رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عمار الشريعي.. ذكرى رحيل صاحب «الربع تون» (بروفايل)

عمار الشريعي
عمار الشريعي

8 سنوات مرت على وفاة الموسيقار الكبير عمار الشريعي، الذي رحل عن عالمنا في 7 ديسمبر لعام 2012، بعد إصابته بأزمة قلبية نتيجة الإرهاق الذي تعرض له بعد تضامنه مع المحتجين في ميدان التحرير للمطالبة برحيل الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، ومكث داخل أحد مستشفيات القاهرة لعدة أشهر لتلقي علاج مشكلات القلب والرئة، وإجراء عدة عمليات جراحية.

لعمار الشريعي علامات وبصمات في الموسيقى الآلية والغنائية المصرية، بالإضافة إلى الموسيقى التصويرية للكثير من الأفلام والمسلسلات التليفزيونية، رغم أنه كان كفيفا.

بعد أن بلغ عمار الشريعي الرابعة عشرة من عمره؛ شعر برغبة عارمة تحرضه للعزف على آلة العود التي تحتوي كل أسرار الموسيقى العربية وقواعدها، والتي تعمق الإحساس بمقاماتها، فبدأ يعلم نفسه بنفسه العزف عليها خاصة أنه كان يجيد حينها قراءة التدوين الموسيقي بطريقة برايل، ولديه القواعد الأساسية اللازمة ليعلم نفسه، ع ثبات النغمات في طبقاتها المختلفة في أذنيه.

وفي مقال بمجلة "الشارقة الثقافية" بعددها رقم 28 والصادر بتاريخ 1 فبراير 2019، بعنوان "عمار الشريعي.. أول من أدخل ربع التون إلى آلة الأورج"، أوضح أن عمار عمل في مختلف المجالات الموسيقية بكل مستوياتها كعازف أكورديون، حتى اكتسب خبرة كبيرة في الممارسة العملية، ثم تحول للعمل عازفا على آلة الأوكورديون بفرقة صلاح عرام الموسيقية لمدة عامين، ثم اتجه للعزف على آلة الأورج في فرقة أحمد فؤاد حسن الموسيقية.

وفي عام 1974، قدم أول لحن له للمطربة مها صبري لأغنية "امسكوا الخشب يا حبايب"، ومن بعده توالت الألحان، ومن بينها لحن للمطربة شادية لأغنية "أقوى من الزمان"، فضلا عن تقديمه لمجموعة من أغنيات الأطفال، وكان له بصمة في الموسيقى التصويرية لمسلسلين تم عرضهما في وقت واحد، وهما "الأيام" المأخوذ عن قصة للدكتور طه حسين، والثاني هو "أبنائي الأعزاء شكرا"، وكتب عمار الموسيقى التصويرية لعدد من المسلسلات التليفزيونية ومنها "أوديب، العملاق، هو وهي، دموع في عيون وقحة، ورأفت الهجان".

وفي عام 1975، كون عمار الشريعي فرقة صغيرة حملت اسمه، ثم كون فرقة "الأصدقاء" التي استمرت لنحو 3 سنوات، لحن لها خلال تلك الفترة 36 أغنية، ونجح في إدخال بعض التعديلات على آلة الأورج، وأصبح بإمكانها عزف مقامات الموسيقى العربية، وجعلها تصدر أصوات آلات الموسيقى العربية "العود، القانون، والناي".

وكان لعمار الشريعي رحلة متميزة في التلحين لكبار مطربي ومطربات عصره، فقد لحن للمطربة شادية، وردة، عفاف راضي، إيمان الطوخي، أنغام، لبلبة، لطيفة، نادية مصطفى، ماهر العطار، وعماد عبد الحليم وحسن فؤاد، فضلا عن تلحينه لعدد من الأغنيات للشعراء أمثال سيد حجاب، شوقي حجاب، فتحي قورة، وعبدالوهاب محمد.