كاتب بريطاني: شبح العقوبات عمق عزلة أردوغان بين حلفائه الأوروبيين

قال الكاتب البريطاني جون لوبوك، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يدفع ثمن التوترات التي خلقها مع حلفائه الغربيين وتورطه في العديد من الصراعات بالمنطقة، لافتا إلى إنه يشعر بعزلة كبيرة مع اقتراب القمة الأوروبية وتلويح الاتحاد الأوروبي بعقوبات ضد أنقرة.

ولفت لوبوك، في مقاله على موقع "أحوال" التركي، إلى إنه على مدار الأسبوع الماضي، اتخذت دول أوروبا عدد من الإجراءات ساهمت في زيادة عزلة أنقرة، حيث وافق مجلسي النواب والشيوخ الأمريكي على مشروع قانون يجبر البيت الأبيض على فرض عقوبات على تركيا بسبب شرائها نظام الدفاع الجوي الصاروخي الروسي S-400 في غضون 30 يومًا من القانون، كما انتقد مجلس أوروبا استمرار سجن عثمان كافالا، المحبوس احتياطيًا في سجون نظام العدالة والتنمية منذ أكثر من ألف يوم.

وأضاف إنه "نظرا للعزلة المتزايدة التي يشعر بها أردوغان، فليس من المستغرب إنه كان يحاول إصلاح علاقته بالدول الأخرى التي كانت أيضًا تمثل إشكالية بالنسبة له، مثل إسرائيل والمملكة العربية السعودية."

ولفت الكاتب إلى التقرير الذي نشره موقع "المونيتور" الأمريكي، والذي كشف فيه أن أردوغان "أجرى محادثات سرية مع مسؤولين إسرائيليين، في إطار جهد أطلقته تركيا لتطبيع العلاقات"، هذا إلى جانب محاولة الرئيس التركي للتودد إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد فوز الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات، مشيرا إلى لقاء المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين الأسبوع الماضي بالمبعوث الأمريكي الخاص الجديد لبحث الأزمة السورية، والذي أعلنت الرئاسة التركية عن "التزام أنقرة بالحفاظ على مناخ التهدئة على الرغم من العدوان وانتهاكات وقف إطلاق النار من قبل النظام وداعميه".

وأوضح الكاتب أن أردوغان بدأ يشعر إنه "لا مفر من فرض الولايات المتحدة العقوبات على تركيا لشرائها نظام الصواريخ روسية"، بعد أن كان صرح سابقا- في إشارة للعقوبات الأمريكية: "أنت لا تعرف مع من تتعامل. مهما كانت عقوباتك، تفضل وفرضها ".

وفي نهاية تقريره، رجح الكاتب أن أن العقوبات التي في أطريقها إلى أنقرة " ستضعف سلطة أردوغان وتقلل من مساحة تركيا لأي محور تجاه الغرب"، لاسيما أن تركيا بحاجة إلى أوروبا، في ظل استمرار انخفاض عائدات النفط بسبب تداعيات كوفيد 19، لافتا إلى ان 60٪ من تجارة تركيا مع أوروبا.

واختتم لوبوك قائلا "لم يتبق لدى أردوغان سوى القليل من الفرص لممارسة قوته، وإذا لم يقم باستغلال الفرص، فسوف يكون المزيد من التدهور في العلاقات بين تركيا وأوروبا في الفترة القادمة ".