رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هاشتاج «تكة مفتاحه» يثير الجدال بين المؤيدين والمعارضين

جريدة الدستور

"تكة مفتاحه" كان عنوانا لمنشور تصدر صفحات التواصل الاجتماعي لعدة أيام وتسبب في اشتعال حرب بين سيدات، مؤيدة للمنشور الذي يتحدث عن امرأة كرهت سماع صوت تكة مفتاح زوجها أثناء عودته إلى المنزل من الخارج، بسبب ما تتعرض له من عنف على يديه، وبين منشورات أخرى معارضة تعبر عن السعادة الأسرية.

ونتناول في هذا التقرير وجهتي النظر المؤيدة والمعارضة لفكرة ترند "تكة مفتاحه"، عبر قصص لسيدات يقلن إن أزواجهن يعنفوهن وأخريات يرين أن الزوج هو مصدر الأمان.

◄ أميرة صلاح: زوجي رمز العطاء

انتظر الوقت الذي اعتاد زوجي المجيء فيه إلى البيت فيه كل يوم بفارغ الصبر وإن تأخر قليلا ينتابني شعور بالقلق لا ينتهي حتى يعود، فعند سماع صوت مفتاح الباب وهو يمسكه، محاولا الدخول الى المنزل، أشعر دون مبالغة وكأن مصدر الأمان لي ولأسرتي بالحياة قد وقف على الباب وأمامه لحظات ليكون بيننا ليمنحنا هذا الأمان"، بهذه الكلمات وصفت أميرة صلاح 55 عاما، لحظات اعتادت فيها قدوم زوجها على مر سنوات زواجهما الطويلة إلى المنزل، وتذكرها لهذه اللحظات منذ بداية زواجها منذ ثلاثين عاما الى الآن.

وتتابع: أشعر أن زوجي هو رمز الحنان والعطاء لي ولأولاده وحتى إلى أحفاده حاليا"، وتشير أنه وعلى الرغم من صرامته في بعض الأحيان، إلا أنها تصفه بكونه دائما، "ونعم الزوج" فهو يشعر كل أهل بيته بالعطف والحنان والكرم، مضيفة أن تلك المشاعر هي التي جعلتها وأبنائها يعشقون اللحظات التي يقضونها معه وينتابهم الحزن في حال غيابه، فهم يشتاقون كثيرا له بسبب تغيبه أوقاتا طويلة في العمل لما تحكمه عليه هذه الظروف.

◄ سمية إبراهيم: صارم وطيب

ذات الشعور تصفه سمية إبراهيم 40 عاما، وهي تعبر عن هذا الشعور نحو زوجها قائلة "زوجي لم يكن بالزوج القاسي الذي يعنف زوجته على الإطلاق" تقولها سمية موضحا أن العلاقة بينها وبين زوجها تقوم على الود والرحمة والتفاهم ولم تقم على العنف يوما، وهكذا تربى الأبناء أيضا في هذا الجو الهادئ، مشيرة أن ذلك لا يمنع ابدا من صرامته وحزمه في الأمور التي تتطلب ذلك، لذا فزوجها بجميع صفاته جعلها تتعلق به وتحب وجوده بالمنزل ومشاركته لها في جميع الأوقات.

◄ سماح: زوجي يعنفني أمام أبنائنا

على العكس تماما تروي سماح أحمد 35 عاما قصتها مع زوجها، الذي وصفته بكونه مصدر الخوف والرعب الرئيسيين في حياتها، لما يمارسه من تعنيف دائما لها سواء كانا بمفردها أو أمام الناس أو أمام أطفالهما، وذلك على الرغم من أن زواجها منه جاء نتيجة قصة حب مشتركة بينهما، لذا فهي كثيرا ما تكره تواجده بالبيت ودبل وانتقل هذا الكره إلى الأطفال أيضا.

◄ «استوصوا بالنساء خيرا».. العتاب خير من العنف

وعن تعنيف الزوج لزوجته الذي يتسبب في بغضها له، وأحيانا كثيرة كرهها لتواجده بالمنزل كما هو الحال مع صاحبة منشور "تكة مفتاحه" ترجع الدكتورة ياسمين محمود أستاذ علم النفس أسبابه إلى عدة عوامل منها نشأة الرجل وتربيته، فهناك رجالا كبروا على مشهد ضرب والدهم لوالدتهم، وإهانة المرأة وكأنه أمر عادى، وبالتالى يعتاد الرجل على ذلك وينفذه بمجرد زواجه، بالإضافة إلى العصبية الشديدة التي تصيب بعض الرجال، وهى تعد أولى درجات المرض النفسى التي تدفع الرجل إلى ضرب زوجته، كى يشعر بعدها بالراحة النفسية، وتؤكد ياسمين على أن اهانة الرجل لزوجته تعد عادة سيئة، وجريمة في حق المرأة.

الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، يقول إنه لا يجوز تعنيف الرجل لزوجته أو ضربها أو الاعتداء عليها نهائيًا، ناصحًا من يغضب من زوجته بأن يُعاتبها، ويرشدها إلى الأمر الصحيح، لأنه لا يجوز ضرب الزوجة وإهانتها، واختتم بذكره لقول الرسول صلى الله عليه وسلم اسْتَوْصُوا بالنساء خيرا".