل ميرامار) ثم (الحرافيش "قرآن الرواية العربية وإنجيلها" رحلة ابن فطومة العائش في الحقيقة) وغيرها يكتشف أنه أمام مجدد فذ يمتلك جسارة لا حدود لها في اقتحام عوالم جديدة متكئا على خبرة راسخة في فن سبك العمل الروائي. لا ريب عندي في أن محفوظ لم يكن يصل إلى هذه المكانة الباذخة دون أن يمتلك زمام اللغة العربية امتلاكا، فقد تمكن من تطويع هذه اللغة لما يريد أن يفصح عنه بشكل سلس وجذاب ومتفرد، لذا فهو واحد من كبار بناة الوجدان العالمي لا العربي فحسب. باختصار...

ويختم صاحب رواية "الأزبكية" حديثه بالتأكيد على أن روايات نجيب محفوظ في مجملها هي النموذج الأمثل للإتقان المطلق، والتاريخ لا يرحب أبدًا إلا بعباقرة الإتقان المطلق.