رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحذيرات إسرائيلية من بيع مقاتلات أمريكية لقطر: خطأ استراتيجي يهدد أمن الغرب

مقاتلات أمريكية
مقاتلات أمريكية

حذرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، من بيع مقاتلات F -35 الأمريكية، إلى قطر في ظل الاتهامات الموجهة إليها بدعم الإرهاب وتمويل الجماعات المتطرفة، مشددة على أن هذه الصفقة ستقوض من إمكانيات الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الإقليميين.

وفي هذا الصدد، قال غانم نسيبة، مؤسس شركة Cornerstone Global ومقرها لندن: "إن بيع طائرات F -35 لقطر سيكون خطأ استراتيجيًا، وسيكون له عواقب بعيدة المدى على الأمن القومي للغرب"، مشيرًا إلى أن قطر ليس لديها القوة البشرية لاستخدام طائرات F -35، وعلى الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين أن يسألوا لماذا تريد قطر تلك المقاتلات.

وجاءت تحذيرات نسيبة تعليقًا على الضغوط الأخيرة التي تمارسها قطر في الولايات المتحدة، وذلك ردًا على تقرير سابق صدر يوم الثلاثاء على موقع Foreign Lobby، حول الضغط القطري بشأن هذه الصفقة.

وقال جوليان بيكيه، مؤسس ورئيس تحرير مجلة "فورين لوبي"، في مقال له: إن "بيع دونالد ترامب طائرات إف- 35 إلى الإمارات، يثير انتقادات لدى الحليف الآخر للولايات المتحدة في الشرق الأوسط"، موضحًا أنه حتى في الوقت الذي أعربت فيه إسرائيل عن ارتياحها لبيع 50 مقاتلة من مقاتلات الشبح المتقدمة المقترحة بقيمة 10 مليارات دولار إلى الدولة الخليجية العربية، فإن "قطر"، خصم الإمارات، تثير عددا من المخاوف وراء الكواليس.

وكشف تقرير "فورين لوبي" عن عمليات ضغط جديدة تقوم بها قطر بشأن صفقة المقاتلات الأمريكية الأخيرة، والتي يقودها النائب الديمقراطي السابق عن ولاية فيرجينيا "جيم موران".

من جانبه، قال حسين إيبش، الباحث المقيم في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، لمجلة "فورين لوبي": "لقد كانت فرصة لقطر لمضايقة الإمارات، ولكن ليس بإمكانهم منع الصفقة".

ووفقًا للتقرير، تم الكشف عن ضغط قطر للحصول على الطائرات F -35، وذلك ضمن ملف شركات الضغط نصف السنوي، والذي يغطي الأشهر الستة حتى أكتوبر الماضي، وخلال ذلك الوقت، كشفت شركة الضغط الأمريكية "نيلسون مولينز" عن تلقي 800 ألف دولار من حكومة قطر.

وأرسلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، استفسارات إعلامية إلى وزارة الخارجية القطرية في الدوحة وكذلك إلى سفارتها في واشنطن، فيما أفادت وسائل إعلام ألمانية إسرائيلية وأمريكية، عن دور قطر المزعوم في تمويل "حزب الله" اللبناني.

وفي أغسطس الماضي، أرسلت الولايات المتحدة فريقًا إلى قطر للتحقيق في مزاعم تمويل الدوحة لـ"حزب الله" اللبناني.

لم يكن هذا التحذير الأول الموجه للإدارة الأمريكية بشأن احتمالية بيع المقاتلات الأمريكية إلى قطر، وإنما سبقه العديد من التحذيرات الدولية حول أبرز العوائق التي تقف أمام رغبة قطر في امتلاك مقاتلات "F -35" الأمريكية المتطورة.

وفي أكتوبر الماضي، قال موقع "national interest" إن هناك العديد من الأسباب التي تجعل قطر ترغب في شراء طائرات F -35، ولكن هناك أيضًا الكثير من الأسباب التي تجعلها لن تحصل على هذه الطائرة الشبحية، ومن بينها المقاطعة الدبلوماسية للدوحة، الشراكة مع تركيا، بالإضافة إلى ممانعة إسرائيل للصفقة وكذلك الاعتبارات العسكرية للولايات المتحدة.

وأشار إلى عدد من النقاط الشائكة بالنسبة لإسرائيل، والتي قد تمانع حصول قطر على هذه الطائرات، ومن بينها؛ دعم قطر لحركة حماس، كما أنها تخشى الشراكة الوثيقة بين قطر وتركيا لاسيما بعد دعم أنقرة للدوحة خلال الأزمة الخليجية عام 2017، لافتًا إلى أن كلا البلدين يدعمان جماعة الإخوان، بينما زادت تركيا من دعمها المتطرفين في ليبيا، ومثل هذه العلاقة بين قطر وتركيا ليست في مصلحة إسرائيل، حسبما ذكر الموقع.

وإلى جانب المقاطعة العربية والممانعة الإسرائيلية، تطرق موقع "national interest" إلى الاعتبارات الأمريكية فيما يخص التواجد التركي في قطر.

فقد نوه بأنه بالإضافة إلى الوجود العسكري الأمريكي في قطر، تستضيف الإمارة الخليجية أيضًا قاعدة عسكرية تركية كبيرة، ومن غير المحتمل أن ترغب الولايات المتحدة في وجود تركيا بالقرب من مقاتلات أمريكية F -35، خاصة أنه تم إخراج تركيا من برنامج F -35 لحيازتها نظام الدفاع الصاروخي الروسي S-400 Triumf.

وفي الشهر ذاته، نشرت مجلة "نيوز ويك" الأمريكية، دراسة بحثية أعدها كل من "جوناثان سباير" المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للتقارير والتحليل (MECRA)، و"بنجامين وينثال" وهو زميل باحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، حيث أكد الباحثان أنه يتعين على الولايات المتحدة الأمريكية ألا تبيع الطائرات الأمريكية المتطورة للنظام القطري.

وأوضحت الدراسة أن التحالف بين تركيا وقطر ربما يكون الركيزة الأساسية للسياسة الخارجية القطرية، حيث يشترك البلدان في الدعم الأساسي لتيارات الإسلام السياسي، ولا سيما جماعة الإخوان، مشيرة إلى الاتفاقية الأمنية الاستراتيجية التي وقّعتها الدوحة مع أنقرة عام 2014، وأنشئت بعد ذلك قاعدة عسكرية تركية في قطر.

وأضافت الدراسة الأمريكية: "إذا وضعنا جانبًا سجل قطر الفظيع في مجال حقوق الإنسان، واستغلال العمال أثناء التحضير لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، والفصل العنصري بين الجنسين على نطاق واسع، فإن نظام "آل ثاني" يشكل خطرًا جسيمًا على أمن الشرق الأوسط والأمن الدولي".

وشددت قائلة: "إن بيع الطائرة المقاتلة متعددة المهام من طراز F -35، إلى قطر من شأنه أن يعزز قوة أعداء أمريكا في الشرق الأوسط، لذا يجب أن تعلن الولايات المتحدة، بصوت عالٍ وعلني، أنها لن تبيع طائرات F -35 للدولة الراعية للإرهاب في الدوحة".