رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«من الأرشيف».. نجيب محفوظ: طفولتي انعكست في «الثلاثية»

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

"عندما أرحل بذاكرتي إلى أقصى بدايات العمر، إلى الطفولة الأولى أتذكر بيتنا في الجمالية شبه خال، فأنا سابع سبعة أنجبتهم والدتي وبيني وبين الطفل السادس تسع سنوات، لذلك عندما بدأت أعي ما حولي كان الإخوة والأخوات قد كبروا وتزوجوا أو غادروا المنزل على أي حال، وهكذا نشأت بين والدي ووالدتي كطفل وحيد ليس له أصدقاء كثر، فهو يؤوب إلى تأمل الذات، والقراءة الكثيرة".. هكذا تطرق الأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ إلى بداياته، في حوار له مع جمال الغيطاني نشر بتاريخ 1 يناير لعام 1989.

سمة متكررة تظهر فيها جميع رواياته بمصر، وهي الحارة المصرية، قال عنها: كانت الحارة عالما غريبا حيث تتمثل فيها جميع طبقات الشعب المصري، تجد مثلا ربعا يسكنه أناس بسطاء.. ثم تجد أغنى فئات المجتمع ثم الطبقة المتوسطة، ثم الفقراء، وكلهم متجاورون، وظلت هكذا حتى الستينيات.

وردا على سؤال "عندما تقول إن الحارة وحياتها أثرتا في تكوينك، فماذا تعني بذلك؟ هل أثرت الحارة مثلا فيك في الثلاثية"، ذكر: لقد انعكست حياتي في الطفولة في الثلاثية إلى حد ما، وفي "حكايات حارتنا" بشكل أكبر.

وأضاف: كانت طفولة طبيعية لم أعرف الطلاق أو تعدد الزوجات أو التيتم، ونموت في ظل أسرة هانئة مستقرة كنت أقدسها وأحبها أشد الحب، وقد انتقلنا من الجمالية عام 1924 إلى العباسية، وفي العباسية توفي والدي عام 1937، وللعباسية سحرها واتساعها، لكن مخيلتي الطفولية احتفظت بصورة أنصع وأزهى للجمالية، وقد بدا ذلك كله في أكثر أعمالي وبخاصة "أولاد حارتنا" كما سبق أن ذكرت.